السبت، 31 مارس 2018

وَحْدِي ولَيْلِي ** الشاعر بشير عبد الماجد بشير السودان .


وَحْدِي ولَيْلِي
***** 
وَحْدِي ولَيلِي وصَمْتي والصَّباحُ أسَىً 
لا أَشْـتَهـيهِ ومـا لي فـيهِ سُـلـوان

وقد ظَـمِئْتُ إلى الأحْداق يَرشُـفُها
من خَـمْرِ بَابِلَ طرفي وهْوَ نَـشْوانُ

خَـمْرَ البريـقِ الَّتي مازالَ يَحجُـبُها
عن كلِّ مُـلتَهِبِ الأحشاء وَسْـنَـانُ

يَـرنُـو بِعَـيْنَيْهِ والأهْـدابُ وارِفَــةٌ
يا لَلظِّـلالِ لـها يَـشْـتَـاقُ ظَـمْـآنُ

وقد تَذَكَّرْتُ لَـيلاً كان يُـؤْنِسُنـي
فيهِ الـجَمالُ وبَـدْرُ اللّيـل غَـيْرانُ

والكونُ يُصغي لأنْـغامٍ تُــرَدِّدُهـا
مِـنَّا القلوبُ وصَوتُ النَّبْضِ مِـرْنانُ

وللمشاعِـــرِ إيــقــاعٌ ودَنْــدَنَــةٌ
وللعَــواطِــفِ إســرارٌ وإعــلانُ

وللأحاسيسِ وَقْـدٌ في جــوانِـحِـنا
كأَنَّ كلَّ فُــؤادٍ فـيـهِ بُــرْكانُ

والـحبُّ يَـمرَحُ والأنْــــداءُ تغـمُـرُهُ
والـشِّعْرُ كالغَيثِ يَـهْمِي وهْوَ هَـتَّـانُ

والآنَ هَـا أنا وَحْــدي لا تُسـامِـرُني
إلاَّ الـشُّـجـونُ وآهَــاتٌ وأحــزانُ

والصَّمتُ يَصْخَـبُ مَـزْهُـوَّاً ينادِمُني
بئْسَ الـنَّديـمُ تَـراءَى فـيهِ ثُـعْـبـانُ

يَــفـحُّ يَـنــْفُــثُ سُـمَّاً كم أُكابِــدُهُ
وإنْ تَـضَجَّرْتُ يَـبْـدو منهُ طُـغْـيـانُ

يا ليلُ حَـسْبُكَ .. ما أبْـقَيْتَ من أمَـلٍ
وكلُّ بَــرْقٍ بَـــدا لي فـيكَ خَــوَّانُ

متى يَـعُـودُ حَـبـيـبٌ أنْتَ تَـعـرِفُـهُ
وكنتَ ثالِـثَنا والـنَّـجـمُ يَـقْـظَـانُ

يا لَـيْلُ حَسْبيَ ما لاقَـيْتُ من عَـنَـتٍ
قد ضـِقتُ ذَرْعَاً فَهَلْ لي منكَ مِعْوانُ

وهَـلْ أراكَ قَـصيراً تَـكْتسي ألــقَــاً
من الـبـَهـاءِ وعُــمْــري فيكَ جَـذْلانُ .

***
بشير عبد الماجد بشير
السودان .

هناك تعليقان (2):

  1. شكري وتقديري لأسرة مجلة الإبداع للشعر والادب والتحية للجميع .

    ردحذف
  2. شكري وتقديري لأسرة مجلة الإبداع للشعر والادب والتحية للجميع .

    ردحذف