عندما يعزف الرصاص
احمدفتحي هاشم
نسبي و نطرد يا أبي و نباد
فإلى متى يتطاول الأوغاد
و إلى متى تدمي الجراح قلوبنا
و إلى متى تتقرح الأكباد
نصحو على عزف الرصاص كأننا
زرع و غارات العدو حصاد
و نبيت يجلدنا الشتاء بسوطه
جلدا فما يغشي العيون رقاد
يتسامر الأعداء في أوطاننا
و نصيبنا التشريد و الإبعاد
و تفرخ الأمراض في أجسادنا
أواه مما تحمل الأجساد
كم من مريض مل منه فراشه
ما زاره آس و لا عواد
نشرى كأنا في المحافل سلعة
و نباع كي يتمتع الأسياد
في نهر "جيحون" الحزين مراكب
غرقت و دنس صفوه الإلحاد
و علي ضفاف النهر جثة زورق
يبكي على أشلائها الصياد
و أمامه دار على جدرانها
صور يجدد رسمها و يعاد
صور تلونها دماء أحبة
غرسوا أصول المكرمات و شادوا
رحلوا و للقرآن في أعماقهم
ألق أضاء نفوسهم فانقادوا
أنى اتجهنا يا أبي ظهرت لنا
إحن يحرك جمرها الحساد
أو ما ترى من فوق كل ثنية
صنما يزيد غروره العباد
نصحوا على أصوات ألف مبشر
عزفوا لنا أوهامهم فأجادوا
جاءوا و سيف الجوع يخلع غمده
فشدوا بألحان الغذاء و جادوا
أما دعاة المسلمين فهمهم
أن تكثر الأموال و الأولاد
هم في الخوالف حين ينطق مدفع
و إذا تحدث درهم رواد
أرأيت أظلم يا أبي من صاحب
تختال في أعماقه الأحقاد
يسعى ليبني بالخداع حياته
أرأيت صرحا في الهواء يشاد
أين الأحبة يا أبي أو ما دروا
أنا إلي ساح الفناء نقاد ؟
أو ما دروا كم دمية في أرضنا
تعلو و كم يزري بنا استعباد ؟
أو ما لنا في المسلمين أحبة
فيهم من العوز المميت سداد ؟
ما بال أخواتنا إستكانوا يا أبي
لا شامنا انتفضت و لا بغداد ؟
قالوا الحياد و تلك أكبر كذبة
فحيادهم ألا يكون حياد
هذي بساتين الجنان تزينت
للخاطبين فأين من يرتاد ؟
يا ويحنا ماذا أصاب رجالنا
أو مالنا سعد و لا مقداد ؟
نامت ليالي الغافلين و ليلنا
أرق يذيب قلوبنا و سهاد
سلت سيوف المعتدين و عربدت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق