* فقيدة الفن و الإبداع * قصة قصيرة بقلم حسيبـــة طاهـــر
كان جمع صغير من الناس يبدو من مظهرهم وكلامهم أنهم مثقفون، بباحة المطار ينتظرون جثمان الكاتب الكبير المتوفى بالمهجر ، كان المطارمكتظا بالصحفيين والمسؤولين ...
- قال أحد المنتظرين للجثمان : يبدو أن صديقنا الأديب أصبح مرموقا ،أنظر للجمع الكبير من الصحفيين وكبار المسؤولين المنتظرين لجثمانه .
- قال الآخر: أنظر، أنظرإلى الفرقة الموسيقية هناك ، يبدو أنهم سيستقبلون جثمانه بموسيقى عسكرية ...
- قال الأول: أجل ، أجل ... والورود ... آه ياصديقي الأديب ،وأخيرا الوطن الذي همشك و أهملك و أقصاك ...سيعترف بجهدك وقيمتك حتى ولو بعد موتك ....
وصل التابوت الأسود ...وفي نفس الوقت الذي توجه فيه العشرات لاستقباله ... تسارع المئات ومنهم المسؤولين الكبار و الصحفيين و الفرقة الموسيقية لاستقبال تابوت آخر مغطى بالعلم الوطني ... وقال أحد المقدمين بمحطة تلفزية /كان يبث نقلا مباشرا/ وهو يكاد يختنق من البكاء : في هذه اللحظات التعيسة و هذا الجو المهيب ،وصل جثمان أحد رموز الثقافة الوطنية ،فقيدة الفن و الإبداع ،معبودة الجماهير الراقصة *فاتن*.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق