السبت، 31 مارس 2018

ملحمة العودة _البحر الوافر ـ الشاعرة زكيَّة أبوشاويش _ أُم إسلام


ملحمة العودة ______البحر الوافر
إلى العلياءِ أرواحٌ تهادت ___وأعراسُ المحبَّةِ في السَّماء
وأفكارٌ تعانقُها المعاني ___لأفعالٍ لها جُلُّ ... الوفاءِ
إذا حاقت كروبٌ لا تبالي ___ فلا جنٌّ كشعبٍ في المضاء
ينادي كُلَّ محرومٍ لعودٍ ___ فأوطاني تحنُّ إلى اللقاءِ
رياحُ الشَّوقِ تجني كُلَّ فخرٍ ___وتعلو بالقلوبِ من الجواءِ
تضحِّي كُلُّ مُرضِعَةٍ بعضوٍ ___وتكتملُ الجسومُ لدى الولاءِ
...............
أراني قد نثرتُ الحقَّ لمَّا ___رأيتُ الدَّاءَ في قلبِ الدَّواءِ
ضحايا للخلودِ فلا بقاءٌ ___ وقد طارت قلوبٌ في الفضاءِ
فغدَّارٌ .. وقنَّاصٌ .. ولصٌّ ___ سيدعمُهُ خؤونٌ في الخفاءِ
يُصفِّقُ في الحنايا كُلُّ قهرٍ ___ فترتفعُ الأيادي ... بالدُّعاءِ
دعاءُ القابضينَ على جراحٍ___ يزلزِلُ من رأى عُنفَ البلاءِ
وعزمٌ لا يجاريهِ مقيمٌ ___ على شهواتِهِ حتَّى المساءِ
................
يتابِعُ نشرةَ الأخبارِ منها ___ يُقَرِّرُ أن يعيشَ بلا عناء
فلا للقائمينَ على حقوقٍ ___ لناءٍ غيرَ أجواء الخواءِ
فهل شرَحَت صدورَ مطالبيها___وقد ماتت مبادئُ لاحتواء
يُزيغُ العقلَ مع وهمٍ تراءى___ لحقٍّ للِّصوصِ وللجراءِ
توتَّرَ كُلُّ نبضٍ في عروقٍ ___ وما للماءِ حصرٌ كالدِّماء
وثلجُ الحقدِ سدَّ لهُ مجاري ___ففاضُ الدَّمعُ من حرِّالجفاءِ
................
تلوَّنت القلوبُ وسادَ لونٌ ___ يصارعُ حامِلاً كُلَّ الوباءِ
ويصفو قبل إعلان المنايا ___ طقوساً من سعيرٍلانحناءِ
وهذا حُكمُ من يقضي بحقٍّ___وقد دُفنت عقولٌ في غُثاءِ
وبحرُالجورِ يجري بانسيابٍ___فلا موجٌ ولا زبدٌ بماءِ
لنا بحر يبيتُ بلا ... هديرٍ___ ليبقى شاطئٌ أمَلَ الصَّفاءِ 
يَحارُ مَحارُهُ ممَّن جناهُ ___ فهل أضحى التَّذلُّلُ كالإباءِ
................
لقد شُقَّت صدورٌ بالأماني ___ فهل سَعِدَت قلوبٌ من هباءِ
أرى الثَّكلى تثورُفلاعزيزٌ ___ يوازي فقدَها يومَ التَّنائي
وهذي الأرضُ شدَّت كُلَّ حُرٍّ___لتحريرٍ وكُلٌّ ... للشِّراءِ
لقد رخُصَتْ دماءٌ في لقاءٍ ___لأعداءٍ وصالت بالرُغاءِ
وجادَ المخلصونَ وما رأينا___سوى الأكفانِ عوناً للإماءِ
أراني في خضَمِّ الحُزن أهذي ___بصمتٍ قد تبخَّرَمن وعائي
..................
وسالَ الوهمُ في شريانِ صَبٍّ___ فجاءَ بِكُلِّ تاريخِ البلاءِ
فكانَ خيارُهُ ما جرَّ صبراً ___إلى صبرِالمُعنَّى من شقاءِ
إذا ضاقت ثيابُ الحُرِّ يوماً ___ فلا نزعٌ بقولٍ من جراءِ
ستنهشُهُ كلابُ الصَّيدِ حتَّى ___تُمَزِقَ لحمَهُ لا من عداء
فلا ثوبٌ سيستُرُهُ ... ولكن ___ سيفهمُ بعدها معنى العُواءِ
وينهضُ بالجراحِ وقد تحدَّى___صنوفَ البطشِ في قلبِ العراءِ
..................
أيا شعبَ البُطولةِ لَستَ إلا___ ضحيَّةَ انحناءٍ في الغلاء
من الجهلاءِ والوجهاءِ حتفٌ ___ وسَحقٌ قَادَهُ طَمَعُ الدِّلاءِ
وكُلُّ صحيفةٍ بدأت بحرفٍ ___تقادَمُ عَهدُها لا من جلاءِ
فثعبانٌ رأى جُحراً قديماً ___ بأعلى قمَّةٍ تبدو ... لراءِ
فجاسَ خلالها مع كُلِّ سُمٍّ ___ حواهُ على مدى عُمرِالرَجاءِ 
وصالَ بِكُلِّ ركنٍ يرتئيهِ ___ فدان الجُحرُ من ضعفِ البناءِ
.................
وجادَ بِكُلِّ وصلٍ من هوانٍ ___لمن وطأ الرُّؤوسَ بلاعناءِ
ودحرجَ إخوةً من فوقِ سدٍ ___وأمضى للعدوِ بلا رضاءِ
وينزعُ كُلَّ ما يعلو بشعبٍ ___تشوَّقَ من ظلامٍ للسَّناءِ
وذا وطرٌ ... وإرهابٌ تجلَى ___ يُقرِّرُ ما يشاءُ بلا قَضاءِ
إلى من نشتكي وَقُضاةُ عدلٍ ___من الأعداءِ تبطُشُ بالمُوَاءِ
وتقلِبُ كفَّةَ الميزانِ حتَّى ___ لَتَخنُقَ كُلَّ أنفاسِ المِراء
...............
وحيدُ القرنِ ماتَ ولا عزاءٌ ___إذا ماتَ الزَّعيمُ بلا اجتراء
وأموالُ العروبةِ يحتسيها___ وحيدُ القرنِ في قصرالغباءِ
أرى الأيامَ تكشِفُ كُلَّ خبءٍ___من المخزونِ في صدرِاللِّواءِ
فلا عاشَ الجبانُ وذا ربيعٌ ___ يُجَدِّد ما ذوى تحتَ اللِّحاءِ
ولي أملٌ بعودةِ كُلِّ حُرٍّ ___ وذا وطنٌ يحنُّ لكُلِّ جائي
وأختمُ بالصَّلاةِ على نبيٍّ ___بِهِ العَدلُ المُقامُ بلا التواءِ
..................
السَّبت 13 رجب 1439 ه 
31 مارس 2018 م
زكيَّة أبوشاويش _ أُم إسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق