صفحة 07
الناجي الوحيد --------------- رواية --- محمد محجوبي '' الجزائر
''' المدينة جوهرة في التاريخ تبرق في عذابات المحرومين ' بخوفهم وترقبهم يدخلونها ويخرجون منها ضحى حتى لا يتبقى من عرقهم السميك ريح بين عمران بعضه من اسوار شيدها المتقاتلون منذ قابيل وهابيل ' وبعضها من جدران سميكة تجاهر برطوبة التاريخ الذي كتب عن قوم عظماء وعن أقوام نبلاء وعن بقايا شتات يتوزع في الكثافات الديمغرافية التي تزين أوراق الاحصاء وادراج العاهات والوفيات '
بين القرية والمدينة ضجيج من سياسة وطرقيات دينية
بينهما طرق زراعية ملتوية تمتع الاهالي بفرجة البساتين ' وقلعات الصروح وحروب الاشداء '
في كثير من الاحيان تستعلي - المدينة - في زخم كتبها الكثيرة ورواجها الدؤوب ' وحتى - الغزاة - أي غزاة يبتلعون القرى لا يمكنهم الا ان يكونوا سلالات مدنية ' لكي تمرق وجوه الكبر وأيادي البطش وأقبية السجون المعتمة بأهوال الحقيقة '
وبقوة الحاجة والضرورة القصوى للقرويين ' تعلم الكثير منهم دليلا منضبطا للدخول وللخروج ' فقد كان - الشيخ - يقرأ عليهم وصاياه منذ ازمنة المعمر الاستعماري والبورجوازي الصغير - حاج احمد - وحتى تاريخ - اسي أحمد الصناعي الذي رش رئاتهم بغبار رملي يعبرون به مشافي الربو وضيق التنفس '
لكنهم ملزمون دائما بتلك الوصايا ' كأن يدخلوا المدينة معفري الوجوه كما صنع اجدادهم في بيع الفحم
كما أنهم يروجون ويبعون خبز الشعير ' فهم يتقنون الفنون البسيطة كالحصير والاواني الطينية والدواجن وغيرها من الخدمات الشريفة على نقيض المدينة التي سمحت ببيوت الدعارة مقننة النشاط تلون للقادمين الوانا من عاهرات على اختلاف الاعراق والطبائع ' لتنتفخ الجيوب من وافدين على لذة العبور
فقد كانت - خيرة - القروية العفوية تستغرب طقوس المدينة المتعهرة ' تتقيأ مشاهد السبي بداء الفقراء
وكان السائق - صالح - فضوليا يقتفي أثر القرويين في فراغاتهم الجنسية اللاهية ' ولكنه يظل الركيزة الاساسية في ضمان النقل والاسعاف وحتى نقل الجثث التي يلفظها المستشفى '
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق