الخميس، 28 سبتمبر 2017

قصيرة هى الحياة بقلم /د. المفرجى الحسينى


قــــــــــــصيرة : هي: الحــــــــــــياة
---------------------------------
النار المتّقدة في موقد منزلنا 
مازال الدفء يملأ الفناء 
عروقي مثل جراح 
غائرة في صدر والدي الكفيف
عرفت الطريق بإضاءة قنديل عينيه
جراح صدره
سفن تمخر بي بحار الشمس
تغطيني كشراع
البلبل الغرِّيد غرِّد فجراً بأعذب الألحان
رمل دم أورق دموع
نحن هنا تحرقنا شمسنا لا تضيء
أرضنا ماؤها حليبها سموم
قمر الكرخ حبيس يخنقه جدار
تمنحنا قليل من رحلة العمر القصير
عمري لا يزال في العشرين 
عندما اجتاحتنا عواصف التتار
ربما يزيد قليلاً من العذاب
بلا عطر كشجرة دفلة 
سأعيد للزمان حكايات علي بابا والسندباد
أطوي البحار إرادة قوية يد معروقة زرقاء
من يشتري السرور والأفراح من شاب عند المساء
ماتت الشمس في عينيه مثل موت البعير
بيته خال لا نور إلا من حصير
ذوائب قنديله مثل أهداب الضرير
أرضنا مقبرة فيها عظام موتانا لم تنبت الزهور
ماتت دنيانا إثر الطاعون الأسود المشؤوم
مساءنا نهارنا أرواحنا لعيون دار السلام
مقلها تبرق كفانوس من بعيد
ضفيرتها عرق النخيل
قرطها منارة من ذهب يا كحل العيون
مبخرة تفوح بالعطر بالطيب
يا أمي الحنون ...
*****
د .المفرجي الحسيني
قصيرة هي الحياة
العراق/بغداد
28/9/2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق