●▬▬▬▬▬▬๑۩۩๑▬▬▬▬▬●
۩ سؤال و جواب ۩
س/هل نجد فيها موضوعات تخصّ البريكان ذاته أيضاً؟
ج/ حاولتُ أن أقتحمَ نفسي وفشلتُ بتحويلها إلى فيلم.
س/ولم تطلب مساعدةً من سيغموند فرويد ؟!!
ج/لو كنت أبحثُ عن بطاقة تؤمن لي رحلة إلى الفردوس،لذهبتُ للطبيب النفسي دون تردد.
س/بمعنى أنك كنت تفضل الجحيم ؟!!
ج/لا أعرف إن كان المكان الآخر يدعى بهذا الاسم.
س/ سامرالرشق أشبه بجدار على الأرض .أو ربما هو أحدُ أهم الحيطان التي كانت صامدةً في منزله هناك. هل ما زلتَ تعيشُ الوضعَ ذاتهُ هنا ؟
ج/السماءُ هنا، لا تسمحُ بالصمت .
س/معنى ذلك أنك تحررتَ من السكون الذي كان يشكلُ خلاصة وجودك على أرض البصرة؟
ج/لم يكن صمتي طقساً بالمعنى الدقيق،ولكنه كان تعبيراً عن معاركَ الباطنِ المنفلتة التي كنت أخافُ حيواناتها الشرسة .
س/وتركتها تحتلُ جميعَ مراتب القصيدة؟
ج/الشعرُ عندي كهفٌ للاعتكاف.وكان علىّ أن أتخمر بداخل أحواضه كما تلك الأعناب التي يقفل عليها الزمنُ أبوابه من أجل صناعة نبيذ فاخر،لا يترك في الجسد غير تلك الثمالة السحرية.
س/ وهل وصل البريكان إلى مرحلة التصوف بالطريقة التي اختارها؟
ج/ أنا مؤمن بالعدم، ولم أكن متصوفاً.صحيح أنني أعاني من الاختلاط بين ما هو ظاهري وباطني،لكنني في حقيقة الأمر لم أتخلص من رعب كان يسكنني.
س/هل كنت بين فكّي حيوان مفترس مثلاً؟!
ج/شيء من هذا القبيل.
س/نرغبُ بالإفصاح أكثر ؟
ج/يمكنك القول بأن محمود البريكان عاشَ صديقاً للموت مطولاً.وكتبَ من أجل الموت وحده.
س/هل لأن الموتَ هو العنصر الأبقى في الوجود ؟
أم لأنك كنت تسرق قصائدك من مدافن مقبرة الحسن البصري،ولا تنشرها في مجموعات أو كتب مستقلة خشيةً من الفضيحة؟!
ج/لا يمكن اعتبار ذلك حقيقة.إلا أنني صاحب علاقات ميتافيزيقية ،كنت أعتمدُ عليها بالتحضير للقصائد.فالموتى من مولّداتي الشعرية.وكل كتاباتي كانت تعتمدُ على تلك الطقوس.
س/هل أنت معتزلٌ كغراب على شجرة،وتنظر إلى حركة الكون من هناك ؟
ج/الكون الذي تتحدث عنه ،أنما هو موجود في جوف ذلك الغراب أصلاً.
س/كيف؟
ج/الغُراب بالنسبة لي هو كائن من كائنات الأرصاد الجوية التي لا معنى للشعر دونها.أنه الطير المراقب الحذق الفاتن الذي يرسم للشاعر خريطةَ الطريق وحبكةَ التأليف معاً،وعلى حدّ سواء كذلك .
س/هل كنت صديقاً للغُراب؟
ج/أنا شبيههُ الشعري بالضبط.وما يربطني به،هو نفس ما يربطني باللغة تماماً.
س/ألا تعتقد بأن ثمة سوريالية في هذا الذي تتحدث عنه الآن؟
ج/ربما. فالاستغراقُ بالسوريالية قد يمنع الوحش الذي بداخلي من ألتهامي بتلك السرعة الهائلة. كنت أحاولُ تأجيلَ فورّة غضب الوحوش النائمة بداخلي،حتى يكتملُ نصابُ الشعر .
س/وهل اكتمل ذلك النِّصاب بمقتلك؟
ج/ربما.فمقتلي أفشى سرّ موتي الذي سبق وأن حاولت الإفصاح عنه في قصيدة (حارس الفنار) ؟
س/هل ذلك الإفصاح كان حالةً اضطرارية ؟
ج/لا وجود لحالة اضطرارية أمام العدم الذي يحتل مختلف أرائك أنفسنا وأعظم كراسي الوجود البشري.ولكن الذي أريدُ قولهُ ،أنه ما من شِعرٍ يخلو من طلقة للانتحار.والشاعرُ مأتمُ نفسه الدائم.
س/ولكن سكيناً سبقت الطلقة بانتزاع روحك ؟
ج/ذلك ما يؤلمني حقاً.
س/لماذا تقول ذلك..علماً بأنك لم تكن تنوي الإقدام على الانتحار على الرغم من صلاحية كل الظروف التي كانت تحيطُ بكَ ؟!
ج/لم أقدم على الانتحار،لأنني كنتُ أعيشهُ باستمرار.بمعنى أدق ،كنتُ أراقبُ حركة الموت في الخارج وفي الداخل ،وهي ترتفع وتنخفض كخط منسوب المياه في بحيرة النفس السوداء التي عادة ما كنت أجلس أمامها متصفحاً الأفق وحركة الطير مداً وجزراً.
Samer Alreshq
۩ﺍﻟﻤﻠﻚ۩
●▬▬▬▬▬▬๑۩۩๑▬▬▬▬▬●
۩ سؤال و جواب ۩
س/هل نجد فيها موضوعات تخصّ البريكان ذاته أيضاً؟
ج/ حاولتُ أن أقتحمَ نفسي وفشلتُ بتحويلها إلى فيلم.
س/ولم تطلب مساعدةً من سيغموند فرويد ؟!!
ج/لو كنت أبحثُ عن بطاقة تؤمن لي رحلة إلى الفردوس،لذهبتُ للطبيب النفسي دون تردد.
س/بمعنى أنك كنت تفضل الجحيم ؟!!
ج/لا أعرف إن كان المكان الآخر يدعى بهذا الاسم.
س/ سامرالرشق أشبه بجدار على الأرض .أو ربما هو أحدُ أهم الحيطان التي كانت صامدةً في منزله هناك. هل ما زلتَ تعيشُ الوضعَ ذاتهُ هنا ؟
ج/السماءُ هنا، لا تسمحُ بالصمت .
س/معنى ذلك أنك تحررتَ من السكون الذي كان يشكلُ خلاصة وجودك على أرض البصرة؟
ج/لم يكن صمتي طقساً بالمعنى الدقيق،ولكنه كان تعبيراً عن معاركَ الباطنِ المنفلتة التي كنت أخافُ حيواناتها الشرسة .
س/وتركتها تحتلُ جميعَ مراتب القصيدة؟
ج/الشعرُ عندي كهفٌ للاعتكاف.وكان علىّ أن أتخمر بداخل أحواضه كما تلك الأعناب التي يقفل عليها الزمنُ أبوابه من أجل صناعة نبيذ فاخر،لا يترك في الجسد غير تلك الثمالة السحرية.
س/ وهل وصل البريكان إلى مرحلة التصوف بالطريقة التي اختارها؟
ج/ أنا مؤمن بالعدم، ولم أكن متصوفاً.صحيح أنني أعاني من الاختلاط بين ما هو ظاهري وباطني،لكنني في حقيقة الأمر لم أتخلص من رعب كان يسكنني.
س/هل كنت بين فكّي حيوان مفترس مثلاً؟!
ج/شيء من هذا القبيل.
س/نرغبُ بالإفصاح أكثر ؟
ج/يمكنك القول بأن محمود البريكان عاشَ صديقاً للموت مطولاً.وكتبَ من أجل الموت وحده.
س/هل لأن الموتَ هو العنصر الأبقى في الوجود ؟
أم لأنك كنت تسرق قصائدك من مدافن مقبرة الحسن البصري،ولا تنشرها في مجموعات أو كتب مستقلة خشيةً من الفضيحة؟!
ج/لا يمكن اعتبار ذلك حقيقة.إلا أنني صاحب علاقات ميتافيزيقية ،كنت أعتمدُ عليها بالتحضير للقصائد.فالموتى من مولّداتي الشعرية.وكل كتاباتي كانت تعتمدُ على تلك الطقوس.
س/هل أنت معتزلٌ كغراب على شجرة،وتنظر إلى حركة الكون من هناك ؟
ج/الكون الذي تتحدث عنه ،أنما هو موجود في جوف ذلك الغراب أصلاً.
س/كيف؟
ج/الغُراب بالنسبة لي هو كائن من كائنات الأرصاد الجوية التي لا معنى للشعر دونها.أنه الطير المراقب الحذق الفاتن الذي يرسم للشاعر خريطةَ الطريق وحبكةَ التأليف معاً،وعلى حدّ سواء كذلك .
س/هل كنت صديقاً للغُراب؟
ج/أنا شبيههُ الشعري بالضبط.وما يربطني به،هو نفس ما يربطني باللغة تماماً.
س/ألا تعتقد بأن ثمة سوريالية في هذا الذي تتحدث عنه الآن؟
ج/ربما. فالاستغراقُ بالسوريالية قد يمنع الوحش الذي بداخلي من ألتهامي بتلك السرعة الهائلة. كنت أحاولُ تأجيلَ فورّة غضب الوحوش النائمة بداخلي،حتى يكتملُ نصابُ الشعر .
س/وهل اكتمل ذلك النِّصاب بمقتلك؟
ج/ربما.فمقتلي أفشى سرّ موتي الذي سبق وأن حاولت الإفصاح عنه في قصيدة (حارس الفنار) ؟
س/هل ذلك الإفصاح كان حالةً اضطرارية ؟
ج/لا وجود لحالة اضطرارية أمام العدم الذي يحتل مختلف أرائك أنفسنا وأعظم كراسي الوجود البشري.ولكن الذي أريدُ قولهُ ،أنه ما من شِعرٍ يخلو من طلقة للانتحار.والشاعرُ مأتمُ نفسه الدائم.
س/ولكن سكيناً سبقت الطلقة بانتزاع روحك ؟
ج/ذلك ما يؤلمني حقاً.
س/لماذا تقول ذلك..علماً بأنك لم تكن تنوي الإقدام على الانتحار على الرغم من صلاحية كل الظروف التي كانت تحيطُ بكَ ؟!
ج/لم أقدم على الانتحار،لأنني كنتُ أعيشهُ باستمرار.بمعنى أدق ،كنتُ أراقبُ حركة الموت في الخارج وفي الداخل ،وهي ترتفع وتنخفض كخط منسوب المياه في بحيرة النفس السوداء التي عادة ما كنت أجلس أمامها متصفحاً الأفق وحركة الطير مداً وجزراً.
Samer Alreshq
۩ﺍﻟﻤﻠﻚ۩
●▬▬▬▬▬▬๑۩۩๑▬▬▬▬▬●
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق