الجمعة، 9 مارس 2018

قصة قصيرة… ((مقايضة جنسية )) كتبها حسام خلف

قصة قصيرة…
((مقايضة جنسية ))
وقفت نرجس في مؤخرة الطابور،
تنتظردورها الذي لن يصل اليوم ،
لتأخذ بضع خبيزات لعلها تسد رمق العائلة،
بعد اشتداد حصار داعش على المدينة ،
كانت المرة الأولى التي تقف فيها نرجس على طابور الخبز بعد وفات والدتها بقذائف الإرهاب ،
ومرض أبيها ذو ال70 عاما ،
بعدمرور عدة ساعات بدأت قدما نرجس تؤلمانها ،
صارت تقف على واحدة وتريح الأخرى ،
ثم اضطرت للجلوس على حافة الرصيف كالنساء الأخريات ،
في هذه الأثناء جاء أحد العساكر وللعساكر الأولوية في الحرب ،
فيأخذون الخبز دون انتظار ،
حيث كان على المواطن العادي الانتظار لمايزيد على ال5 ساعات او ال 10 أحيانا إن بقي له شيء ،

التفت الشاب إلى نرجس وابتسم ابتسامة تقول في صمت (وجدتها)،
اقترب من نرجس وقال :مساء الخير ،
هل أحضر لك الخبز ،
فرحت نرجس كثيرا ،
وكأنه أخرجها من بئر عميق ،
قالت :بالطبع لو سمحت ،
العسكري :من عيوني ،تكرم عيونك ،
انطلق الشاب بسرعة لإحضار الخبز ،
قالت نرجس في نفسها :الله يكثر من أمثالك ،الحمد لله لازالت الدنيا بخير،ياله من شاب لطيف وودود ،
وعنده لله .
جاء الشاب يحمل الخبز ،
فابتسمت نرجس ابتسامة كبيرة ،
ناولته ثمن الخبز لكنه رفض ،
قال لاأريد نقودا ،واختفت الابتسامة عن وجهه ،

بدا وكأن شيئا أغضبه ،اختفى اللطف والود ،
صارت تبدو بين عينيه وعلى وجهه زرقة ،نظرته حادة ،
أحست نرجس بالخوف ،قالت أعطني الخبز ،
بدا وكأنه لايريد اعطائها الخبز ،
قال وفي سؤاله شيء من الاستغراب :ألا نذهب معا ؟،
تعحبت نرجس !أين نذهب معا ؟.
ازداد غضبه وقال بصوت عال لولاي لبقيت حتى الصباح في الطابور ،

خيم صمت رهيب ،ونظرات عميقة ،فيها ألف سؤال ،
أين الخير في الدنيا؟أين الشرف ؟أين الغيرة ؟أين الإنسانية ؟أين ..؟أين ..؟… .
للأسف كان ثمن الخبز شرف نرجس ،وحياء نرجس ،وحياة نرجس ،وكرامة نرجس ،
كان الثمن نظرة نرجس للحياة ،الحياة اللعينة !التي لاتعرف إلا الغريزة الحيوانية ،
ولاتقيم وزنا لمشاعر الإنسان ،
ماذا لو كنا كموسى ،ع،؟
الذي سقى لتلك الفتاتين دون أن يطالب ب حقه في الأجر،
وهو المشرد بلا مأوى ولا عمل ،
فقالت إحداهن :(ياأبت استأجره إن خيرمن استأجرت القوي الأمين)،
فأعطاه الله بأمانته،وشرفه ،المأوى والعمل والزوجة والاستقرار،
تزوج امرأة من خير النساء ،ابنة نبي الله شعيب ،ع،

(وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان)،
فمالكم كيف تفسدون ؟ومالكم كيف تصنعون ؟بل مالكم كيف تجرمون ،وتنحطون ؟
إن مبدأ المقايضة الجنسية الذي يؤمن به بعض الرجال لهوكارثة أخلاقية ،
ياأشباه الرجال ولارجال ،
ليست أجساد النساء ملكا مشاعا ،
وليست سلعة لتباع بخدمة ،
إلى أين وصلت إنسانيتك ؟
يامن تستغل حاجةأنثى لاتجد من يشعرهابالأمان ،
لتعبث بجسدها دون وجه حق ،
سحقا لهذه الغريزة اللعينة ،
والحيوانية المتجذرة .

https://t.me/hosamkhalafwoord

😔

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق