الاثنين، 14 مايو 2018

عذراً يا قدس بقلم الشاعر / على حزين


قصيدة ... عُذْراً يا قدس

******
عُذْراً يا قدس فهل تقبل العَذَرَ
فإني رجل قد بلغ أرذل العمر 
ترى أتراك هل تقبل منا العذر 
هل تقبل ممن ضيعوا الحياة 
في الخمَّارات , وفي البارات 
وفي ملاعب الكرة , والجولف
والمنتجعات , والرحلات 
وفي المسلسلات , والأفلام
وفي المخدرات 
وفي اللهو واللعب أفنوا العمر
ثم يصلَّون باقتدار 
ويرفعون أيدهم نحو السماء 
ينتظرون الفرج من الله
ويستمطروا من الله النصر 
********
عُذْراً يا قدس فهل تقبل العَذرَ
ممن كسروا الرماح 
وباعوا السيف في مزاد 
واشتروا لوحة تعلَّق علي الحائط
وراحوا يمشون كالنمل 
علي الخيط 
طابور من النعاج , بط , بط 
لا يحيد واحد منهم عن الخيط
إذا بدت لهم قطعة حلوى لَطْ 
أو ساق عاهر أو جِيْدٌ أو غيط
وبعد سهرتهم , وبعد رقصتهم 
تراهم يغُطّون في النوم غَطّ 
***********
عُذْراً يا قدس فهل تقبل العَذَر
ممن طغوا في البلاد 
فأكثروا فيها الفساد
وباعوا الدرع والسيف 
في مزاد
وعقروا الناقة , 
وذبحوا الجِياد , 
باعوا عز الأمجاد 
وسلسلوا كل العباد 
وباعوهم في مزاد 
بعدما جوّعوهم 
روّضوهم 
وأكّلوهم العيش بالجبن 
ثم هم يصلون كل يوم 
ويدعون ربهم كل يوم 
ويركعون كل يوم 
ويسجدون كل يوم
لكل خنزيرٍ وقرد 
************
عُذراً يا قدس فهل تقبل العَذرَ
فإني امرئ قد كبرت 
وَطَعَنْتُ 
ومن الظهر ُطعِنْت
لكني فيك يوما ما فرطتُ
ولكم تمنيتُ 
ولكم بك حلمتُ 
علي أعتابك وقفتُ 
وبكيتُ , أنا بكيتُ 
وفي محرابك المقدس
أنا صليتُ
ولكني كبرتُ 
وشاب رأسي وشبتُ
وانحنيتُ , من الفقر , ومن الجوع 
ومن الذل , أنا انحنيت
فاعذرني إذ أنا قصّرت 
فأنا مثلك أسير 
أنا مثلك خُدعتُ 
ومن زمان إنبعتُ 
******* 
بقلم / حزين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق