كيف تعبر عن محبتك لأولادك ؟
في كل يوم هناك نظريات في العلوم الإنسانية تطالعنا بجديدها الذي ما يلبث حتى يتآكل ويبلى ويعفو عنه الزمن..
وفي أنفسكم أفلا تبصرون..سبحان الذي فطر العباد وألهم النفوس فجورها وتقواها..
والإنسان مهما أبحر سفينه في محيطات النفس البشرية لا يسبر كل أغوارها ولا يكتشف كل كنوزها تلك التي أبدعها الخلاق العظيم في أحسن تقويم..
وما علم النفس إلا زورقا في هذا الخضم الذي لا تنقضي عجائبه ..
فالنفس المطمئنة والأمارة والراضية المرضية والطماحة وووو
هذه النفوس إذا صادفتها بيئات تؤكدها فستنحو على أقصى مداها في الخير أو الشر..
فما كان أهم من التأهيل المتوازن للقادمين إلى ميدان الحياة كي لا ينجرفوا
أو ينمحوا أو يكونَ اتِّباعُهم خبطَ عشواء ..
كيف لا وقد أثبت العلم الحديث أن أكثر من ستين بالمئة من شخصية الإنسان تتكون من التكوين الجيني والتربوي في البيت..
وهنا تكمن خطورة دور البيت في التأسيس المتين لبناءٍ هو الاهم على الأرض..إذ أنّ بناء الإنسانَ العابد غاية الوجود..
على أنني لا أعرض هنا الكمالٍ في مقالتي هذه ولكن سأستعرض معكم أهم الاساليب السلوكية العاطفية التي تبيّن للأولاد أهميتهم عند والديْهم ومحبتهم لهم مما يدفع بكل إيجابية فطرية إلى ميدان الحياة الخالية من الملوثات العقدية التي تشوب أغلب تعاملاتنا مع فلَذات أكبادنا..
إليكم فيما يلي سبعة عشر طريقة لتصدير عاطفتنا إلى أولادنا كما يليق بأحاسيسهم ومداركهم ..
1-من المهم للغاية أن تنفرد بكل واحدٍ من أولادك على حدة لتشاركه في هواية أو رياضة أو في تناول غداء خارج المنزل لتشعره بأهميته منفرداً
فالإهتمام الفردي يعطي إنطباعاً بأهمية الولد عند أبيه ..(بينك وبينه)..
و لا ينبغي أن تجمعهم في كلمة ثناء واحدة لأنّ كلَّ واحد منهم يريد أن ينافس أخاه عليها..
2-دائما هناك محاولات من قبل الأولاد لتحقيق طموحاتهم أو للنجاح في عملٍ مّا فمن الأنسب أن تركز على مدى المجهود الذي بذلوه لا على النتائج فقط مع تشجيعهم المستمر لتتعزز ثقتهم بأنفسهم..
3-إن أي نجاح يأخذ حقه كالثناء والمكافأة منك تجعلهم في نشاط دائم للسعي إلى مزيد من النجاحات حتى ولوكان على مستوى نجاح فريقِ ولدٍ من أولادك في مباراة أو بعد حفظ أحدِ أولادك لسورة أو لجزء من القرأن الكريم ..كما عليك أن تجد أي سبب لتجعل ولدك الذي لم يحقق شيئاً، لكي يشمله الثناء والجزاء في هذا الفرح الجماعي ..
4-هناك الكثير من الآباء يؤنّبون أولادهم بعنفٍ على أيّة هفوة مثل أن يجلس على مائدة الطعام ولم يبدّل ملابس المدرسة أولم يغسل يديه والأجدى أن يقول الأب: كأنك اليوم قد قضّيْتَ وقتاً ممتعاً في المدرسة وهذا واضح على ملابسك وهيئتك..
5-كذلك هناك مُؤثرات إيجابية تُشعِر الاولادَ بأهميتهم عند أهلهم من مثل أن تُخرج ألبوم صورهم التي تؤرّخ نشأتهم وقم ْبشرح مناسبات تلك الصور وكيف كنت في غاية السعادة عند التقاطها لهم وهذا ما يعزز شعورهم في انهم غاية بالأهمية عند أهلهم..
6-ولنا أن نتصور مدى ثقة ولد بنفسه عندما يذكّره أبوه بشيء قد تعلمه منه..
7-وهناك دافع ٌمهم هو أن تُشعر أولادك أنك بمنتهى الرضى عن الطريقة التي يشبوّن عليها هذا مما يُحفزهم على الاداء الافضل ونقد الذات..
8-أما وقد بدأ الأولاد بالتمييز بين المناسب والأنسب لأذوافهم فما عليك إلا أن تعزز هذه الثقة بهم بأن تدع لهم حرية اختيار ما يلبسون لأنهم سيكونون سعداء إذ لبوّا حاجاتهم الذوقية بمنتهى الحرية..
9-على الاهل أن يعرفوا أصدقاء أولادهم ومُدرسيهم كما يجب ألا يسألوهم عنهم بشكل مباشر، بل يسأل الأهل عن المعلم فلان والصديق فلان فتكون مثل هذه الاستفسارات بمثابة تعريف للأولاد بأن الأهل متابعون
لتفاصيل أولادهم ..
10-هناك آباء لا يتواضعون لمشاركة أولادهم بلعب أو بتسلية مّا ولو فعلوا لتعززت الرابطة بينهم وبين الاولاد..
11-لنا أن نتصور كم هو حميمي ومُثمر النقاشُ المتبادل بين الولد وأبيه أو أمه وقد تفرغ الأب أو الأم وما شغلهم أيُّ شاغلٍ عن مبادلة الحديث
وجها لوجه في تركيز متبادل يرسخ مبدأ النقاش والاحترام للرأي الآخر..
ومن المهم أثناء النقاش أن تسمع ما جرى معهم وأن تُسمعهم ما جرى معك ..
12-وعندما يستيقظ الولد ويجد ورقة كتبت عليها عبارة ثناء أو حب أو هدية بجانب سريره فكم يتدفق على نفسه من شعور..بالسعادة والرضى..
14-وما أشد وقْعَ الثناء على ولدك وأنت لا تراه بل ترفع صوتك لتسمعه صوتك وهو في غرفته..
15-وهناك وفي كل بيت لا بُد أن نجدَ طفلا مولعاً بالرسم ومن المفيد المشجع أن يحتفظ الأهل بما يرسم ولدهم كدليلِ تشجيع له لتدفعه على مزيد متميز وقد يكون مميزا في هواية أخرى غير الرسم..
16-أما وقد يقع أحد الأبناء في خطأ سلوكي مّا فمن المهم ألا نسمعه ألفاظا تحبط من معنوياتهم كأن نقول للمخطئ أنت لا تفهم أو أنت غبي
هذه الألفاظ لها وقعٌ مدمّر على نفسية الطفل لأنها تبرمجه على اساسها ..
وبدلا من التعنيف أشر عليه أن يفعل الصواب الأفضل بطريقة جديدة ..
17-ومع كل يوم جديد على الأب أن يبدأ بالتعامل مع أولاده على أساس أن لا أخطاء سابقة تشوب علاقتهم..
كي يأخذوا فرصة للبدء بهمة ووعي جديدين..
ولكل أحدٍ أن يجتهد ويضيف مما حباه الله تعالى من وعي وتفهُّمٍ طُرقاً وأساليبَ أخرى تثري العملية التربوية، وبنهيها وأمرها على أساس علمي يتعانق يترجم قيم الإسلام العظيمة على كل صعيد في هذه الحياة.
ورأس ذلك كله وقدمُهُ، هو:
الأسوة الحسنة، ولن يكون لأي رمزٍ أكثر من عُشْر تأثيرك أيها الأب، أيتها الأم،
فأنتما أول طرق النار..
وأول طرق الجنة!
أحمد الشيخ علي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق