( تابع قصة حرف ) .. ( 25) .. (مُنذُ أَنْ وَطِأت أَنَامِلِي الوَرَقَ ) ...بقلم / عابر سبيل د. مهندس / إياد الصاوي
نُغِفلُ المسافاتِ وَنرتَدي الأحرُفَ رِدَاءً للقلوبِ ... مُثيّرٌ ذاكَ
البعيـــــــــد. !!
أَتوحَّدُ بكِ وأمتزجُ حرفاً في مرمى اللغةِ يُتقن
الإشتياق ..
ذاكَ الحرفُ الذي اختفى بينَ سطوري أرقاً ..!!
متى كانت آخرَ مرةٍ لمستهُ أنامِلُكِ البعيدة .. ؟؟!!
كُلما اشتقتُ إلى ملامحكِ اتخذتُه إليكِ سبيلا ..
أيُّها الماكثُ بيني وبيني .... !
متى تَبدأ المناجاااااااااااااااااة ... ؟؟!!
مازلتِ الأنثى التي يُراودُها حرفي عَن نفسِها ..
لــ تتزيّنَ في عينيّي بالقصائدِ .. !!
وذاك الهوى الذي تَسرَّبَ في خلايا أنامِلي ليكتُبَكِ
كَمْ مَلَّ التشبُّث بالفواصلِ مستتراً .. ؟؟!
فقرر لفظَ الشوقِ إلى أطرافِ المدى ... !!
ويعود ليحتضن شَهقاتِ الحروف ضوءً من عينيّكِ ...
وصالاً لقلبي على سطحِ الورقِ ..!
ليس آن تجف الأحرف في ثديّ أناملي .. فلطالما تغذت
بكِ سِرا ...!
أيا حرفُ أنبتَ سَبعاً وازدادَ ضِعفاً من الوَلَه ....
تريّث بين الأناملِ بوحاً فقد جَفَّت محابرُ القصيدِ وقلبهُ لا
يَفيق ..؟؟!!
ثَمَّةَ قلبٍ ما انفَكَّ غناءً بِكِ
الشمسُ والقمرُ يتوارانِ منكِ على خطِ الأُفق ..
ثمة قلبٍ مُبعثرٍ في مداركِ بمائةِ ثانيةٍ من الدَّهشةِ ... !!
يُناجيكِ وينزوي ويستطيّبُ العذابَ .. الحُبُّ والحرفُ
في عينيّكِ ... !
فصلانِ يتعاقبانِ على الورقِ ..
ينتعلا الشوقَ واللهفةَ إليّك سِراً ...
وليس لهم مواسمُ سوى أرصفةِ الجنونِ ... !
ذاك التحديقُ بعينيّكِ ...
كان عبثاً يومَ أن قَرأتُكِ ...
حين اجتهدتُ أن أُلملمَ بقاياهُ ...!
في هذا المدى الورقيّ ....
سجالٌ من خفقٍ وحبٍ ... فهم على مقرُبَةِ ضلعٍ وحجرةٍ من
قلبكِ ...
مازلتُ أَحملُكِ في كَفِّي وَقلبيّ ...
أخشى من نَمائِكِ المتزايدِ بين ضُلوعي .. أن يُوغِلَ
بِقلبي حتى النبع ..
كم أنت متناقض قلبي ... ؟!!!!
أُراوغُكَ ببعضِ الأحرفِ والكلماتِ ..!
وترسُمَ غمازتين على وجهيّ تِهلَالاً كلما أقتربَ منكَ نورُ
محياه ....!!
أَعـــــــدُكِ ..!!!
سوف أُمطِرُ بكِ يوماً ما كما ملأتيني بكِ ..
فــ أنتِ في داخلي أشدَّ غيّمةً وأكثرَ نماءً ..!
على آسنَّةِ الأناملِ قلمٌ عصيٌّ ..
عندما يُغلق الحرفُ عينيّهِ عنى وَيداري وَجههُ نحو الصمت
مُشتَاقاً ...
يمحوا تجاعيدَ روحٍ خاليةٍ تتوقُ لانسكابكِ حياة ..
ولا يفصِلُني عنكِ سوى تَرقُّبُ لهفةٍ ومسافةِ قلم ..!
متسعٌ لحرفٍ على قيّد الورق .. هناك على حافةِ الشفاهِ
كلامٌ
غفوةُ حُلم في حكايا الحٌب ..!!
اتكأ حرفي على القلبِ جمرةَ اشتياقٍ ..
وأنتِ ضلعٌ يَشهقُ في صدري حنينا ..
صَوتُ عينيّكِ في قصائدي .. يُخدِّرُ المعنى ..!
تَتلعثمُ عيناكِ وأنتِ تَقرأيني عشقاً .. أحاولُ حلَّ لغز
قلبيّ بكِ ..!!!
ولا أزداد إلا حنينا وضنى ..!
ووجودكِ قابَ قوسينِ أو أغنيةٍ مِنِّي ..
أشياؤكِ في قلبي تُقيّدني بكِ ..
أزجرها فتلاحقني ..
وأتركها ولا تتركني ..
كَم قَاتلتُ الوحشةَ فيها وهى تجثوا فوقَ مقاعدِ الحُلم تملأُني
حنيناً .....
أظُنني فقدتُّني بَينكِ ....!!!
هُنَّ كلماتٍ أتوكأُ عليهنَّ وأهشُّ بهنَّ على وَلهِي ...
وصوتُ الحرف بينَ الأسطرِ يبتغي مرضاتكِ .. !!!
لطالما كان صوتهُ يُرتِّبُ فوضى مَشاعري بين الكَلِم ..
أتعلمي .. ؟؟!!!
لازالَ هناكَ قلبٌ عالقٌ بكفِّ القدرِ طوقَ مِعصمٍ بنبضٍ لا
يغفو ..
ثمةَ شهقةٍ بين أنفاسِ الحنينِ أراها تُمارسُ الغرقَ بــ
احتراف ..
سُحقاً لأبجديةٍ تَعصي أناملي وَتتَّبعُكِ حيثُ كنتِ ..
عشقتُ حرفَ الضادِ فيكِ ...!!
حين يجعلني قصيدةً وأعيشكِ فيها كلمةً كلمة ..
وأحبُّ فواصلَ اللغةِ المستترةِ في أبياتكِ ..
لا لشيء سوى أنها تمنحني من أناملِ عينيّكِ وأنا أكتبكِ ..
الفرحةَ أضعافاً مضاعفة ..
رُويّدكَ يا حرفُ ..!!
فلا زالَ قلبيّ مسافراً لهُ يحملُ قناديلَ الصَّمتِ ..
ولا زالَ جوفي جائعٌ مِنهُ ..
مُنذُ أن وَطِأت أَنامِلي الوَرقَ ..!!!؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق