النسيان
إلى النٍّسيانِ أشكو من فؤادٍ ___فذكرى قد تَحلُّ وتعتريهِ
وقد طُبِعت بداخِلِهِ وجوهٌ ___ صباحاً أو مساءً تَجتليهِ
عيونٌ لا ترى ما نحن فيهِ ___ وشوقٌ لا يقيلُ لمُرتَجيهِ
وبعدٌ قد تناءى بعد بُعدٍ ___ يجلجِلُ والصًّدى رَجْعٌ يليهِ
وقلبٌ كالجنونِ لهُ وفاءٌ ___ وقد جفَّت عروقٌ تَمْتَطيهِ
ولم تترك لأبصارٍ جفوناً___ دموعٌ إن تسيلُ فلا تُرِيهِ
وطيفٌ حلّ في جفن مريضٍ___يعاودهُ - عناداً - يَبْتَغِيهِ
أليسَ الطَّيفُ من هجرَالحنايا___ وأشعلَ نارَ مَنْ قَدْ تَصْطَليهِ
وصافَحَ في الظَّلامِ يداً لِغَدرٍ___ وفي أُذنٍ عتابٌ يرتئيهِ
زوايا في الفؤادِغدت سواداً___ من التَّحريقِ في جوفٍ يَعِيهِ
فهل غُسِلت قلوبٌ من جراحٍ___وحلَّت موطناً من كلِّ تيهِ
عرينُ الأُسدِ تحميه ببعدٍ ___ كمثلِ وفاء قلبٍ يَنْتَقِيهِ
فلا النسيان حنَ إلى ربوعٍ___ ولاالذِّكرى تفارقُ من تَقِيهِ
فيسكنُ في جنان الوهمِ لمَّا___ يفارقُ أنجماً يا ليلُ إيه
ويسعدُ بالخيال وليس حقًّا___ كمن قرُبت نوائلُهُ لفيهِ
وكلٌّ في النَّوى يلقى أنيساً___ وذكرٌ للأصيلِ سيعتليهِ
ورحمةُ خالِقٍ حلَّت بقلبٍ___ إذا النِّسيان للصَّدِّالكريهِ
صلاةٌ والسَّلامُ على نبيٍّ ___ من المولى وآلٍ تابعيهِ
بأعدادِ الَّذينَ نسوا ذنوباً___ ومن يستغفر المولى يقيهِ
الأول من ربيع أوَّل 1438 ه
30 نوفمبر 2016 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق