#موطن_الزهر
ما لي إلى الحيِّ دربٌ ، ضاقتِ السُبُلُ
و فارقتني _ على توقٍ لها _ الحِيَلُ
يا خِلَّتي .... أيُّ حزنٍ ذاكَ نَجْرَعُهْ ؟!!
لا الوصلُ يدنو و لا الهجرانُ يُحْتَمَلُ
و ما لِلَيلى سوى شوقي و قد بَعُدَتْ
و لي دموعي و أحزاني و بِي أملُ
هل يغسلُ الفجرُ ليلَ الهَمِّ مبتسماً
و هل تُذَرِّفُ دمعَ الفرحةِ المقلُ ؟!!
و هل تعانقُ روحي وجهَ مَنْ عَشِقَتْ
و عينُ قلبي بِمَنْ أهواهُ تَكْتَحِلُ ؟!!
يا أَيُّها الوطنُ المخبوءُ في وجعي
و أَنَّتِي فيكَ - مُذْ فارقتَ - تَعْتَمِلُ
كلُّ الذي كانَ في أسحارِنا فرحاً
حينَ الأماني ضحىً و الفجرُ مقتبلُ
أودى بهِ الحزنُ و اغتالَ الأسى حلماً
و غامَ صبحٌ ، دهانا خَطْبُكَ الجلَلُ
نَوْحِي على غَدِكَ المسروقِ يحرقني
و جرحُ أَمسِكَ شوقٌ راحَ يشتعلُ
يا أيُّها الجرحُ مَلَّ النزفُ من ألمي
سبعٌ مَضَيْنَ ، أَمَاْ تُشفَى و تَنْدَمِلُ
يا أيُّها الجرحُ .... يا أوجاعَ نائحةٍ
مَدَّتْ إلى اللهِ كفَّ الآهِ ..... تبتهلُ
ما لي إلى وجهكَ المحزونِ من سفرٍ
إِلَّاْ إِليهِ ....... و ما إِلَّاهُ مُرْتَحَلُ
يا موطناً صارَ فيكَ العَيشُ مكرمةً
يسري بكَ الموتُ في الآفاقِ ينتقلُ
يا موطنَ الزَّهْرِ و الأطيارِ يا وطني
ما بالُ صوتي إذا أدعوكَ لا يَصِلُ
ميراثكَ الحُبُّ كمْ مَدَّتْ ضفائرها
تلكَ المدائنُ فوقَ الشمسِ تَحتَفِلُ
و كمْ تلاقتْ على جفنيكَ باسمةً
كلُّ النبوءاتِ في عينيكَ تكتملُ
ها قد أتيتكُ و الأشواقُ يحملها
نبضُ القوافي و فيكَ العشقُ أرتجلُ
يا ساكِنِي و المدى الممتدُّ أجهلهُ
هل لي إليكَ دروبٌ ما بها زَللُ
لَأَكْتُبَنَّكَ عمري و المدادُ دمي
قصائدي فيكَ عشقٌ دونهُ الأجلُ
عدنان الحمادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق