الاثنين، 26 ديسمبر 2016

11-فكر وثمر بقلم الكاتب والأديب #عصام_قابيل


11-فكر وثمر
 في بهو القصر وأمام عرش الملك المرصع بالأحجار الكريمة وسجاد من ريش النعام إجتمعوا ينعون رئيس الوزراء الذي وافته المنية ومدحه الحاضرون -الملك والحاشية- ثم قال الملك
_نحن الان بصدد إختيار خليفة له , فمن يرى في نفسه أن يملأ هذا المكان ؟
صمتوا جميعا وكأن على رؤوسهم الطير
ثم تقدم ثلاثة من الوزراء الواحد تلو الآخر على إستحياء , فقال لهم الملك
_ حسناً ولكن ........ لابد من إختبار ولائكم وتحملكم المسئولية
قالوا بصوت منخفض 
_أمرك مولانا
قال الملك
_ سأعطي كل منكم مهلة عشرة أيام ليجمع أحلى ثمار من التمر ويأتيني به
...ذهبوا جميعاً
فأما ناصح فقد قال
_ ماطلب مني الملك ذلك إلا ليعرف مهارتي وقدرتي على التحدي وتحملي المسئولية 
 وكان بإمكان الملك أن يرسل غيرنا لهذه المهمة ، لكنه وثق بمحبتنا له وهو الذي أنعم علينا ورفع قدرنا ، لذا فعلي أن أختار له أجود التمر وأطيبه . وراح يتسلق أعالي النخيل وينتقي أحسن ثمرها وأنضجه ، حتى ملأ الجراب بعد عناء وتعب طويلين أنهكاه. لكنه كان يشعر بسعادة عظيمة لأنه قدم لمليكه ما يصطفي من الثمر.
وأما عثران فقال 
 _إنما أراد الملك أن يختبر امتثالنا لأمره ، وما هو بحاجة إلى التمر الذي سنجمعه . فلم يكلف نفسه عناء تسلق النخيل ، وإنما راح يطوف حولها ويجمع ما تساقط من بسرها ورطبها وتمرها وحشفها ، فاجتمع له في الجراب مما حسن ومما ساء شيء كثير 
وأما حزين فقال
 _ إن الملك ماأمرنا بهذا إلا ليشقينا ويتعبنا حتى نزهد في المنصب ولاقبل لي بالتعب وماهو بمفتش علينا فملأ أكياساً من الهواء وربطها بإحكام
حضروا جميعهم ووضع كل منهم ماجناه إلى جواره
نظر إليهم الملك متفحصاً ثم قال
_والآن فليذهب جميعكم إلى السجن 
نظر بعضهم إلى بعض في دهشة وحيرة ولكن ماالحيلة فلابد من تنفيذ الأمر الملكي
ذهبوا إلى السجن جميعاً وحرموهم من الطعام والشراب ثم بعد برهة دفعوا إليهم بما جنوه من الثمار
 أكل ناصح بنهم ومتعة ولم يكترث بالأمر... وأما عثران فقد أكل طيب الثمر في بادئ الأمر ثم لما طال عليه الوقت... أكل رديئه غصباً 
وأما حزين فلم يجد إلا أكياس بها هواء ظل يصرخ ويستجدي الطعام ولكن لم يجيبوه 
بعد فترة من الزمن أمر الملك بإخراجهم من السجن 
فخرج ناصح بمنتهى القوة والعنفوان أما عثران فخرج مريضا يزحف على قدميه
أماحزين فوجدوه ميتاً
 #عصام_قابيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق