وشــــــم عــــلى الطــــرقات
----------------،--
بلادي هبة السماء أكثرت حولها السلاسل
مغرمٌ بطيش قديم
تكفيني الحياة
جاءت تسألني
أين نذهب في هذا الأثير القتيل
إني أودعت جسمي للتراب
الريح تمر على الأشجار مرَّ الكرام
اليمام هجرتنا جنوباً أم شمالاً
جنوباً تواجهنا الرياح عاتية
شمالاً هوجاء صقيعية
غرباً غمام أسود
شرقاً دماء ودموع
تلك اللحظة أيها العصفور
أغمد جمالك في دماهم
ليتناثر ريشك وشماً على الطرقات
حين تمثلت بضيائها
تركناه في باحة الدار يهذي
حين اختفت وأخذت كل الزمان
وحيد يكلّم الهواء
يرسم شعراً بالغبار
عام مضى صار كهلاً
سماء لي متوهجة في ليل بهيم
يغني مثل مطرب قديم
لا يصاحبه رباب ولا ناي
نهرٌ يجري بلا اتجاه
يستظل بها بعيد عند كل انحناء
حان الرجوع
عرّج على الأطلال
تلقى الخراب
الليالي مضت ذقت آهاها
مشيبُ مفرقي رواها
ينتحب يا ليل الليالي
كم من ساعة بقيت للفجر
يا ساهراً بالليل الحنين يستعر
أما لقلبك شوق تثيره
هل يرجع السهر أحِبَةً هربوا ؟!
نخلة لم تنحني يغني قلبها للوطن
سنعيد فلول الغزاة نحو المغيب
لا يزال ينهش جسد النخلة الغزاة
سممت شرايينها النفايات
وآلَ ألا يترك لنا غير الرفات
لا ربيع لقد غاب بين الفصول
الدخان يعمي العيون
يوزّع الموت في كل الجهات
تهتف أطفالنا صباح كل يوم
عاش الوطن
يشعل الأمل فينا نحو الحياة
وقفت أمامي يداها ترتجفان
اشعاع في عينيها لا أعرف مداه
أصغيت إلى صوتي يتداعى
صارت روحي نورساً
طوقتني بروحها
عَصرت ثوب الموت عني
عَلِمتْ أن الهواء لا يجففني
نفخت هواء روحها
جاء الموت سكتت أغنيتها
وجم؟ خرج كسراب
يسعى خلف سراب
هواء عاطل لحن في وتري
عمري نثرته على الرؤى والصور
اقدم باقات الورد
حلاوة الوصل في السحر؟
الأمواج هادئة على شاطئ الحب ؟
تنجينا زوارق الحب من الضرر
ملبدة السماء بالغيوم
تثير البرد طويت في ظلام
أحني رأسي واقفاً ساكناً
تغرّب أصدقائي في مكان بعيد
أفكر بالإنسان والكلام البعيد
لن أجد الأصدقاء
ينساب النهر نحو الجنوب
*****
د.المفرجي الحسيني
وشم على الطرقات
1/11/2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق