الانتظار
كم شدّني إليك بحر الإنتظار
فأسى على قلبي العاشق المحتار
من يطمح في القرب منك عن قرب مرير
وتتمازج افكار ودّه بالحب للابرار
متمنيا ان تنقضي روحه من الانهيار
و ترحمي وجدانه من البوار
***
كم شدّني ترقب الردّ من الوجيب
بلهفة الحيران منتظر الجواب من الحبيب
حتّى تطمئن روحه ممّا يعتريها من العذاب
وتسترد أنفاسه مشاعر الصواب
فيستكين ويرتاح من توتر الاعصاب
***
لما وكل ما لمح منك بوادر أمل
وتلمّس فيك طريق موصل لجوارح القبل
وأحسّ بتجاوب في نبض ذلك العليل
وإشارات ودّ من تدفقات الجميل
وهبت عليه نسائم عطر الفل
إلا واستفاق على تردد وخوف وجفل
***
انا لازلت اترقب منك الردّ والجواب
عمّا يخالج الروح منّي ويعتريني من عذاب
فهل لي أن أستردّ منك الإتّزان والصواب
قبل أن تعصف بي رياح العمر في خباب
وأخسر وميض القلب وخوافق الحباب
***
أنتظر منك القول الثابت المفيد
بلا تأويل أو تبرير أو تعليل أو ترديد
عمّا أفصح لك به الفؤاد
من حجم مشاعر غرام ومحبّة حصاد
وما ينطوي عليه القلب من اختلاجات حنان
وعمّا يعتريه من هيام واهات في الوجدان
اذ لا يخفى عليك ألام الترقّب والانتظار
وما ينطوي عليه من حرقة اعصار
فلا تترددي في التصريح بحقيقة الامور
وبالافصاح عما يكنه خافقك من حب ووصوف
حتى يرتاح القلب والفؤاد
وينعم واياك بسعادة الوصال ومشاعر الوفاق
محمد الحزامي / تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق