الثلاثاء، 23 مايو 2017

تجلّيات عاشق صوفيّ ـ بقلم الشاعر النجدي العامري


تجلّيات عاشق صوفيّ
.
اليك يا أحلى و أرق الأميرات ..
.
أيا امرأة سكنتني
و لم تتقّ و هي تجتاحني 
عاديات الخطرْ 
لماذا أطحتِ بكلّ عروشي 
و لم تبق للغير فيها 
على صلف مستقرْ 
لماذا أنا دون غيري أهيم بك
أجرع العشق كأسات سهد
و نوبات صرع
و طول سهرْ
لقد ضوّر العشق قلبي 
فصلّى له ألف نفل 
و لما يزلْ في معابده ينصهرْ
و ها أيقظ العشق نبض الفؤاد
و صيّرني أسبق الطّير
أصغي لها لاغيات أوان السّحرْ
و علّمني لغة الزّهر
علّمني همسات الحجرْ
فأنتِ أيا امرأة من ضياء
سموتِ بهذا الغرام المقدّس
حتى قرأت الغيوب
و أجليتُ ما كان في العتمات استترْ
كفينوس منك تعلّمتُ 
في معبد الوجد 
سحر العصور الخوالي
تعلّمتُ حكم السّماء 
ففندت زيف العصور الـ توالتْ 
و سفّهتُ أحلام كلّ شقي 
يعظم آلهة من بشرْ
أنا ـ آية العشق ـ في مقلتيك تعمّدتُ 
قبل ألوف السنين
و في مقلتيك تلوتُ المثانيَّ 
أجليتُ أسرارها شارحا ما استتر
لقد كنتُ قبل نشوء المسيح
أقلّبُ وجه السّماء 
شغوفا بنور الإله
يناجيه دمع على و جنتيَّ انهمرْ 
أصاحب ـ في خلوات الخليل ـ الخليل
نعظّم شمس الضّحى هائمين 
و نكبر في اللّيل جرم القمر 
و علّمنا الوحي أنّ الإله عظيم 
و أنه من أبدع الكائنات 
و أبدع كلّ الشّموس 
و أجلى النّجوم ضياء 
أنار القمرْ 
و أنّ ضياءه فوق المدارك 
فوق البصرْ
و علّمنا الوحي أنّ العبادة حبّ
و وحدة صفّ
و نصرة حقّ 
و أنّ مدارج توحيد ربّ الأنام
لها في الحياة صور
و علّمنا الوحي أنّ التّشرذم كفر 
و انّه ذروة كلّ المعاصي 
و انّه شرك كبرْ 
لكم كنت أشدو المواويل حبّا 
و كان الخليل يمدّ القواعد 
يبني لنا وحدة تتحدّى العصور 
ترد عن المؤمنين أذى العاديات الأخرْ
تؤثل بنيانها الصّلب : ( و اعتصموا ) 
آية من جلال 
تضوّع منها الشّذا و العطرْ 
و تفتل حبل التّوحّد كلّ السّور 
و يا كعبة الله إنّي لأصغي إليك
كما الثاكلات
تنوحين فرقتنا 
تندبين التّشتّت فينا 
تغيبُ معانيك كيدا خفيّ الأثرْ
يقيئك منّا طواف يمجّد فيك الحجرْ 
يصير شخصك لاتً و عزّى 
و ريعا تقاسمه سادن سامريّ لعين
مع عاهر أسلمته الخفرْ 
غداة شتات رهيب
و قد وقّعا العقد سرّا على غفلة 
فالظّلام لما أتياه سترْ 
.
بقلم الشاعر النجدي العامري 

دمشق في :  23/05/2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق