إرتياعُ المَآذِن
……………
لا تَسْتَحِثّي بِالدّمُوعِ مَدَامِعِي
بَلْ لا تثِيْرِي..
بِالبُكَاءِ مَوَاجِعِي
فالدّمْعُ يَطْلِقُهُ النّشَيْجُ إذَا تَعَثّرَ فِي دروبِ مَسَامِعِي
فَلَكَمْ عَجزْتُ حَبِيْبَتِي..
عَن حَبْس دَمْعِي كُلّمَا
شَعَرَ الفُؤَادُ بِنَبْضِكِ المُتَسَارِعِ
يَا مَنْ دَخَلْتِ مَحَافلَ التّارِيخِ مِنْ بَابِ المُلُوكِ الوَاسِعِ
رَدّتْ وَدَمْع العَيْنِ يَغْسِلُ وَجْهَها :
قَدْ كَانَ لِي مَاضٍ عَرِيقٌ
صَارَ مَذْبُوحًا بِحدِّ مُضَارِعِي
أوَمَا تَرَى تِلْكَ الدّمَاءَ
تَخُطُّ قِصّتنا الأليْمَة فِي جِبَاهِ شَوَارِعي
بَلْ مَا تَزَال تَخُطّها..
وَتَعِيدها ..
فِي كُلّ فَاجِعَةٍ بِلَونٍ فَاقِعِ
إسْمَعْ لِجَلْجَلَةِ المَدَافِعِ والقَذَائِفِ كِيفَ تَلْهُو ها هُنا
وبِوَقعِها
ذَوَتِ البَرَاءَةُ وانْثَنتْ
أمّا الكُهُولَةُ فانْحَنتْ
وجَثَتْ بِقعْرِ الخَوفِ هَامِدَةً
هنا ؛ خلف السّلام الرّاكِعِ
أوَما ترى روْعًا يهزُّ مَآذِنِي وصَوَامِعِي
مَعَ كُلّ قَعْقَعَةٍ تَفِزّ كَطِفلَةٍ
فَأَهبّ أحْضِنُها وأمْسَح رَأسَها بِأصَابِعِي
فِإذَا اسْتَكَانَتْ لَحْظَةً
شَرَعَتْ بِنَجْوَاها فَتَلْهَج بِالدّعَاءِ
بِالِابْتَهالِ تَدُقّ أبْوَابَ السّمَاءْ
وتَعِيشُ سَاعَاتٍ تَلُوذُ بِرَبّها
بِيْنَ المَخَافَةِ والرّجَاءْ
تَرْجُو صَبَاحًا مُشرِقًا
يَمْحو دياجيِها بنورٍ ساطعِ
يا رَبّ حَقِقْ سُؤلَها ورجَاءَها
مَلَكَ السُّّهادُ وسَائِدي ومَضَاجِعِي
***
الكامل
محمد أحمد الدِّيَم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق