الاثنين، 28 نوفمبر 2016

حكايات من دفتر احوال الايام الحكاية رقم ( 57 ) بقلم الكاتب زهير الرافعي

حكايات من دفتر احوال الايام 
الحكاية رقم ( 57 )
حكاية .. كلمات من نغم .. ونغم من كلمات ..
تذوقنا من زمن بعيد حلو الكلم .. وطربت اذاننا بعذب النغم ..
فصرنا ونحن في الصبا نعشق الكلمة ومعانيها وبلاغتها ..
وكان لنا احاسيس ترتجف وتطرب للكلمة وفكرة الكلمة ..
وحدث ان جائت الالحان والانغام لتعانق الكلمات لينثر ذلك العناق بدائع الفنون ..
كان قمة ذلك الابداع في فترة الخمسينيات والستينيات وبداية السبعينيات من القرن الفائت ..
رسمت تلك الروائع من الاغاني وفنون الموسيقي في الاذهان صورا عن الرقي في المشاعر والسمو بالنفس ورهافة الاحساس بالكلمة واللحن ..
وحذث ذلك الهجوم الشرس والقبيح علي حياتنا ممن يدعون الفن واللذين لاهم لهم الا المال والمال فقط فاكتسح القبح حياتنا ..
وكان الفن هو بمثابة راس الحربة للانقضاض علي السلولك الانساني السوي وتدمير الحس والذوق
وما بقي منها ...
وبعد ان كنا نغني مع ماجدة الومي اغنية " الشارع لنا " .. اصبح الشارع للبلطجية واعوانهم واسيادهم ..
وهكذا . مدعي الفن عاثوا في الارض فسادا .. يكنزون المال في نهم .. يستبيحون الحرمات ويسحقون الافكار .. نصبوا الافخاخ لشعب اعزل من العلم والنور فعمدوا الي جره من شهواتة الي ظلمات الجهل والي مزيد من العنف والعشوائية وسوقية السلوك ..
الفنون مالم ترتقي بالانسان .. وتسهم بفاعلية ملموسة في تحسين سبل العيش والكسب والرزق واشاعة السلام الاجتماعي .. فهي ليست بفنون ..
الفنون مالم تاخذ بيد الفقير والمعدم والجاهل الي عام النور والمعرفة .. فهي فنون اثمة تهدر القيم الانسانية لاجل مصالح مشبوهة وثروات تم اكتنازها علي جثة الفقراء والبسطاء.. بل وحتي علي حساب تزييف وعي المثقفيين والمتعلميين ..
وليدفع في النهاية الثمن الوطن كله .. وليربح فقط هؤلاءاللذين اثروا بالمال الحرام من وراء فنونهم القبيحة ..
كانت تلك الفنون في الماضي مثالا لرفعة الذوق والاحساس.. ولكم نتحسر علي ايامها ..
وتلك كانت الحكاية مع الكلمات والنغم ..
فقط اردت بالكتابة عن اغاني وفنون ربما لم تستمع اليها اجيالنا الشابة فلم تتذون هذه الابداعات .
لست بناقد فني .. ولكن اكتب عنها بمشاعر المتذوق والمحب لفنون اراها قد تسهم في ارتقاء الانسان ..
لعل من يتابعنا يوما ما ان يكتشف كيف كنا ننشر الفنون الي العالم العربي من حولنا ..
وكيف كانت بلادنا ملاذا وقبلة لاهل الفن والفنون من بني العروبة ..
لعل الناس تكتشف كيف كنا نسمع عبد الوهاب يغني للنيل " يا واهب الخلد للزمان " ..
وكيف بتنا نسمع هوكا وفوكا وفورتيجا ..
تلك هي الحكاية .. التي دفعتني لاكتب واتذكر ..
تلك هي الحكاية ..
مع الكلمات والتي هي من النغم ..
والنغم اوالذي هو من الكلمات ..
زهير الرافعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق