الثالثة بعد منتصف الوجع
رواية من تأليف عصام قابيل
الحلقة الثانية عشر
*****************
تحايل عليها مخلص أن تسكت ،لكنها صممت
وهنا تدخل عارف موجهاً كلامه لصافي
-خلاص احترمي رغبته حضرتك وبلاش تزعليه ،
ردت صافي -والدموع تنهمر من عينيها- لايمكن لأن اللي عمله مخلص علشاني مايتقدرش بثمن ، وللاسف ماشافش مني إلا كل نكران وجحود لكن عذري إني كنت فاهمة أمور كتير غلط ، وسوء الظن كان ملازمني ومسيطر علي ،
نظر عارف إلى مخلص وكأنه يستسمحه أن يتركها تسترسل فما كان من مخلص إلا أن وضع رأسه في الأرض وسالت الدموع من عينيه .
واسترسلت صافي قائلة وهي تشير إلى علبه من القطيفة الحمراء مربوطة بأناقة برباط لونه برتقالي زاهي:
-اللي مخلص مارضيش يحكيهولك انه في الفترة اللي سابني فيها ، وأنا في عز الجراحة وسافر ماكانش نكران منه ، ولا إهمال ولا عدم اعتناء
رد عارف ملهوفاً وهو ينظر إلى مخلص وإلى العلبة القطيفة وكأنما يقول له:
(ماذا أخفيت علي ياصاحبي ؟)
- أمال إيه يامدام صافي ؟
ردت صافي ، وهي تكاد تنهار من كثرة البكاء ، اللي عمله كان قمة الوفاء والتضحية ،
اللي عمله خلاه في نظري وفي نظر أي حد يعرف رسمله صورة إنسان بمعني الكلمة
تلهف عارف متطلعاً وقد قتله الفضول
- يعني إقتنعتي إن مخلص ماكانش بيخونك زي ماكنتي فاكرة
قالت صافي
قالت صافي
- النموذج ده من البشر ماعادش موجود
انا حاسه إن أنا في خيال مش مصدقة نفسي إن كل الناس تبقي بالإنسانية دي والمروءة دي
رد مخلص قاطعاً الحديث :
-في حاجات كتير بيعتبرها الناس فوق الوصف ، أو إنها مثالية من النوع الخرافي اللي مابتتوجدش إلا في الروايات
لكن الحقيقة إن النبي عليه الصلاة والسلام أسس لمجتمع رائع لم تعرفه البشرية من قبل ، قائم علي التضحيه والعطاء والصحابه رضي الله عنهم إعتبروه حاجة عادية ، ويمكن كانوا بيتهموا نفسهم بالتقصير وعدم الوفاء بالمطلوب
قال الجميع في نفس واحد : عليه الصلاة والسلام
استرسل مخلص قائلاً
والمجتمع اللي صنعه الحبيب المصطفي عليه والسلام والمبني على ثقافة العطاء والتضحية ، وبينهي عن الطمع وثقافة الاستحواذ
كان مجتمع يستحق نصرة ربنا جل في علاه وده كان سر نصرهم على طول ، وتمكينهم من شتى بقاع الأرض لحد مابقى ثلاثة أرباع الأرض على منهجهم ، ودخلت الأمم في الإسلام لما شافوا المثالية دي، فانا ماعملتش حاجة زيادة ولا مثالية ، لكن هو ده المفروض الطبيعي.
رد عارف قائلاً : شوقتنا ياعم مخلص ،
شوقتينا يامدام صافي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق