خطوة على طريق ترشيد الوعي [ 4 ]
[ المراد بترشيد الوعي، اي: لا يتلقف الواحد منا كل ما يقال له أو يسمعه، و يسلم بصحته و يصادق عليه على أنه من العلم أو المعرفة أو الفكر السوي ]
قال لي صديقي:
قد فهمت من كلامك أن المعرفة تعني إدراك ماهية و خصائص الأشياء، و أن العلم يعني إدراك حركة الأشياء على حقيقتها، فهل لي إلى ذلك بمثال؟
قلت: نعم، لو أننا وضعنا البذرة في التربة - أي بذرة - ثم قمنا بتوفير كافة شروط الإستنبات لتلك البذرة من ماء و هواء و ضياء و غير ذلك [ إن عملية تأمين شروط الإستنبات تلك تدخل نطاق المعرفة التي تم إدراكها عبر سلسلة طويلة من الدراسات و التجارب و الأبحاث و تدوين الملاحظات و تطبيق قوانين الاحتمالات و غيرها ] فإن أثمرت تلك البذرة فذلك من تحصيل الحاصل، و لكن: كيف و متى تكون البركة في تلك الثمار و ينتفع صاحبها بها كأحسن ما يكون ؟ و كيف و متى يصيب المحق تلك الثمار و تكون وبالا على صاحبها؟!
فذلك هو العلم بعينه بحيث و كما هو معلوم لدينا بأن العطاء و النماء و البركة تكون في أشياء قد تمت تزكيتها بحسب ما أمر به خالق الأشياء - جل و علا -
و هكذا فالعلم يعني إدراك حقيقة الأشياء كيف و متى تسير في صالح الإنسان و كيف تسعده ؟ و كيف و متى تسير في غير سعادة الإنسان و كيف تكون سببا لشقائه؟
[ أرجو ممن لمن يتضح له الفارق الحسي الدقيق بين العلم و المعرفة فليتفضل بالسؤال و أكون له من الشاكرين ]
- و كتب: يحيى محمد سمونة -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق