الأربعاء، 4 مايو 2016

مدينتى الشهباء بقلم / شاعر فلسطين : صالح إبراهيم الصرفندي

مدينتى الشهباء

بقلم / شاعر فلسطين : صالح إبراهيم الصرفندي

مدينتي الشهباء 
هل القيامة قامت يا 
أبتي 
السماء دخان والأرض مشتعلة أين 
حارتي 
الكل يهرول في كل الاتجاهات ويصرخ الله أكبر على 
الظالم
أطفال تبكي وشيخ على عكازه وسيارات الإسعاف لا 
تتوقف 
هل القيامة قامت يا 
ولدي 
جيراني وأصدقائي محمولون على الأكتاف في 
النعش
هنا كان بيتي في الطابق 
العلوي 
من جاء به الى أسفل 
الوحل 
أفتش عن حاجات أولادي عن بعض ما تبقى من 
ذكرياتي 
هذه شهادة أحمد غطاها الركام في لحظة ضعف من 
الزمن
وهذه لعبة بسمة أُحرق نصفها من 
اللهب 
وهذه بقايا دم منقوشة كوشم عار على 
الحجر 
السنا عربا يا أمة القرآن 
والقمم 
من القاتل والمقتول يا أصحاب النخوة في 
الظلم
هناك كانت حارتي وهنا ستُكتب 
نهايتي
حلب عصية على الطغاة واسألوا عماد الدين ونور الدين مع 
العجم
لن أبكي يا حلب فعربك فرطوا من قبل في مسجد
صخرتي
لن أناشد ملوكا باتت قصورهم وهن على 
وهن
لن أناشد شعوبا تمرغت في أروقة من الخذلان
والضعف
مدينتي كانت هنا 
مدينتي الشهباء عصية حتى على التتار 
والعجم 
مدينتي شوكة في حلوق الظالمين يا 
فُرسِ
ماذا تبقى لنا بعد الطوفان والخذلان يا 
عرب 
ماذا أقول لزمرة نامت مع الشيطان في 
وكرِ
أمة كانت مُهابة أيام تمسكها بالقرآن 
والسننِ
الأقصى يناديكم 
ضعت وضاعت معي الشهباء وغزة دُمرت والكل 
متردد
ألم تعرفوا العدو بعد كل هذا الخراب يا 
وطني 
غرسنا الجبن جيلا بعد جيل بعد أن كنا في طليعة
الأمم
****************
كم ناجينا الغيث من غرب حقود وهل يبيت الصقر أسفل 
الوديان 
أشهد الله أننا خُدعنا بالغرب قرونا وما زلنا نصدق عصبة 
الجرذان
أحاول أن أكمل يا شهباء ملحمتي جف حبري وبت أصارع 
الثيران 
يا عربي لا تركض خلف سراب وستجني يوما ذلا 
وهوانا
شربنا الكأس مرات وما زلنا نرتشف مر 
عدانا 
يا شهباء لك الله وغدًا سنذوق حلو 
الأمان


شاعر فلسطين : صالح إبراهيم الصرفندي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق