ازدوجية الدولة والحكومة ...
_________________
قلم : حسن نصراوي
__________________
هناك خلط في المفاهيم والتصورات ومزج التشكيلات البنوية لموطن الامم ... كثير التصور وخاصة في منطقتنا العربية ... الدولة والوطن تعني الحكومة التنفيذية ... مادام هذه الحكومة فاعله اذن الدولة والوطن فاعل ... وهذا من الاخطاء الفادحة جدا ... وما الحكومة الى انبثاق بشري من مكون الامة ومهمتها تسير الامور الاجتماعية بتفرعتها سياسية ثقافية اقتصادية تنموية وقضائيا ... اي هي مجرد عماله مقابل اجر يدفع من ثروات تلك البلد ... وليس القابض على حيثيات الوطن والدولة ... اي عندما تتلاشى الحكومة تتلاشى الدولة والوطن ... لنقترب من مفاهيم مكونات الامم ...
أولاً الوطن: .....
الوطن مفهوم معقد و متشعب لأنه يرتبط إرتباطاً وثيقاً بالمشاعر و العواطف التي تجمع بين مجموعة من الأفراد بمنطقةٍ جغرافية معينة وهو الحيز المكاني والزماني لتلك الشعوب وخزين ارثها وتراثها ومنجزها العقلي والابداعي ... وهو القاسم المشترك للافراد والانتماء الامثل لهم من حيث الحقوق والواجبات ... الوطن الحاضن والاطار الجامع لكل الوعي الادراكي من دين وثقافة ولغة وعادات وتقاليد وخيرات وصراع مصيري ... اي بدون وطن تتلاشى جميع المسميات ... اي هو الرمزية التكوينية التي تحت الجميع ينصهر ويتفاعل ...
ثانياً الحكومة: ...
وحسب نظام الحكم جمهوري او مملكة او امارة اوسلطنه او ماشابه ذلك ... هي تنفذ سياسات مقتضيات الدولة وجمهورها ... ووفق ما مرسوم لها والمهمة المناطة بها ... وحسب تفرعتها وفق مصلحة ادارة الدولة وتقسيم المهام والعمل المبرمج وفق الية متفق عليها ... ومن تلك الاختيارات للسلطات العليا هي ...
الحكومة مؤسسة من مؤسسات الدولة و هي مكلفة بالسلطة التنفذية على أعلى مستوى بمعنى أنها تنفذ سياسات الدولة و القوانين التي تسنها السلطة التشريعية.
تتكون الحكومة من مجموعة من الأفراد يسمون الوزراء أو رئساء مؤسسات واحينا ترتبط مباشرة باعلى السلطة او تفرد لها سلطة مسماة رئاسة الوزراء او مجلس رئاسة الوزراء و يرأسهم رئيس الوزراء أو رئيس الحكومة حسب نظام الدولة و لكنه في كل الأحوال يضطلع بنفس المهام على إختلاف التسميات.
و عليه فيجب التفرقة بين الحكومة و الدولة ون إن كان المصطلحان يستخدمان في حالات كثيرة كمترادفين إلا أن مفهوم الدولة أشمل و أوسع من مفهوم الحكومة التي لا تعدو عن كونها جزءًا من الدولة و مؤسسة من مؤسساتها.
ثالثاً الدولة:
الدولة إصطلاحاً شكل من أشكال التنظيم السياسي و القانوني لمجتمع أو بلد ما. و تعرف على أنها مجموعة من الأفراد يستقرون بأقليم جغرافي محدد و يخضعون لسلطة سياسية معينة و بالتالي فالمقومات الأساسية للدولة هي:
مجموعة الأفراد: الشعب مصدر السلطات
الرقعة الجغرافية من حدود وانهار ومباني ومجال جوي وثروات طبيعية وكل الخزين العيني الموجود في تلك الدولة ...
تدار من قبل السلطة السياسية
1 - الشعب: يعتبر الشعب أهم مكونات الدولة إذ لا يمكن تخيل دولة من غير شعب بغض النظر عن عدده. يخضع جميع أفراد الشعب دون إستثناء لسلطة القانون الذي تقره الدولة؛ و القانون هنا واحد من ضمانات الوحدة و سيادة الدولة في نفس الوقت.
و من بين مقومات الوحدة أيضاً اللغة الواحدة و التاريخ الواحد و هو ما يدفعنا هنا إلى التطرق إلى موضوع مهم و هو موضوع الفرق بين الشعب و الأمة: فالشعب ألمنتمي إلى دولة واحدة يشترك في اللغة و التاريخ و الإقليم الجغرافي و القانون الذي يسري على الجميع مثلاً في الدولة الواحدة تتواجد الاعراق والقوميات واللغات والثقافات والارث الحضاري والعادات والتقاليد في نفس الدولة والجامع المشترك بينهما الوطن والوطنية هذا التلوين البشري يطلق على الجغرافية المتواجد فيها هذه الاطياف امة ...
الرقعة الجغرافية : تعتبر الرقعة الجغرافية المحدود ركناً أساسياً لقيام الدولة بغض النظر عن كبر أو صغر مساحته، و تكمن أهميته في نقطتين أولاً أن الشعب يستقر عليه بصفة دائمة و ثانياً أن الدولة تمارس سلطتها و سيادتها ضمن حدوده دون منازعة دولةٍ أخرى، و في هذا المجال تشدد المادة الثانية لميثاق الأمم المتحدة على ضرورة إحترام سلامة الأراضي و الاستقلال السياسي للدول الأعضاء بعضها لبعض.
تنقسم الرقعة الجغرافية الى 3 مجالات:
أ - المجال الترابي: و يشمل مساحات اليابسة ذات الحدود المعترف بها دولياً و يضم كل طبقات الأرض و ما يحتويه باطنها من ثروات
ب - المجال المائي: و يتكون من الأنهار و البحيرات التي تتواجد داخل المجال الترابي كما يضم حزاماً من المياه الساحلية يعرف بالمياه الإقليمية التي تمتد حسب تعريف مؤتمر الأمم المتحدة لقانون البحار لسنة 1982 إلى 12 ميل بحرياً ابتدأً من خط الأساس. و تعتبر المياه الإقليمية منطقة سيادة الدولة بالظبط كحدودها الترابية و تمتد هذه السيادة إلى قاع البحر و ما يحتويه من ثروات طبيعية.
ج - المجال الجوي: و هو كل ما يعلو حدود الدولة الترابية و المائية من هواء و فضاء جوي، و تنظم الإتفاقيات الدولية صلاحيات الدولة و سيادتها على هذا المجال منذ بداية عصر الطيران أي أوائل القرن العشرين. و تكمن أهميته في أنه مجال تمارس عليه الدولة سيادتها و هو المعبر عن استقلاليتها تماماً مثل المجالين الترابي و المائي.
3 - السلطة السياسية:
وجود الشعب و الإقليم الجغرافي لا يكفي لقيام دولة إلا مع وجود هيئة منظمة للحياة الإقتصادية و الإجتماعية و السياسية و أيضاً لتمثيل الشعب في المحافل الدولية. تسمى هذه الهيئة الحكومة و تمارس الحكومة سلطتها بإسم الدولة بحيث تلزم الأفراد بإحترام القانون الذي يضبط حياة المجموعة و يحافظ على وجود كيان الدولة.
بالرغم من أن مكونات الدولة واحدة و ثابتة في كل الدول إلا أن اشكالها و نظمها تختلف من دولة إلى أخرى مثل النظم الرئاسية أو البرلمانية... أو الدول المدنية أو الثيوقراطية الى غيرها من الأشكال و النظم ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق