شوارع الأحزان بقلم / محمد محجوبى

شوارع الاحزان 
----- 
في غيبوباتهم ' لا تتلاقى عيون موصدة عمن يتوخى أحلام 
النسيان متعة تفشي أوهام 
لا ينتهزون فرص اللغط 
لمن يقال أنه تأمر على الماجنين 
يقال أنه لعق صحن النسيم 
كما يقال أنه يدشن سجونهم بصواعق خلفتها جحافل ترتعش ظلام
الشارع الأول ' يتوسع في ارتجاجاتهم 
تتسابق فيه دميات منكمشة ' يسوقها هدير خطاب يرتشي كراسيه 
تتلاحق عليه قلوب فارقت سكنها 
عقول جفلت من بيانات مكتوبة برسم باهت 
قد تكون الرموز ' شفرات تغري خواطر الموتى ' تشير الى جهة المقابر المعبدة بنواح دفين
الشارع الثاني ' يزين الرغبة بزينة الشياطين 
يشهر احتفال صلح 
بين كائنين غريبين يحتفظان بسلعة جثث مكدسة ' يتوسعان في تفسير الأحلام كما تصيح الأغنام 
يتواصلان بسوط 
وينفذان الأوامر كما يروق وحشهم الجغرافي القوام على كل الرجال
الشارع الثالث ' 
مؤرخ يقضم روايات سقيمة ' لا صبي يشتري 
نخبة واقفة على حفريات فكر غائر 
شعراء وأدباء ' يتناسلون من روايات غدرت بها أزمنة وأمكنة ومن مسارات حدثية تلعن أبطالها المتغابين 
حروف تعج برومنسية تختلي في بحر أزرق 
سيول شاعرية 
نغمات صامتة في بكم زمن خائف 
استفهامات خافتة
الشوارع نفسها ' تستبطن مشاعر أشياء تذبل باضطراد الاستمراريات
تعاودنا بطينة الملفوظين لأنفسهم 
ونعاودها تلك الشوارع الناشئة في بطوننا المزدحمة
محمد محجوبي 
الجزائر