الجمعة، 17 نوفمبر 2017

الحُبّ نورُ الفُؤَادِ ـ الشاعر عبد الوهاب ياسين الإبراهيم


الحُبّ
نورُ الفُؤَادِ بِلُطْفٍ غَامِرٍ سَطَعَ
يَجْلُو ظَلَامَاً ويُقْصِي الخَوفَ والفَزَعَ

والغِلُّ يَرْحَلُ مِثْلَ المُعْتَدِي هَرَبَاً
عَنْ قَلْبِ مُنْتَصِرٍ فِي الحُبِّ قد بَرَعَ

والنَّفْسُ تَسْمُو إذا بالحُبِّ عَالَجَهَا
قَلْبُ المَرِيْضِ الذي يَشْكُو بِهَا الهَلَعَ

والطِّبُّ يَشْفِي مِنَ الأَجْسَادِ أوْهَنَهَا
والحُبُّ يَشْفِي نُفُوسَاً تَشْتَكِي الوَجَعَ

والوِدُّ يَعْقِدُ بَينَ النَّاسِ بَهْجَتَهُ
كالنَّجْمِ بالحُبِّ في الآفَاقِ قد لَمَعَ

لولاهُ ما عَرَفَ الإنْسَانُ مَوْطِنَهُ 
والشّمْسُ ما سَطَعَتْ والبَدْرُ ما طَلَعَ

والبَحَرُ يَسجنُ غَيْثَ المُزْنِ في غُرَفٍ
مِنْ دونِ نُورٍ ولا حُبٍّ يرى الوَرَعَ

الطِّفْلُ يَشْكُرُ مَنْ أَهْدَتَ مَحَبَّتَها 
وَالأُمُّ مِنْ قَلْبِهَا التّّحنَانُ قد نَبَعَ

والحُبُّ بَيْنَهُمَا يَشَدُو بِأُغْنِيَةٍ
لولا الحَنَانُ فَإِنَّ الطِّفْلَ ما شَبِعَ

َيَبْدُو رَحِيْقَاً وإنَّ الزَّهْرَ أنْتَجَهُ
مُذْ فاحَ عطرٌ وأعطى النّحْلَ ما صَنَعَ

هاتوا مِنَ العَسَلِ الصَّافِي لِتَنْتَفِعُوا
إنَّ المَحَبَّةَ خَيْرٌ كُلُّهُ نَفَعَ

إنَّ الحَيَاةَ بِهِ قامَتْ وَهَدَّمَهَا 
مَنْ كانَ مِنْ قَلْبِهِ الأنوَارَ قد نَزَعَ

فالفِعْلُ كالصَّوتِ لاقِي قَصْدَ صاحِبِهِ
عِنْدَ الصّدَى مثلما ألْقى لَهُ رَجَعَ

والأرضُ تَشْهَدُ أمْرَاً كانَ غايَتُهُ 
الجُّهدُ يَحْصدُ ما في الأرضِ قد زَرَعَ

عبد الوهاب ياسين الإبراهيم
١٦ _ ١١ _ ٢٠١٧

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق