الخميس، 28 سبتمبر 2017

بَكَفَّيَّ حَظُّ المُعسِرين - 1 بقلم / محمد رشاد محمود

(بَكَفَّيَّ حَظُّ المُعسِرين - 1)
عام 1997 هاجَتْ طاقة الذِّهن على احتمال البَخس ، وأنشَبَ النُّكرانُ ضِرامَه - معَ جحود السَّعَة - في هشيم التَّصَبُّر ، فكانت أنَّاتٌ مُطَوَّلَةٌ منها هذه الأبيات :
أرَى كُــلَّ ذي رُوعٍ قريـرًا وخافِقي
دَءوبٌ كطامٍي المَوجِ يُرغي ويُزبِدُ
حَبيـــبٌ إلى نَفسي المَمـــاتُ لأنَّني 
بَغيـــضٌ إلَيَّ الصَّحوُ والجَدُّ هــاجِدُ
وما أنْكَـــرَ القَلـــبُ الحَيَــاةَ زَهَــادَةً
وَلَكِــنَّ وَقعَ النُّكْـــرِ كَالنُّكْــرِ جَاحِـدُ
إذا لَمْ تَكُـــنْ إلَّا الغَضاضَةُ مَوطِنًــا
فَبِئْسَتْ حَيَــاةُ المَرءِ والعَيْشُ زائِــدُ
بِكَــفَّيَّ حَــظُّ المُعسِرِينَ وهَـــامَتِـي
فُوَيــقَ مَجالِ السُّحْبِ والقزمُ راغِدُ
إذا شامَ دَركـِــي الفَدمُ أفنًــا وغِــرَّةً
تَوَلَّيتُ سَبقَ السَّبْقِ والطَّبـعُ رَائِــدُ
ورَوْدِي لهَــــا رَودي الحيَــاةَ نَدِيَّةً
يُرَقْرِقُهَـــا شَدوٌ وغَيـْـــداءُ نَاهِـــــدُ 
إذا كـانَ جُلُّ العَيْـشِ جَهْـــدًا وفَاقَةً
فإنَّ مَـــرامَ المَـــرءِ للـــرَّوْحِ راشِدُ
وإنِّـي إذا جـَــارَ الشَّـــقاءُ مُصَفِّــقٌ
جَنــاحًا وإِن يَــذكُ الــرَّخَاءُ مُغَـرِّدُ
تَرَصَّدَني راحٌ مِنَ الفِكْـــرِ رَاجِـحٌ
وأَخْلَفَني بَــذلٌ مِـنَ التِّبْـــرِ جاهِــدُ
(محمد رشاد محمود)
..............................................................................................
الرُّوع (بالضَّم) : القَلبُ والذِّهنُ والعَقل . الهاجِد : النَّائِم . 
الفَدْم : العَييُّ عن الكلام والغَليظُ الأحمَقُ الجافِي . الرَّوْد : الطَّلَب .
الفاقَةُ : الفَقْر والحاجَة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق