حَـــــــظّ
المَرْءُ بِالصِّدْقِ يَلْقَى المَجْدَ وَ الأَلَقَا
إنْ طَابَقَ العَزْمُ مَا فِيْ نَفْسِهِ نَطَقَا
وَالصَّبْرُ يَأتِي عَلى مِقْدَارِ طَاقَتِهِ
كَيْ يَمْنَحَ الأَمْرَ مِنْهُ الجُّهْدَ وَالعَرَقَا
يَرْجُوْ بُلُوغَ الحَصَادِ اليَومَ قَبْلَ غَدٍ
والحِرْصُ مِنْهُ عَلَى الآتِي غَدَا قَلَقَا
لَوْ بِالأَمَانِي سَيَلْقَى الجُّهْدُ نَاتِجَهُ
فَالدَّهْرُ بِالأَمَلِ الأَفْعَالَ قَدْ شَنَقَا
مَنْ غَاصَ بَحْرَ الهَوَى ما هابَهُ أَبَدَاً
لا يَسْتَوِي والذي يَخْشَى الهَوَى غَرَقَا
لا يَسْتَوِي الجُّهْدُ وَالإِهْمَالُ في عَمَلٍ
لكنّما الحَظَّ للأَعْرَافِ قَدْ خَرَقَا
فالحَظُّ يُبْعِدُ أَحْيَانَاً بِنَاظِرِهِ
عَنْ كَدِّ مُجْتَهِدٍ في صُنْعِهِ حَذَقَا
قُلْ لِيْ إذا غَرَبَ الحَظُّ السَّعِيْدُ هُنَا
عَنْ فِعْلِ مُجْتَهِدٍ سَامِي فَمَا شَرَقَا
الهَمُّ والغَمُّ والأَحْزَانُ تَصْرَعُهُ
والقَهْرُ كالنَّارِ زَادَتْ كلَّما احْتَرَقَا
واليَأسُ يُقْبِلُ كي يَقْضِي بِخَيْبَتِهِ
ليلاً طويلاً بَكَى فِيهِ نَعَى الألقَا
ما أنْصَفَ الحَظُّ مَنْ كانَتْ صَنَائِعُهُ
بِيْضَاً إذا بَابَهُ في وَجْهِهِ غَلَقَا
بَلْ أَسْرَفَ الحَظُّ إنْ جاءَتْ هَدِيَّتُهُ
مَنْ كانَ يَكسَلُ فِيْ أمْرٍ وَمَا صَدَقَا
يا مَنْ يُضَمِّدُ جُرْحَاً كانَ يُؤْلِمُهُ
دَعْ عَنْكَ حزنَكَ إنَّ الرِّزْقَ ما نَفَقَا
فَالدَّهْرُ يَحصِدُ أحْيَانَاً نَتَائِجَنَا
والغَيْبُ يَعْلَمُ أنَّ الدَّهْرَ قد رَفَقَا
كَمْ مِنْ صُرُوْفٍ تَرَاهَا الأمْسَ سَيِّئَةً
واليومَ فِيْهَا تَرى خَيْراً وَقَدْ غَدَقَا
قُلْ للّذي باتَ في أحزَانِهِ أَسَفَاً
لا تَأْسَفَنَّ فإنَّ اللهَ مَنْ رَزَقَا
عبد الوهاب ياسين الإبراهيم
١٩ _ ١١ _ ٢٠١٧
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق