الثلاثاء، 15 مايو 2018

قصة أذكرينى الجزء الأخير ـ بقلم الشاعر والأديب على محمد على ( الفيلسوف )


الجزء الأخير 
تم الترتيب لكل شيئ من والد مها ووالد مروان وأتى يوم الخميس المتفق عليه سريعاً وتم حفل الزفاف فى أحد الفنادق الكبيرة على النيل وقد تم حجز غرفة كبيرة للعروسين بالفندق وأنتهى الحفل سريعا وصعدا سويا إلى الغرفة الخاصة بهما وكما العادة حمل مروان مها قبل أن يدخل الغرفة وهما فى منتهى الفرح والسعادة ودخلا بها للغرفة وقال لها مروان : اليوم هو أسعد أيام حياتى يا مها وتبادلا بعض الكلمات البسيطة وكانت مها تشعر بخجل شديد وقامت لتبدل ملابسها وتنزع عنها فستان الفرح وأيضا مروان ثم عادت لتجد مروان ينتظرها فى السرير وهو يحمل في يده كأساً من عصير الكوكتيل فسألته هل هذا خمر ؟؟ ابتسم مروان لا بالطبع تذوقيه لتعرفى أنا لا أشرب أى كحوليات مها أخذت منه الكأس وارتشفت رشفة بسيطة كان بالفعل طعمه حلو المذاق بعدها قام مروان بتشغيل موسيقا هادئة وقام بخفض إضاءة الغرفة وطلب من مها أن يرقصا سويا على أنغام الموسيقا الهادئة وبالفعل استمتع الأثنان بهذه الرقصة الجميلة ثم حملها مروان إلى السرير وأطفأ أنوار الغرفة تماما .
أستيقظت مها فى الصباح ووجدت نفسها ترتدى القليل من الملابس ونظرت حولها فوجدت الكثير من الملابس ملقاة فى كل مكاان وقبل أن تنتبه سمعت صوت مروان وهو يقول لها فى حنان : صباح الخير حبيبتى وطبع قبلة على خدها قالت فى خجل ماذا حدث لا أتذكر أى شيئ من بعد أن شربت هذا العصير ، ابتسم مروان وقال لها لقد كانت ليلة زفاف جميلة جداا حبيبتى هيا لتستعدى فموعد الطائرة قد إقترب ولابد أن نودع الأهل قبل السفر وجميعهم فى إنتظارنا فى بهو الفندق ، عادت برأسها للخلف قليلا وهى تقول له : هل أنا فى حلم جميل يا مروان ،ضحك مروان وقال لها معى أنت فى الجنة يا حبيبتى هيا سريعا لنتناول إفطاراً خفيفا قبل النزول للبهو ، قامت مها سريعا وأخذت حماما دافئا وارتدت ثيابها ونزلت مع مروان لتجد والداها وأسرة مروان وريهام صديقتها الجميع فى الإنتظار فالكل يعلم أن موعد السفرقد اقترب وهنأ الجميع مروان ومها وتمنوا لهما السعادة فى ماهو قادم وشدد والد مها على مروان أن يحافظ عليها جيداً وبعد ساعة توجه الإثنان إلى المطار وصعدا إلى الطائرة المتجهة إلى باريس وجلسا فى الطائرة وبعد أن أقلعت الطائرة تقدمت منهما مضيفة جميلة من طاقم الطائرة وفى يديها هدية بمناسبة الزواج فلقد أتم مروان بعد الترتيبات الخاصة وهنأهما الجميع فى الطائرة وبعد ساعات قليلة وصلت الطائرة ومنها توجه مروان مع مها إلى الشقة الخاصة به فى باريس والتى ترى من خلال شرفة الشقة برج إيفل الكبير أحد عجائب الدنيا كانت شقة جميلة جدا تحتوى على أثات راقى وأنيق وقال لها مروان :هذا هو عش الزوجية لك كل الحرية فى التصرف فيه كما شئتِ ستجدى كل شيئ فى الشقة إسبوع واحد فقط وسأحضر لك خادمة لتنظيف الشقة وعمل اللازم بها لقد وعدتك أنى سأكون لك مثل خاتم سليمان ولن أجعلك تحتاجى لأى شيئ مادمت أنا جوارك احتضنته فى حب وحنان وقبلته قبلة صغيرة وقالت فى حنو وهمس: أنت فارس أحلامى وأتمنى أن أسعدك مدى الحياة يا مروان قال لها مروان : إن شاء الله حبيبتى سأخرج لمدة ساعة واحدة وأعود إليك لابد من التواصل مع السفارة وإثبات تواجدى ولن أتأخر عليك سأعود سريعاً لتستعدى سنخرج لنتناول العشاء بالخارج واحتضنها مروان بحب وهيام وقبلها قبلة سريعة ثم خرج من الشقة ونزل إلى السفارة , دارت حول نفسها فى سعادة مها وهى لا تصدق عيناها وكأنها بالفعل فى حلم فهى على مقربة من برج أيفل والشقة التى تسكن فيها فى غاية الجمال والروعة تفقدت الغرف الموجودة فى الشقة كان كل شيئ على أفضل ما يكون ودخلت لغرفة النوم وأخذت حقيبة الملابس وفتحت الدولاب لتضع ما بها من ملابس لتجد فيه كل شيئ كان مروان قد إشترى لها كل الثياب وأنواع مختلفة وماركات عالمية ابتسمت لأنه قد سألها عن مقاسات بعض الثياب حينما خرجا سويا لشراء فستان الزفاف كم أنت رائع يا مروان وجلست على السرير وتمددت قليلاً وهى تقول فى قرارة نفسها هل سيظل هذا الحلم للنهاية أم سيزول مع الوقت كل ما تعيش فيه ؟
مرت الأيام تباعاً وأحمد لا يزال كعادته فى عمله ولا يريد الذهاب للنادى ثم فى أحد الأيام قرر الذهاب للنادى وهناك بالصدفة قابل ريهام صديقة مها فاستوقفها وسألها عن مها فأجابته : بأنها قد تزوجت منذ أسبوع وسافرت مع زوجها إلى فرنسا حيث يعمل هناك زوجها وقع الخبر عليه كالصاعقة وتوقف الكلام على لسانه دقيقة ثم شكرها وانصرف وهو لا يكاد يصدق ما سمعه ولكن بعد دقائق معدودة توقف أحمد مع نفسه وقال إن كلام والدتى بالفعل هو الأصوب فهى أبدا بكل ما تملك من مال وسلطان والدها لم تكن لترتضى به وعاد أحمد لمنزله وهو يشعر بالأسى والحزن وأخبر والدته بكل ما سمع اليوم فخففت عنه والدته وقالت له أن الزواج قسمة ونصيب وسيأتى اليوم الذى تتزوج فيه بمن تناسبك يا أحمد لا تعطى الأمر أكثر من حقه ،وانتبه لعملك ولكتاباتك فأنا أرى لك فى المستقبل شأناً كبيرً يا حبيبى ، قبل يدها أحمد وتوجه لغرفة مكتبه وقد عزم النية على أن يصبح فعلا ذو شأن كبير فى يوم من الأيام وأمسك قلمه وبدأ يكتب ويكتب حتى أنهكه التعب وقام لينام بغرفته وتذكرها أحمد ورأى طيفها أمام عينيه وهى تبتسم له وراح فى نوم عميق ..
مضت الأيام سريعة ومتلاحقة ولم يعرف أحمد أى شيء عن مها بعد ذلك وكرس كل وقته ومجهوده للكتابة ولم يعد يشغله فى الحياة سوى عمله وكتاباته حتى صار معروفاً بين الأدباء ويحضر ندوات ثقافية وتعرف على الكثير من الكُتاب والمؤلفين وأصحاب دور النشر فى مثل هذه الأماكن وأتفق فيما بعد مع أحد دور الطباعة والنشر على نشر أول القصص الخاصة به ، وفجأة تعالى صوت فى المكان أستاذ / أحمد ... يا أستاذ/ أحمد سليم ، تلفت حوله فجاة فتنبه لأنه مازال فى القاعة الخاصة التى يتم تكريمه فيها عن روايته فاعتدل أحمد وقد مر شريط الذكريات أمام عينيه فابتسم وكان أحد الحاضرين يريد أن يوقع له على نسخة من روايته التى قد إشتراها منذ قليل وبينما هو يوقع على الرواية شاهدها أمام عينيه بالفعل إنها / مها أنا الآن لا أحلم أنا لا أتخيلها كانت تتجه إليه وفى يدها روايته واقتربت منه وطلبت منه التوقيع على الرواية فقام بالتوقيع بالأحرف الأولى وكتب لها إهداء من كلمة واحدة " اذكرينى " نفس إٍسم الرواية التى كتبها وكانت هى بطلتها استأذن منها قبل أن تنطق بحرف واحد وتركها وتوجه إلى القاعة لمقابلة الجمهور الذى شعر بأنه أنساه كل شيء مضى فى حياته مع مها وكما وعد والدته بالشهرة يوما ما فهو الآن بالفعل يشار له بالبنان وبات من أفضل الكُتاب فى الوسط الثقافى العربى وبنظرة سريعة من عينيه على المكان الذى كانت تقف فيه مها وجدها وقد تركت المكان وانصرفت حينها فقط أيقن أحمد أنه يستطيع الحياة ويستطيع النسيان ..

النهاية
Image may contain: one or more people and text

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق