مــــــــــــــــديح نبوي
....(على إيقاع أعشوي)
.
صدّت ( هرير) و منها الصّد متّصلُ
فمــــــا تحنّ و ما تنــــدى لها مقلُ
.
و ما تحـــــــدّث عنّي النفس خالية
و لا تجــــــــود بلفظ حين تعتزل
.
و لا تفــــــــاخر بالأشعار جارتها
تيها تداري .. و يغـري قلبها الغزل
.
لكــــــم هممت بحبل العشق أقطعه
فلم أقطّع ســــــوى قلبي و لم أطلُ
.
سبعين قلبا أنا أبدعت مــن مزعي
في كـــلّ قلب جحيم الشوق مشتعل
.
ما كنت قبل ضرام العشق في كبدي
أقول شعرا .. و لا في الحين أرتجل
.
من وقـــــــع كعبك قد ألهمت قافيتي
و هـزة الصّدر منها الرجز و الزجل
.
كــم أمتطي صهوات الشعر جامحة
أنّــــــــــى عزمت تلبي ربّها الذلل
.
أدمنت عشقـــــــك كأسات أعاقرها
فهل لبعد رضـــــاب الكأس أحتمل ؟
.
معـــــــــلول وجد بقاء الداء يسعفه
فإن تـــــــداوى براه السّقم و العلل
.
أفـــرغتُ قلبي فألفى العشق قاصية
فلم يدعها و أوهت صدرها الأسل
.
لو كـــــــان قلبي بحبّ الله منشغلا
ما كــــان يوما بعشق الغيد ينشغل
.
إني هصرت مــــــن الأشواق قافية
غــــــراء في رجفات الدمع تغتسل
.
قـد عدتُ بعد سنيِّ الزّيغ مبتهـــلا
أقطّع الغـــــــــــــــيّ أثوابا و انتقل
.
ها قــــــد أتيت رسول الله معتذرا
الشعر زلفى و دمــع العين منهمل
.
أنا السّميّ فهل أصبو عــــــــلى كبر
و هــل يليق بمثلي الطيش و الزلل ؟
.
يهزّني اســــــم رسول اللــه مذكرا
فتهصر الغيم مــــــن أشواقها المقل
.
زلفى أقبل طـــــــفلا حين يذكــــره
و انتشي طــــــــربا و القلب يبتهل
.
و بالسّــميّ و إن ساءت خــــلائقه
في خطفة الوجد رغم السوء أحتفل
.
نور تلألأ فــــــــــي الآفــاق مؤتلقا
يبدّد الليــل أســــــــــــدافا و ينشتل
.
صان الأمانة غــــــرّا مــذ نعومته
و لم يخنها و أعــلى شأنها الرجل
.
جاء الربـوع و ليل الشرك يغرقها
و الطائفــــــون بصخر كــلّهم هبل
.
تؤتى الصلاة من الأقـــــوام تصديّة
و في المكاء لمن يرجو العـلا نفل
.
تُهــدى النســــائك للأصنام ينحرها
صخــــــر يلبي ندا صخر و يمتثل
.
و الفارس الشــــهم لا ترخى أعنّته
إلاّ بأمر قــــــــداح ضــــربها دجل
.
كلّ الفواحش تؤتى و هـــي عارية
و العقل فـــي رشفات الزق معتقل
.
كــــم صارم رحما أغــــرته فعلته
فصال تيها و أحــلى بطشه العجل
.
يستأنس المــرء بالـــذؤبان يسمعها
و ليس يأمن لو قـــــــوما به نزلوا
.
وحش يجنـــــــدل وحشا ثم يسلبه
و تكتم الأمـــر او تسعى به السبل
.
شريعة الغــــــــاب لا دين يهـذبها
إلا الغرائز و الأهــــواء و الخبل
.
تبكي الوليدة حين الوضع مــن رهب
فما لغير ظـــــلام الرمس ترتحل
.
كلّ البوائق ظهر الارض يحملها
و السائدان : موات العقل و الخطل
.
في غمرة العتمات الســــود كالحة
و الجهل منه جنوب الأرض تحتجل
.
يهتزّ إيــــوان كسرى قبل موعده
بشرى و تشرق من أنواره القلل
.
قد أسرجت خيل ذي قار مواكبه
جذلى بمــــولد خير الخلق تحتفل
.
أودت بأبرهة المغـــرور سطوته
فلم تفـــــده و أخزت ربّها الفيل
.
و كبّـــرت كعبة الرحـمن سامقة
وعد به غـــــــــرر الأيام تكتمل
.
عبق النبوة قـــد ضاعت مواسمه
أدنى الربيع و أجلى برضه الوشل
.
جذلى بشـــــــائره نشوى بوادره
في كلّ سهل خيوط النور تنفتل
.
غرّا ترفّع عــن لهو و عن سفه
و ما نضا عنه ثوب الفضل يشتمل
.
اثنت عليه سراة القوم إذ خبروا
و هل يلام نسيم عـــــــابر عجل ؟
.
هو الذي لم يعـــاقر كأس فاجرة
و لم يُـــــــــــر بمكان فيه يبتذل
.
و لـــــــــم يلب ندا داع لمفسدة
و لم يكن لسوى الخيرات ينتعل
.
بــرّ كريم جميل الخلق فـي خلق
فاق المـلائك لا حيف و لا حِوَل
.
قد عانق القول منه الفعل و اتلفا
و طلّق القـــولَ عند الآخر العمل
.
يمشي فيغضي و يغضى من مهابته
كــــل العيون بعين الشمس تنتقل
.
هــو الامين فلا مين و لا كذب
و لا اذا قال قـــــولا فيه ينتحل
.
تسري القوافل تحـــــدوها خلائقه
شعرا و يصغي اليها الظبي والوعل
.
قــد شرّف الحجر الميمون يرجعه
و ما انجلى بسواه الضائق الجلل
.
قــــــــد أكبرت نبله ولهى حليلته
فاستأمنته و فـــــــاق ظنّها العمل
.
صان الودائع في حــلّ و في سفر
فصار حلما و أغرى قلبها الأمـل
.
و أزمعت ثم أجلى الحب رغبتها
فما أشــــاح و لبّي الماجد البطل
.
يا زفة شتلت فـــي الكون عثرته
أثمرت بضعا و منه استكثر الأهل
.
صلّتْ لليلتك الأكـــــــــوان خاشعة
خير النساء و أعـلى شأنك الأزل
.
حــــــراء يا خلوة التغيير كم نفل
أشجاك يوما و كم أضناك مبتهل ؟
.
يقلّب الطرف شوقا فـــي مفاوزه
و يرجع الطّرف بالآمــال يكتحل
.
إقرأ .. تجلجل فـي الأكوان توقظها
و لم يزل من صداها يرجف الجبل
.
يردد القــــــول بعد الهزّ يحفظه
و في الحنايا يُداري الخوف و الذهل
.
يسابق الخطـــــــو ملهوفا لمأمنه
كطائر في الرياح الهــوج يبتزل
.
و دثّــــرته و أرخت حبّها غدقا
و زمّلته فخفّ الروع و الوجل
.
و استبشـــرت سلفا .. خير يراد به
فلم يكن بســوى الخيرات يحتفل
.
و ما ـ عــلى عـــــــوز ـ يردّ سائله
و لا اذا دعتِ الحـاجات ينعــزل
.
و ما أساء لحـــــــــيّ منذ مولده
و ما لطيش سعتْ أعوامه الأول
.
و ما رأته بساح الجـــار عابرة
يسعى لريب و يبطي خطوه الكسل
.
اقرأ و رتل قطوف الوحي ناضرة
و ابعث بها أرمسا للعرض تأتكل
.
و انفخ بها الروح في الاوحال نافلة
فقــــــد يلبي هسيس النفخة الوحل
.
و ابدأ بأهـــــلك قبل الغير محتسبا
ان الكــــــــريم بغير الاهل ينخذل
.
و ما استجابت لغير اللات من سفه
أرجــــــــــاء مكّة الا قلة عضلوا
.
داع دعا القـــوم للتوحيد فانتكسوا
كالحمر من أسد فـي غابة جفلوا
.
و هل تذوق جنى التوحيد شرذمة
من حنضل الشرك يحسو ليلها الثمل
.
و أعلن الحرب في الاحياء كاهنها
اللات أوحث و أغلت وحيها الحيل
.
محاصر فـــي شعاب لا يقيم بها
الا الهلاك و من بالشعب قد نزلوا
.
طفل يموت طوى و آخـــر سقما
و جلّهم ظمأ و الحــــــلق مشتعل
.
و لا يرد رســـــــــول الله مبتهلا
الاّ بخير على ما القوم قد فعلوا
.
لكم يعبّ كـــــؤوس الصاب قاتلة
و لا يريد بهم ضرّا و إن سفلوا
.
فاق النبيئين فـــي حلم و في جلد
فما يدانى و ما تهفو لـــذا الرسل
.
تآكل الرّق أخزى الضّعف مكرهم
ربّ الأنام بخير الخـــــلق يكتفل
.
أيا ابنة الأرض قد أصغرت كيدهم
كم تقضمين فيُمحى الغلّ و الدخل
.
و ما استكانوا و لم يهدأ لهم طلب
و ما استفاقوا و لم يقعد بهم خجل
.
تحسو السياط دم الأحرار هائجة
و ما تكلّ و ما تعيا بها السبل
.
و ما يزيد أســـود الله الا مضا
اذ جنة الخــــلد دار للالى قتِلوا
.
يا طائف السوء كم أدميته سفها
تأبى الجنادل ما يأتي بها الهمل
.
و ما يبالي بما يلفــاه من سقم
إن كان فيه رضى الرحمن يحتمل
.
أوجزت جعفر .. هذا الدين مرحمة
و الناس فيه لطين كلهم عُـــدُلُ
.
الفضل تقوى و سيْد الناس خادمهم
و غير هــذا ادعاء كــاذب خطل
.
يا رحلة غيرت مجــرى الزمان بها
في كلّ خطو سرايا المجد ترتفل
.
قد أجمع المكر ان ليلا يحيط به
من كلّ حـــيّ شديد حذقه النُّصُل
.
فيفتكون معا بالنور فـــــي وسن
و لا يكــون له ثأر و لا عذل
.
هل يُطعن النور ؟ ما أعتى حماقتهم
و ما أبــــــــــرّ عليّا للفــــدى بطل
.
يا غار هـل كنت تدري انّ رحلته
بدء انعتاق و كـــــل الكون ممتثل ؟؟
.
ها طيبة الخير قـــــد هبّت لمقدمه
تهفو لطلعته الأحضــــــان و القبل
.
قد أومضت قبل حين الشمس غرته
من نور أحمد كــــل النور منتهل
.
قباء سوف تطـــال الأرض قاطبة
و من ثراها خيوط النـــور تنشتل
.
هيا اصهلي يا خيول الله وانطلقي
فمن صهيلك ركب المجد ينجــدل
.
و أسّسي دولة للحـــــــــــق سامقة
توحّـــــــــد الله لا يُرضى به بدل
.
يا قدوة الكـــون كل الكون متبع
و ما نـــراه و لا تُدرى له سبل
.
يسبّح الرعــد تهمي الدمع غيمته
و يومض البرق تقوى ثم تنهمل
.
كـــــــلّ يسبّح ربّ الكون مقتديّا
فمن يصيخ و يرخي السمع ينذهل
.
و قائد ملهم عـــــــــادت مواكبه
و الشوق منه خيول عـدوها عجل
.
بشراك مكّة ها قد عـــاد منتصرا
و ما يظن بغـاة الأمس .. ما العمل ؟
.
في قلبه رحمات اللـــــــــــه كامنة
و السيف يصغى لها زلفى و ينحجل
.
كل يرى الموت قبل الموت مرتجفا
كطائر فــــــي حنايا الريح يبتزل
.
و ما دروا انهم في كفّ مرحمة
و أنهم طلقا عفـــــو و ان سألوا
.
هو الفضائل تسعى فـــــــي تألقها
و الفضل فيه و ما في الغير يكتمل
.
محمد سيد الاكـــــــــــــوان قاطبة
و ما يـــــدانى و لا يلفى له مثل
.
قد زانه الله فـــــــي خلق و في خلق
اثنى عليه و أعـــــلى شأنه العُدل
.
لو لم يكن سيّدي خير الورى كلهمْ
ما كان صلّى و صلّت خلفه الرسل
.
محمد الفضيل جقاوة
في : 10/11/2017

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق