الأربعاء، 28 ديسمبر 2016

كل عام وانت بألف خير بقلم /احمد أنعنيعة

كل عام وانت بألف خير..
كم كتبت من قصص وحكايات لئلا تتهاوى أشواقك في هذا الأصيل...كم استبدلت رواياتك إلى أشعار لأعاتب غيرك عليك وأرفع من معنوياتك...لكن في هذه الليلة ،سترفض كل كلماتي محاورتك وستعصيني ريشتي ...فإني قد احترت في أمرك وأنا أحاول رسم صورتك القديمة التي تتجدد عندي لسنة كاملة...كيف أجمع نقط ألوان كياناتك على مساحات وجهك ومساحات جسدك كله لإبراز ما فتن من حجمك...فأنت المرأة الحالمة وأنت المرأة الفاتنة التي أتعبت ريشتي الطائشة وهي تتوج طفولتك المحترقة... 
في هذا المساء ، سأنظر إليك عبر نوافذك المغلقة ليتراءى فيك المكشوف والمستور...لكن بلدك بعيد جدا ، سأتفحص لك صورا من صنع الخيال الذي يحجبني عنك...صور كانت تروق آنذاك...في هذه الليلة ، سأنظف كل ظلال أضوائك المهترئة لتتطاير وتتجدد تقاسيم وجهك الجميل...سأرسم على كل المساحات مثلثات ومربعات لتقفز رومانسية أحاسيسك فوق دقائق زمني وتزداد مرونة أظافرك...نعم، سأرى في صورك القديمة أرواحا كانت تنبعث من رحم الفن ...أرواح كانت تشكو الأوجاع والأحزان...وأرواح كانت تلفظ أولادها تحت أقدام فرسان تائهة وهي تنفث أهواء سوداء امتزجت فيها غازات الحشمة بغازات الجرائم الشنعاء.... 
غدا، هو آخر أيامك في ذاكرتي...وستتبدل فيه صورتك الأخيرة عندي...لكني أسألك.. ماذا سيقدمه إليك غيري ..وأي ألوان سيقدمونها إليك لتبرز أحجامك لتخترق أنوارك المنبعثة دواخل أجسادهم لان فيك ألوانهم الأولية المتكاملة ...كيف سيرسمونك غدا لتجعلي من سكونهم حركة ومن جمودهم حياة...أنا متأكد أن عينيك سترسل إليهم ألوانا ساخنة حمراء وصفراء وبرتقالية وهم يقايضونك سكنات باردة بألوان سوداء وزرقاء ورمادية... نعم، غدا هو اليوم الثامن من مارس ...وككل سنة لا أظن أن صورتك ستتبدل كما كتبتك في مسوداتي...إلا أنك ستبقين كلك إيحاءات لكل مواطني وستتزايد وتتكاثر وتتراكب كل صورك في جميع أشرطتي المكتوبة تحت أنوار الظلام...
احمد انعنيعة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق