الخميس، 29 مارس 2018

العلم هو سلاح ذو حدين بقلم/ أحمد المقرانى


العلم هل هو سلاح ذو حدين؟.
العلم نــــــــور للبــــــــرايا يساق°°°هــــــــــو الدواء شبيهه الترياق
لكن ذلك لا يتـــــــــــم كمـــــــــاله°°°إلا أن تصاحب نوره الأخـــلاق
الماء صاف هو شاف من الضما °°°ويفسد بالتكـدير ذاك المــــذاق
فكـــــم من العلم بــــردة ذهـــــبية °°°تــــــداول على لبســـها الفساق
فتلاعبوا بجمـــــــــــالها لم يعبئوا°°°فتمـــزقت حين أصابها الإخفاق
لم ينفع الإنســان كشــــــــفا لذرة°°°لما تحــــــكم في مصيرها الأفاق
فهي البـــــلية للورى حين ثوت °°° بيد الوحـــــــــوش دماؤها تراق
أما نواســــــف نوبل فأصبحت°°°بيد الصفيق أهــــــــدافها الإحـراق
الحمد لله،أول آية نزلت على رسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم هدفت ورمت إلى تنبيه الإنسان إلى ضرورة العلم والمعرفة ،المعرفة والعلم بشتى فروعهما ، وقد كانت عبارة علم الإنسان ما لم يعلم كافية لتشرح ما ذكر.الدارس للقرآن الكريم والأحاديث الصحيحة يدرك الأهمية التي أولاها الإسلام للعلم والمعرفة والمنزلة التي وضع فيها العلماء وذوي المعرفة وكيف حث وتحدى العقول من أجل العلم والمعرفة .ومن أمثلة ذلك قوله تعالى:أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت،الإبل آية من آيات الله تدب على الأرض، وتدعو للبحث فيها والتعرف على أسرارها، فهي التي تجوب الأراضي القاحلة لأيام وأيام مزودة بخزان يدخر الماء ولا تتعرق حفاظا عليه، وهي أيضا بناء على القحط والجفاف تدخر في سنامها زادا من الشحوم ترجع إليه وقت الحاجة ،وطول عنقها يوصلها إلى قمم الأشجار التي لا تصل إليها العواشب الأخرى شفاهها الغليظة تقاوم الأشواك وأهدابها الكثيفة ترد على عيونها عاديات الغبار والرمل، وخفها المستدير يمنع غوصها في الرمل وكثير من الخصائص يمكن أن تكتشف لتكون داعية للتأمل والعبر. وقس على ذلك الكثير من إشارات المعارف وردت من أجل الموعظة الحسنة والهداية بالرفق.
لم يكن في نية عباس بن فرناس وهو يحاول الطيران ولا الأخوين رايت أن نتيجة محاولاتهم هي طائرات تحمل بالقنابل لتقصف المدنيين البرآء وقد كانت أكبر جريمة في هوريشما وناغازاكي لما حملت الطائرة أسباب الفناء وحرقت بها الأطفال والنساء والشيوخ،وإلى اليوم أصبحت أضرار الطائرات أكثر من نفعها. ولم يكن في نية الفريد نوبل أن ابحاثه في مجال الكيمياء واكتشافه تركيبة الديناميت الذي كان قصده أن يستعمله الإنسان في شق الطرقات وحفر أنفاقها واستخراج المعادن من مناجمها وتنجيم أحجار البناء والرخام من محاجرها ،ولم يتصور أن اكتشافه سيصبح براميل متفجرة تسقط على الأطفال والنساء والشيوخ البرآء فتحرقهم وتهدم ديارهم وتشرد المحظوظين منهم. كذا بقية الأبحاث في مجال السلاح وتطويره التي كانت فقط من أجل الدفاع عن النفس، اليوم استعمل هذا السلاح لاستعباد الإنسان لأخيه الإنسان وانتزاع لقمة عيشة وإخراجه من دياره وأرضه وزاد التفنن في اكتشاف السموم التي تقتل وتخنق وتبيد مع الإبقاء على ممتلكاته فبئس مثل هذا العلم وبئس الإنسان الذي حول فضل العلم إلى نقمة وعقم.
الإنسانية كلها مطالبة اليوم بالحد الجدي من خروج العلم عن السيطرة بترشيده وتنقيته وجعله فقط في خدمة السلام ورفاهية وتقدم الإنسان. 
29-3-2018 أحمد المقراني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق