الأربعاء، 1 نوفمبر 2017

الفقــــر ..هذيان قلم : : محفوظ البراموني :


الفقــــر ..
الفقر ليس كلمة بسيطة ولا منعدمة ..
و لكن حروفها عميقة و منصدمة ..

الفقر ..
هو أصعب شعور نفسي ..
ع الفرد لما يسبب له ..
ضغوط نفسية تفوق الإحتمال ..
خنقة روحية تفوق الأحمال ..

الفقر ..
كلمة حروفها معدودة ..
ليست ب الهينة ..

ف الجوع والجهل فقر ..
الحرمان والامراض فقر ..
والبطالة والخوف فقر ..
والجرائم و الهزائم فقر ..
وغيرها من الصفات المؤلمةالأخرى ..
التى تساوى الفقر ..

هذه الصفات ..
تهدم ..
تهلك ..
تفكك ..
تشتت ..
تفرق ..
تنهي مجتمعات ب الكامل ..

هناك فقر ..
ولد قبل ان تولد أجيال ..
و فقر ولد مع بداية أجيال ...
و فقر أنهى ب الكامل أجيال ..
و فقر ينتظر ولادة أجيال ..

و فقر آخر صنعته أجيال ..
الفقر أنواع و له أشكال ..
لا يقتصر على الضعيف والقوى ..
الفقر ..
أشبة ب رمال متحركة ..
إن فلتت الخطوة الاولى ..
لن تنجو الخطوة الثانية ..
و لا تتمكن الخطوة الثالثة ..
و تسلب كل أى إرادة ..
و المتحكم فقط الرمال المتحركة ..

الفقر ..
ك رجل فاقد ..
يداه .. قدماه ..
عيناه .. اذناه ..
لسانه .. إحساسه ..
لايتحرك من مكانه ..
بل يحلم ب خياله ..
وتصبح أحلامه ..
امنيات من المستحيل تحقيقها ..
هى فقط خيط دخان ..
لحظات و يختفي من أى مكان ..

الفقر ..
أحيانا يسبب العار ..
و يرفع راية الإنهيار ..
وذلك عندما تمتزج الحاجة الملحة ..
ويمتلكها الذل والهوان مع نداءات إبليس ..
الذي يملك الوسواس ..
نجد الفقير يمتهن أى مهنة مخلة ب الشرف ..
من أجل قتل الفقر ..
أحيانا ينجح الفقر ب تفوق هذا الإبليس ..
و يجعل الإنسان ضعيف ذليل عبد المال ..
و احيانا لا يجد الفقر له مكان بين الإحاسيس ..
و تكون نهاية الانسان سافلة و يهرب منه إبليس ..

الفقر ..
بين غروب و شروق ..
يعلم الانسان دروسا ب أن ل الحياة قيمة ..
و أن عمله فيها نعمة لايحصل عليها الكثير ..
و يكون حافزا ل العمل الجاد و النجاح الحاد الرائع ..

الفقر ..
ف ليالي الشتاء القارس ..
يجعل الكثير يسير تحت مظلة الجرائم الملونة ..
أحيانا تولد لحظة فقر عندما نحرم ممن نحب ..
ف يكون فقر المشاعر و الوجدان ..
و يصاب الانسان ب فقر الحرمان ..

ف البلاد المقهور ..
دائما و أبدا ..
المواطن الفقير ..
لا يشعر ب الأمن والاطمئنان ..
و تنعدم فيه الثقة ف الوطن و الإيمان ..
ب إن لا وجود ل عدالة تحميه من الظلم و العدوان ..

لا يملك قوت يومه ..
ف لا و لن يملك قراره أبدا ..

بل دائما مقيد ب أغلال الحاجة و التسول ..
و تنفيذ المطلوب دون أن يكون له حق الإختيار ..

اما عن الفقر الذي يقتل ..
أطفالا ويحرم البال من الراحة ..
ويقود طريق اليأس والإحباط ..
ويصنع في كل خطوة خيوط ..
ل صنع حبال المشنقة ..
ل غلابة و فقراء الأرض ..

هو ..
القنبلة الهالكة الفاتكة ..
تحرق الأخضر و اليابس ..

الفقر ..
الأن خارج عن السيطرة ..
ف كل انحاء البرية ف المجتمات السفلية ..
ف أصبح الإنسان ..
يعيش ل نفسة فقط ..
إنعدم العطف ..
ضاعت الرحمة ..
إنتهت الطمأنينة ..
إختفت السكينة ..
إحترقت معاني الإخاء و الفضيلة ..
توارت المحبة و المودة الجميلة ..

كل الفخر ل كل فقير ..
عاش غني النفس ..
مات فقير ل الله ..
عالي الحس ..

صدق من قال ..
لو كان الفقر رجلا ل قتلته ..
هذيان قلم : 
: محفوظ البراموني :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق