الخميس، 23 نوفمبر 2017

أهـلاً بالصُّدود ـ الشاعر بشير عبد الماجد بشير السّودان

أهـلاً بالصُّدود
***
سَـلامُـكِ عَـبْـرَ نَـافِـذَتـي عَـــذابٌ
وخَـيْــرٌ مــنـهُ تَــركُــكِ لـلــسَّـلام

ومَـا ذَنْــبـي لَـديــكِ وَدِدْتُ أَدْري
لأَعْـرِفَ ما جـنـيْـتُ مـن الـحرامِ

وما ذَنـباً عَـرَفْتُ سِــوى هُـيَامِي
بِحُـسْـنِـكِ وافْـتِـتَاني واهْـتِـمـامي

وهَجْرِي النَّاسَ غَيرَكِ لستُ أَهْوى
سِـــوى رؤْيــاكِ رائِــعَــةً أَمــامــي

فــإِنْ كــان الــغَـرامُ يُــعَــدُّ ذَنْــبــاً
فـإِنـي لـــن أَتـــوبَ مـــن الــغَـرامِ

وإِن أَضْــحَى جَـزاءُ الحـبِّ هَـجْـراً
فـأَهْــلاً بـالـصُّــدودِ وبــالـخِـصـامِ

وهَــيَّــا عــاقِـبـي قـلْـبـي فَـقَـلْـبي
أَحَــبّـكِ واصْـطـفـاكِ عـلى الأَنَــامِ

وقَـلـبـي لــيــسَ يَــرْدَعُــهُ جَــفَــاءٌ
ولـــو سَــقَّـاهُ كــأْسـاً مـــن سِـمـامِ

وسـوفَ يـظَـلُّ يَـرْعَى فيـكِ نَـجْماً
أَضـــاءَ دُروبَـــهُ رَغْـــمَ الـــظَّــلامِ

تَــلأْلأَ فــي دَيَــاجــرِهِ وأَهْــــدَى
إِلـى نَــبَـضَـاتِـهِ نَـغَــمَ انْــتـظـامِ

فَراحَ يَـدُقُّ بـاسْـمِـكِ لا يُـبالـي
بِـما أَلْـقـى ويُـعْـجـبُهُ انْهِـزامـي

ولـو أَنِّـي قَـدرْتُ عـليـهِ يَـومـاً
قَـطَـعْـتُ وَرِيدَهُ ومَلأْتُ جَامي

لأَشْـــرَبَ مـن دَمِ الخَـفَّاقِ حَـتَّى
يُـطاوِعَـني ويَـحْـفَـظَ لي ذِمامـي

ولكـنِّي ضَــعِـيـفٌ لـسـتُ أَقْـوى
عـلـيـهِ بِـغـيـرِ أَلْــفــاظِ الــكــلامِ

فَــدُونَـكِ عَـذِّبـيـهِ الـيـومَ عَـنِّـي
فقـد عَـجَـزَتْ قُوَايَ عن انتِقامي

ولا تَدَعـيـهِ يَـنْـبـضُ أَو يُـغَــنِّـي
بِـحُـبِّـكِ يـا هَـوَاهُ ولـن تُـلَامـي .

*****
بشير عبد الماجد بشير
السّودان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق