18- جذور ثقافية "سيرة ذاتية"
يكتبها: يحيى محمد سمونة
كنت فتى يافعا عندما أخذت عن أبي شغفه و تعلقه بموضوعات السياسة وأحاديثها، ولم تكن لي رؤية واضحة آنذاك للأمور بل هو مجرد تأثر ساذج بمقولات الإعلام وأفانينه!
هكذا كان أبي وأعمامي وخالي وعموم المجتمع الذي عشت في رحابه الكل يتأثر بمقولة الإعلام وبهارجه! والكل يترنم بمقولة الإعلام إذ يدغدغ العواطف ويخلب الألباب!
رغم أن قراصنة الهيكل كانوا قد وضعوا آلة الإعلام في جعبتهم و راحوا يحركونها كيف شاءوا! حتى إذا قال رجل السياسة مثلا [سنركل باسرائيل إلى البحر] تلقف الإعلام هذه المقولة وجعل لها طبلة ومزمارا، ثم ساق دهماء الناس في بلدي للرقص على ايقاعها! حتى إذا تعب الواحد منهم من الرقص أخلد إلى نوم عميق كي يعود و ينتصب من جديد على ايقاع معزوفة جديدة للإعلام يتناول فيها تصريحا ناريا لزعيم عربي بها يتم تفريغ شحنة غضب تنتاب الأمة جراء انتهاك حرماتها!
مات أبي ـ يرحمه الله ـ وهو يترنم بكلمات لعبد الناصر! يقول فيها ”لن نستسلم ولن نرضخ للاستعمار”
ومات قبله عبد الناصر رجل الخطابة المفوه من غير أن يركل بإسرائيل إلى البحر!
تلك هي قراءتي لواقع السياسة في بلدي، و إن كنت لاأزال أبحث عن إجابة طالما أقضت مضجعي و هي: هل الساسة في بلدي فاعلون حقا في صناعة الحدث أم أنهم منفعلون؟ بل كنت أذهب في تساؤلاتي إلى ما هو أبعد من ذلك فأقول: بدءا من لحظة وفاة النبي محمد صلوات الله و سلامه عليه هل لعب قراصنة الهيكل لعبتهم مع خيار الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين حتى كانت الجمل و صفين..و كنت لا أستبعد ذلك خاصة وأن خيار الصحابة كانوا على ما تركهم رسول الله من نقاء في السريرة و طهارة في المظهر و العلن
وكنت أقول في نفسي: نعم لقد وصف لنا كتاب التاريخ إذ ذاك الوقائع والأحداث تماما كما كانت ولست أستبعد منهم بعض ميل وخروج عن الموضوعية في تأريخهم وليس في ذلك ثمة إشكال، غير أن المشكلة كانت تكمن في أن كتاب التأريخ كانوا في غفلة عن أولئك الذين يخططون لإيجاد الحدث وخلقه! لقد وصف لنا التاريخ الواقعة التاريخية تماما كما كانت، لكنه ـ أي التاريخ ـ لم يحدثنا عن أولئك الذين يختبئون في الظل يوغرون صدور رجال أتقياء أنقياء أطهار كي تكون بينهم وقائع و حروب!
نعم لا أتهم كتاب تاريخنا ذلك أنهم كتبوا بنوايا حسنة ولم تكن لديهم خبرة بخبث وأساليب قراصنة الهيكل
ــ يحيى محمد سمونة.حلب ــ
يكتبها: يحيى محمد سمونة
كنت فتى يافعا عندما أخذت عن أبي شغفه و تعلقه بموضوعات السياسة وأحاديثها، ولم تكن لي رؤية واضحة آنذاك للأمور بل هو مجرد تأثر ساذج بمقولات الإعلام وأفانينه!
هكذا كان أبي وأعمامي وخالي وعموم المجتمع الذي عشت في رحابه الكل يتأثر بمقولة الإعلام وبهارجه! والكل يترنم بمقولة الإعلام إذ يدغدغ العواطف ويخلب الألباب!
رغم أن قراصنة الهيكل كانوا قد وضعوا آلة الإعلام في جعبتهم و راحوا يحركونها كيف شاءوا! حتى إذا قال رجل السياسة مثلا [سنركل باسرائيل إلى البحر] تلقف الإعلام هذه المقولة وجعل لها طبلة ومزمارا، ثم ساق دهماء الناس في بلدي للرقص على ايقاعها! حتى إذا تعب الواحد منهم من الرقص أخلد إلى نوم عميق كي يعود و ينتصب من جديد على ايقاع معزوفة جديدة للإعلام يتناول فيها تصريحا ناريا لزعيم عربي بها يتم تفريغ شحنة غضب تنتاب الأمة جراء انتهاك حرماتها!
مات أبي ـ يرحمه الله ـ وهو يترنم بكلمات لعبد الناصر! يقول فيها ”لن نستسلم ولن نرضخ للاستعمار”
ومات قبله عبد الناصر رجل الخطابة المفوه من غير أن يركل بإسرائيل إلى البحر!
تلك هي قراءتي لواقع السياسة في بلدي، و إن كنت لاأزال أبحث عن إجابة طالما أقضت مضجعي و هي: هل الساسة في بلدي فاعلون حقا في صناعة الحدث أم أنهم منفعلون؟ بل كنت أذهب في تساؤلاتي إلى ما هو أبعد من ذلك فأقول: بدءا من لحظة وفاة النبي محمد صلوات الله و سلامه عليه هل لعب قراصنة الهيكل لعبتهم مع خيار الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين حتى كانت الجمل و صفين..و كنت لا أستبعد ذلك خاصة وأن خيار الصحابة كانوا على ما تركهم رسول الله من نقاء في السريرة و طهارة في المظهر و العلن
وكنت أقول في نفسي: نعم لقد وصف لنا كتاب التاريخ إذ ذاك الوقائع والأحداث تماما كما كانت ولست أستبعد منهم بعض ميل وخروج عن الموضوعية في تأريخهم وليس في ذلك ثمة إشكال، غير أن المشكلة كانت تكمن في أن كتاب التأريخ كانوا في غفلة عن أولئك الذين يخططون لإيجاد الحدث وخلقه! لقد وصف لنا التاريخ الواقعة التاريخية تماما كما كانت، لكنه ـ أي التاريخ ـ لم يحدثنا عن أولئك الذين يختبئون في الظل يوغرون صدور رجال أتقياء أنقياء أطهار كي تكون بينهم وقائع و حروب!
نعم لا أتهم كتاب تاريخنا ذلك أنهم كتبوا بنوايا حسنة ولم تكن لديهم خبرة بخبث وأساليب قراصنة الهيكل
ــ يحيى محمد سمونة.حلب ــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق