السبت، 18 نوفمبر 2017

خيانة مشروعة بقلم / إبراهيم الصمادى

(( خيانة مشروعة )))
سَأَعْتَرِفُ لَكِ حَبِيبَتِي
بِكُلِّ صِدْقٍ وَأَمَــانَةْ
بِأَنِّي بِكُلِّ أَسَفٍ 
قَدْ كُـنْتُ بَارِعاً بِالخِيَانَــةْ
فَقَــدْ عَشِقْتُ غَيرَكِ امْرَأَةً
لَيسَ لَهَا شَبِيهٌ بَينَ النِّسَاءْ
بَرِيْئَةٌ كَطِفْلَةٍ عَذْرَاءْ
عَشِقَ أَحْضَانَهَا قَبْلِي مُلُوكُ الأَرْضِ وَالسَّمَاءْ
وَهيَ فِي كُلِّ عَصْرٍ تُصْبِحُ أَجْمَلَ
تَزْدَادُ رَوعَةً كُلَّمَا نَزَفَتْ دِمَاءْ
وَمِثْلَ حُورِيَّاتِ الجِنَانِ .. تَعُودُ دائماً عَذْرَاءْ
هِي السَّبَبُ فِي جُنُونِ كُلِّ عَاقِلْ
هِي الحَاضِرَةُ فِي كُلِّ المَحَافِلْ
وَبِحُسْنِهَا يَتَغَنَّى جَمِيعُ الشُّعَرَاءْ
هَلْ تَعرِفِينَ وَصْفَهَا ؟؟ 
أُسْطُورَةٌ مِنْ طُهْرِ شَوقِي وَالنَّقَاءْ
أَنْفَاسُهَا عَبِيرُ اليَاسَمِينْ
وَعَينَاهَا مِن الدُّرِّ الثَّمِينْ
وَأَهدَابُهَا بِلا كُحْلٍ سُويدَاءْ
وَحَاجِبَاهَا سَيْفَانْ
سَيفٌ لابنِ الوَلِيدِ .. وَسَيفٌ لِصَلاحِ الدِّينْ
وَأَنْفُهَا كَجَبَلِ الشِّيخِ فِي فَصْلِ الرَّبِيعْ
شَامِخاً .. بَيَاضُ الثَّلْجِ يَكْسُوهُ
فَيَبْهَرُ عُيُونَ النَّاظِرِينْ
وَخَــدَّاهَا كَسَهْلِ حَوْرَان
وَسَنَابِلِ قَمْحِهِ الذَّهَبِيَّةْ
وَشَفَتَاهَا كَفُسْتُقَةٍ حَلَبِيَّةْ
وَشَعْرُهَا المُنْسَدِلُ عَلَى كَتِفَيْهَا
كَغَابَاتِ إِدْلِبَ الخَضْرَاءْ
وَأَحْرَاشِ جِبَالِ اللاَّذِقِيَّةْ
تَعْشَقُ تَسْرِيحَةَ جَدَائِلِهَا
كُلُّ أَمشَاطِ الكَونِ العَاجِيَّةْ
فَكَيفَ لا أَعْشَقُهَا
وَعُنُقُهَا دِمَشْقِيّ
مِنْ مِيَاهِ العَاصِي مَرْوِيّ
وَفِيهِ قُطْنُ الجَزِيرَةِ مَطْوِيْ
فَكَيفَ لا أَعْشَقُهَا
وَنَهْدَاهَا كَسَلاسِلِ جِبَالِ طُورُوسْ
وَكُلُّ يَومٍ فِي بَحْرِ حُبِّهَا أَغُوصْ
أَبْدَأُ مِنْ عَرُوسِ السَّاحِلِ
فَأَلْتَقِطُ أَنْفَاسِي فِي طَرْطُوسْ
فَاعْذُرِينِي يَا حَبِيبَتِي
لَو خُنْتُ حُبَّكِ بِحُبِّهَا آلافَ المَرِّاتْ
وَكَتَبْتُ لأَجْلِهَا مِن الشِّعْرِ آلافَ الأَبْيَاتْ
فَأَنَا أَتَغَنَّى بِحُبِّهَا
وَكَمْ عَاشِقٍ فِي عِشْقِهَا قَدْ مَاتْ
فَاعْذُرِينِي يَا حَبِيبَتِي
فَهِيَ الأَجْمَلْ
وَهِيَ الأَكْمَلْ
قَد أَبدَعَ الخَالِقُ رَسمَهَا بِمُنتَهَى الدِّقَّةْ
كَامِلَةَ الأُنُوثَةِ تَغمُرُهَا الرِّقَّةْ
وَكَيفَ لا أَمُوتُ لأَجلِهَا عِشقَا
فَمَا زِلْتُ .. وَلَم يَزَلْ
آلافُ العُشَّاقِ لأَجْلِهَا يُقْتَلْ
فَهِيَ مَنْ عَلَّمَتِ العَالَمَ الأَبْجَدِيَّةْ
وَعَلَى أَعْتَابِهَا نِهَايَةُ البَشَرِيَّةْ
هِيَ بِكُلِّ اختِصَارٍ
مَعْشُوقَتِي الأَبَدِيَّةْ
فِي حُبِّهَا أَسْمَى مَعَانِي الحُرِيَّةْ
وَإِنْ أَرَدْتِ .. فَاسْمُهَا سُورِيَّة
بقلم إبراهيم الصمادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق