الاثنين، 7 مايو 2018

_ يليقُ بكِ الأسوَد ! __ الشاعر المبدع حسين أبو الهيجاء * من سلسلة " سيدة النور "

_ يليقُ بكِ الأسوَد ! __ حسين أبو الهيجاء
* من سلسلة " سيدة النور "
رذاذاً ..
هكذا كان حالُ المطرِ في الخارج ، في تلك الليلة التشرينية 
و في الداخل ..
كانت أجسادُنا لاهبةً ، حتى كأننا نقطُرُ عرَقاً ينِزُّ من مساماتٍ مُتّقدة ،
عرفت لاحقاً ،، أنها حرارةُ الحبِ ، التي كنتُ أستشعرُها في بطون الروايات .. !
.. كطاووسٍ يتدثّرُ بريشهِ ، .. وقفَتْ أمامي ، .. و بعد أن لوّحَتْ بشعرِها الفاحم ، و طيّرتهُ في الهواء ، ليستقرَّ مُلتفاً حول عُنُقِها ، سألتني بخَيلاء :
- ما رأيُكَ بلَون شَعري ، ، هل يليق ُ به الأسود ?!!!
ألجمالُ الفاتنُ يتجاوز ُالألوان .. يتجاوزُ السؤال .. يتجاوز اللغة
كيف اُجيبُ ، و الألوانُ ، كلُ الألوانِ .. تتماهى في جمالها .. ، كيف !
.. هل كنتُ خائناً في لغةِِ الجمالِ ، إذ أخرَسَني الجوابُ .. ، إذ وقَفَتْ الأبجديةُ ، على أطراف لساني
" عرجاء ، بكماء ، و صمّاء " .. ?!
هل ينبغي أن أمضي في طلبُ الغُفران ، و مواصلةِ أداء نوافل القُرب المُقدّسِ ، من حضرةِ هالاتِ النورِ ، حتى التماهي في الإنتشار .. !
هل .. و هل .. و هل .. ، و أنا الذي أحتاجُ ، لكل ما يؤكدُ التصاقَها بي ، كتزاوج طيفَينِ من نور .. !
و أنا الذي أبحث ُعن وصفٍ لِحالنا .. ، عن الإسم الجامع لإسمَينا ، بما يُكلّلُ وِحدةِ النبض .. ،
ك إسم " الأب " مثلاً ، بالنسبةِ لأخوَين شقيقين ،
أبحثُ عن أبينا ، لأكتشفَ أنه ( الحُب ) !!
قالت : أيُ الألوانِ أجملُ لِ شَعري !
فتسارعَ نبضي ، وأنا أكتشفُ أني مِرآتها ، و أنها ترى انعكاسَ جمالِها في عينَيّ !
فازهو كطاووسٍ ، و أنا اُردِّدُ في أعماقي :
- تحلو بكِ الألوانُ حبيبتي و تزهو .. ، و منكِ ينثني علَيَّ قوسُ قُزحٍ ، باحتضانٍ من نور !!
كنتُ أشعرُ بالخَدَرِ اللذيذِ ، و أنا اُحدّثُ نفسي :
" بكِ حبيبتي ، أخذَتْ الأرضُ زُخرُفَها و ازّينَتْ " !
..هل كنتُ خائناً في لغةِِ الجمالِ و عسلِ الانوثةِ ! ، إذ جهلتُ كيف تنبُتُ وردةٌ من ضوءٍ ناعم .. !
هل كنت خائناً ، إذ جهلتُ كيف ينثالُ نورٌ شفّافٌ ، من ندى ياسمينة .. !
قالت :
- هل الأسوَدُ الشتويُّ يليقُ بشَعري ، مع مِعطفي
المُخمليّ و شالي الحريريّ !?
هكذا أنتِ يا أيقونةَ النور ، هكذا أنتِ ..
فوجهُكِ الوضّاءُ ، و شعرُكُ الفاحِم ..
تماماً " ك بدرٍ في كبِد الليل " .. !
ألآن أقولُ مِلء نبضي :
" أن السماءَ أخذَتْ زُخرُفَها بكِ ، و ازّينَتْ " !
و قلتُ في ترانيم روحي :
ألا تستحقُ روحي المُصابةُ بِحُمّى اليُتمِ ، و جسدي المليءُ بشهَقاتِ الجوعِ ، قطراتَ حُبٍ من عجينة الحنين و اللهفة .. ?!
كلُ الألوان لكِ حبيبتي
كل الألوان أنتِ حبيبتي
و الألوانُ تحلو بك .. تحلو بكِ ..
دعي شَعركِ أسودَ
فأنتِ بيضاءُ من نورٍ .. ، و الأسودُ سيدُ الألوان .. !
و أنا مُنتشرٌ في ألوانِكِ حتى التماهي ..
حتى التماهي .. !!
Image may contain: one or more people and text

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق