هَشيماً ذَرَتْهُ بقلم الشاعر /حسن علي محمود الكوفحي

68

*** هَشيماً ذَرَتْهُ ... *** المتقارب ***

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هَشِيماً ذرَتْهُ رُؤَى مِن سَرَابْ

حَزِيْنَاً كَوَتْهُ بِنارِ الْغِيابْ 

وَحِيداً يُفَتِّشُ عَمَّا تَبَقَّى

خُطاهُ كَوَشْمٍ بِلَيْلِ الصِّعابْ

يُحَدِّثُ نَفْسَاً حَديثاً يَتِيْمَاً

بِلَيْلٍ يُمَزِّقُ ثَوْبَ الْعِتابْ

وَلَيْلٍ تَمَطَّى وَيَجْثُو بأرْضٍ

سَوادٌ يُضَاجِعُ تِلْكَ الْهِضابْ

عُيونٌ لِلَيْلَى رِياضٌ لِقَفْرٍ

وَلَيْلَى دَواءُ جِرَاحٍ عِذابْ

بَعيداً رَمَتْهُ بأرْضِ الْمَنافي

تَقِيْءُ الْأَماني مَزِيْدَ الْعَذابْ

عُيونُ الْأماني غِذاءُ الْمَعالِي

فَأنَّى يُجاءُ بِهذا الْخَرابْ

تَخاذُلُ قَوْمٍ رِماحُ الْأَعادي

رِماحُ الْأعادي لِأرْضٍ يَبابْ

فَمَنْ رامَ عَيْشَ الْغَواني ذَليلٌ

وَكانَ لِنَذْلٍ طَعاماً شَرابْ

تَلاعُبُ إفْكٍ بِروحٍ حَلالٌ !!

دِماءُ الْغَواني شَرابُ الْحِرابْ

وَتَرْوِي دِمائي لِبَعْضي بِلاداً

وَبَعْضي فُلُولٌ وبَعْضي ضَبابْ

فَحَدِّقْ بِأفْقٍ لِماضٍ جَميلٍ

تَعاظَمَ بالْأمْسِ صُبْحٌ وَغابْ

صَهِيْلُ الْخُيولِ تَرانِيمُ نَصْرٍ

فَكَيْفَ بِلَمْحٍ تَلاشَى وَذابْ

تَذَوَّقْ أنينَ تُرابٍ أسيرٍ

يَشُقُّ صَداهُ صُدورَالْقِبابْ

ذَبيحٌ تُرابي كَعَصْفِ الْمَواشي

حَليبُ الْغَواني يُسِيْلُ اللُّعابْ

وَبَيْتُ الْعَناكِبِ بَيْتُ الْبَغايا

وَكانَ لِزَوْجٍ شَديدُ الْعِقابْ

بِمَكْرٍ تَمُدُّ شِباكَ الْأماني

هَوانا جَمِيْعَاً بِدُنْيا تُرابْ

يَتوقُ فُؤادي لِبَيْتٍ قَديمٍ

لِبَيتِي تَطيحُ جميعُ الرِّقابْ

وَزَمْجَرَ شَوْقٌ بِقَلْبٍ رَهِيْفٍ

فَلِلْحُبِّ بَيْتٌ وَفِوْقَ السَّحابْ

تَكَسَّرَ ضَوْءٌ وَنورٌ تَلاشَى

فَمَنْ لِلْبَرايا بِتِلْكَ الشِّعابْ

إلهي تَبَعْثَرَ قَوْمٌ لِئامٌ

نِفاقٌ أفاضَ بِسوءِ الْخِطابْ

وَتَقْبيلُ أيْدٍ لِبَعْضٍ حَياةٌ

وَلَحْسُ حِذاءٍ لِبَعْضٍ رِضابْ

وَتَقْديسُ شَيْخٍ لِبَعْضٍ يَقينٌ

وَإنْ كانَ في الْكِذْبِ مِثْلُ الْعُبابْ

مِراءٌ كَحَلْوى تَراهُمْ جَميعاً 

أقاموا عَلَيْهِ وَكلٌّ ذُبابْ

وَلَيْسَ بِغَيْرِ صَلاحٍ نَجاحٌ

وَلَيْسَ بِغَيْرِ ذَهابٍ إيابْ

تَقَدَّمْ سَريعاً لِدَرْبِ الْمَعالي

وَعَنْ كاهِلَيْكَ فَألْقِ الرُّهابْ

لِتَجْدَعْ أنوفَ طُغاةٍ عُتاةٍ

فَما زاغَ في اللَّيْلِ نُورُ الشِّهابْ

وَلِلْعَدْلِ كُنْ سَيْفَ حَقٍّ جَسوراً

فَلَنْ تَسْتَقيمَ ذُيولُ الْكِلابْ

فَصُبَّ كُؤوسَ الْمَنايا تِباعاً

كُؤوسُ الْمَنايا لِحُرٍّ عِذابْ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقلمي / حسن علي محمود الكوفحي .. الأردن / إربد