الاثنين، 14 مايو 2018

الســـــــياب في أحــــــــــزانه ----- الشاعر المبدع د.المفرجي الحسيني ـ العراق


الســـــــياب في أحــــــــــزانه
----------------------------
حزين تَوجِّعه في القلب، ثقيل
لما ترّج الدنيا مطرا متصلا، يحزن
فتزّج في مقلتيه مطر
أية وحشة يبكي مع المطر
يوجعه النسيم لرفاء الدني، هجر
ما انصف الناس، ما رحموا المريض
يأتي من موطنه مغتربا
يحسّ حزنا، وحيدا، يأكل نفسه
الدنيا بلا طعم، حيرة
قتل مرارا، وحيدا، يلوب
يكتب حزنه شعرا، تألم للحد الذي به مات
هل بعد الموت من ألم
أمضى شوقه لحب الوطن
ماله غير نسيم، وماء الوطن
لا تلّذ له الدنيا ،على الرمال ،على الخليج
جلس الغريب، يسرح البصر المجيد
يهدهد اعمدة الضياء، بما يصعد من نشيج
اعلى من العباب، يمد رغوة من الضجيج
صوت تفجر في قرارة نفسه ،عراق
كالمد يصعد ،كالسحابة، كالدموع في العيون
الريح تصرخ
الموج يعلو
ليس سوى مليء فمه، عراق
يلتّذه، يغني، يبكي يشم طراوة اكمام النخيل
حزنه شوقا
يعود يتنفس، ويحزن، يتمزق
يتشقق الكبد ، كالطين
يموت شعرا، شاهدا يدين
تعذب ،عاش عمره القصير، على صليب
قتل بالحزن، بالغربة، بالتدريج
يموت شيئا فشيئا ،جرح عميق في القلب
عمره ينزف دما، مزرق، فرط الالم
مات نصفه ،حيا ميتا
ميت، لا يكذب الاموات
وان غير القلب، منبعا فيا ألق النهار
اغمر بعسجك، العراق
فان من ماءه ،وطينه، دمي
طول حزن، وغربة، نام في سرير ابيض
صار أيوب ،لك الحمد، مهما استطال البلاء
وان للمصيبات، بعض الالم
و الجراح هدايا الحبيب
اضم للقلب، باقاتها
أخلفَه المرض، وتعب
يمرض، لِيهَب لنا العافية
لِيهِب لنا شعرا
دافئ ساخن حي
مات حزينا، به حنين الحب
قلبه يفيض، فعل النبع
ما من مجرى، اختنق، والدنيا واسعة
***********
د.المفرجي الحسيني
السياب في احزانه
العراق/بغداد
14/5/2018

Image may contain: 1 person, text

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق