يَا وَلَدِي
يُؤْسِفُنِي يَا وَلَدِي
تَمَزَّقَتْ أَوْصَالُ أُمَّتِي
وَ هَانَتْ وَ اشْتَكَتْ
هَذِي فَلَسْطِينُ
عَلَى دَرْبِ الزَّمَانِ انْتَكَسَتْ
مِنْ وَجَعِ الْجِرَاحِ
قَدْ بَكَتْ جِنِينُ وَ الْقُدْسُ وَ نَابْلُسْ
وَ غَزَّةُ الْعَصْمَاءُ
وَ الْأَقْصَى بِبَيْتِ الْمَقْدِسْ
يُؤْسِفُنِي يَا وَلَدِي
وَ جَنَّةُ السُّودَانِ
نِصْفَيْنِ بِأَهْلِي انْشَطَرَتْ
وَ لَمْ تَزَلْ بَغَدَادُ فِي الْأَسْرِ حَزِينَةً
سِنِينَ انْتَظَرَتْ
وَ الْجُرْحُ فِي قَلْبِ الْحِمَى
يَنْزِفُ فِي دِمَشْقَ..
فِي صَنْعَاءَ..
فِي طَرَابُلُسْ
يُؤْسِفُنِي يَا وَلَدِي
كَادَ الرَّدَى يَأْتِي
عَلَى أنْفَاسِ حُلْمٍ قَدْ يَئِسْ
فَالْوَاحَةُ الْخَضْرَاءُ تُونْسْ
قَدْ بَلْسَمَتْ جِرَاحَهَا بِالْيَاسَمِينِ
فَوْقَ أَشْلَاءِ النَّرْجِسْ
وَ النَّسْرُ فَوْقَ النِّيلِ
قَدْ عَادَ مُعَافَى
مِنْ سُقَامٍ مُفْتَرِسْ
يُؤْسِفُنِي يَا وَلَدِي
مَا عَادَ بَيْنَنَا الْوِصَالُ دَافِئًا
بِالْحُبِّ يُؤْنِسْ
وَ نَبْضُ أُمَّتِي صَدَاهُ فِي الْمَدَى
يَضِجُّ بِالْآهَاتِ ثُمَّ يَبْتَئِسْ
هَيْهَاتَ أَنْ تَلْتَئِمَ الْجِرَاحُ
إِنْ تَسَمَّمَتْ وَ الْتَهَبَتْ
هَيْهَاتَ أَنْ يَسْتَوِيَ الصَّفُّ
وَ حَالُ آُمَّتِي كَرِيحِ قَفْرٍ
مَا اسْتَقَرَّتْ
تَخَاذُلٌ بَيْنَ الْوَرَى
وَ فُرْقَةٌ يَا وَلَدِي
فَوْقَ الْحِمَى قَدْ عَصَفَتْ.
الرقاص عبد الفتاح
المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق