بالامس
بالامس كنا نبحث على الامل
لنغيير ما أحاط بنا من العدم
ورؤية الاشياء بوضوح
والعيش كبني البشر بلا سيوف
... كنا نتطلع الى السماء
علها ترزقنا باخذ من أشاعوا بيننا الجفاء
ومن سلبونا ثلث ذلك الرغيف
وزاحمونا رغم اكتفائهم المريع ...
في قطر الماء من السماء يا مجيب
بالامس بعد ان تحدينا عواصف الطغيان
و زمرنا ورقصنا فرحا مع الاوتار
متطلعين بعد الانعتاق من القيود
بالعيش في حرية وعدل بلا حدود
نمرح في ربيع مشرق بالنور والورود
يسوده الامان والسلام والتفاهم الموعود
والحب والحنان بيننا في ضل حاكم رشيد
لكن وبعد انقشاع سحابة الافراح
فقدنا بالتدريج حواس الحياة والانشراح
وطعم ما سمي بديموقراطية الايام
بسبب تفاقم الصراخ والعويل والكلام
لأنّ ساستنا الكرام واحزابنا العديدة
تفننوا في شعارات الكذب والنفاق والشقيقة
والصراع والخصام بينهم في قسمة الارزاق
فشحّ ما باليد من مليم و دينار
وجفّ ما في القفة والتهبت الاسعار
فاصبح حالنا يسوده الالم
وزاد فقر جلنا وانتابنا العدم
لان ما تصورناه ربيع ما هو في الحقيقة
الا شتاء مزمجر عاصف هزّ الاغصان والجذور
وقلع الاشجار والرواسي والامور
امام ما اعترى الوطن من اعمال للنهب وتداخل القيم
وسوء التصرف والاستهتار بالواجب والعلم
ضاع المواطن مع الرغيف والحقوق
ولم يبقى له الا الصراخ والتنديد وقطع الطريق
محمد حزامي / تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق