الرحيل
بقلم الشاعر / منذر قدسى
...........
هَمَمْتُ بالرحيلِ
وجَمعْتُ من كلِّ زوايا
العشقِ
اشواقي
وَمحيْتُ
كلَّ أسماءِ العاشقاتِ
التي دونْتُها على
صَفحاتِ
أَوراقِي
وأغلقْتُ أبوابَ أَجفانِي
وصَوتُها صريرٌ
ومنَعْتُ الدمعَ
أن ْيسافرَ في متاهاتِ
أَحداقي
وحَطمتُ زجاجاتِ الخمرِ
التي رافَقنِي
ليلُ نبيذَها في
سُهادِي
ومسحتُ عرقَ جَبيني
بمندِيْلها الذي
راوَدَتْ بهِ
في أولِّ العشقِ
فُؤادي
حتى وِسادَتي
التي خبَئُتُ في صدرِها
كلَّ اسْرارِي
نَسيتِ خليلاً مهاجراً
اِنْ تُنادي
شَعرتُ بأَنِّي
أصبحْتُ جريح َالهوى
وعلقماً مراً جَسَدِي
ولم ْتَعدْ شباك ُالحبِّ
تَرغبُ في
اصْطِيادِي
حتى اَقلامِي
التي رافَقَتْ اَصابِعِي
خانَتْنِي
وأَفرغَتْ
مِن ْقَصائدِ الحُبِّ
مِدادِي
لَملَمْتُ مِنْ نَفْسِي
أشلاءَ نَفْسِي
وَرَميت ُبِرِسالتِي
في مَخْدعِها
وَهَجَرْتُ مَدينةَ الحبِّ
في بلادي
كل أشجار النخيل
ازاحَت ْوَجهَها وأَنا
راحلٌ
لم ْتنظرْ إليَّ
وكأَنِّي أصبَحْتُ
شبحاً مخيفاً
استيقظت ُاﻵنَ
مِن ْرُقادِيُ
حَتى نارِيَّ
التي أَوقدْتُها شعلةً
لتنيرَ دروبَ
عِشْقِهِم
أَطفَئوها وبَعثَروا
فيها رَمادِي
فاخرجْتُ ذاتي
مِنْ ذاتي
ورميتها في قمامة
على أسوار
مدينتها
ومضيْتُ اَنسَلَُّ مُبتعداً
اقارعُ الجبالَ
والبَوادي
حتى اَعلامَها
التي كانَتْ ترفرفُ
لمْ تلوِّحْ ليَّ
مُودِعةً
سَكتَتْ
وكأنَّها كانَتْ ترجوَ
مِنَ السماءِ
ابْتِعادِي
كل ُّالعيونِ
التي تَبارَتْ لهوَ
على مَشاعرِي
خَسِرَتْ مَعرَكةَ
الرهّانِ على
جَوادِي
..............
مُنذر قُدسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق