الاثنين، 2 يناير 2017

الراقصة والزبال قصة بقلم /عصام قابيل

- الراقصة والزبال
قصة بقلم عصام قابيل
الحلقة الاولى
****************
خرجت سونيا بوجهها الجميل الأبيض وشعرها المنسدل الأسود من صالة الرقص بشارع الهرم قرب الفجر وهي تتمايل ثملة سكيرة تتسند على الحوائط والسيارات المركونة إلى جوار الرصيف , ولم تلحظ عم جميل عامل النظافة (الزبال) بوجهه الذي يميل للسمار والذي ظهرت عليه آثار سنين الشقاء وهو يسعى نحوها ليسندها قبل أن تسقط على الأرض وفجأة إنتبهت له وسألته
_ إنت مين ؟
قال الرجل 
_خدامك ياست هانم
قالت وهي تضحك ضحكة رنت في الفضاء 
_ تعالى ياخدامي أسند عليك
قال عم جميل
_تحت أمرك ياست هانم
قالت وهي لازالت تضحك ضحكتها العالية
_ شيلني ياخدامي
قال الرجل وقد إحمر وجهه من الخجل
_ مايصحش ياست هانم أنا ساندك لحدماتمشي
قالت وهي تشده
_ بقولك شيلني ياراجل مش قادرة أمشي
قال الرجل
_ ماتآخذنيش ياست هانم معرفش أعمل العيبة
ضربته على صدره معلنة غضبها عليه ,
ظل عم جميل يسندها حتى ظهرت سيارة أجرة فلوح لها ووقفت , وقال عم جميل 
_ فين ياست هانم ؟
قالت سونيا
_ مصر الجديدة ياخدام
ورنت ضحكة تفجر صداها في السكون الرهيب ثم اردفت
_ إنت مش جاي معايا يامقطف ؟
إشتد وجه عم جميل إحمراراً فلم يكن متعودا أن تهينه إمرأة إلى هذا الحد
سندها حتى ركبت وهم ساق التاكسي أن ينصرف فإذا بعم جميل يصرخ
#عصام_قابيل
الراقصة والزبال
قصة بقلم عصام قابيل
الحلقة الثانية
*****************
توقف سائق الأجرة ونظر إلى عم جميل الذي لهث خلفهم وبيده حقيبة من البلاستيك وبها بعض المحتويات الثقيلة لم يعرف ماهي وبمجرد أن رأتها سونيا قالت
_قزازة الخمرة هاتها ياحرامي
وهنا تمنى عم جميل لو كان سكبها على الأرض أو تركها ولم يكن حملها , وإنتابه شعور بغيض وألم في ضميره ليس له حدود أنه حمل زجاجة الخمر
إنطلقت السيارة مسرعة وجلس عم جميل على الرصيف يؤنب نفسه
وشق آذان الفجر السكون وكأنما جاء غوث السماء لعم جميل فترك أدواته وأخرج زجاجة مياه يدخرها للوضوء وتوضأ وفرد كرتون كبيرة وصلى عليها
جاء المساء التالي وتكرر المشهد
سونيا تخرج سكيرة وعم جميل يتردد هذه المرة خشية أن يقع في نفس محظور الأمس إلا أنه لم يستطع منع إنسانيته من مساعدتها مع تحفظه أن ينبهها أن لاتترك شيئاً ولكنها هذه المرة اخرجت من كيسها نقودا كثيرة وأعطتها له...رفضها الرجل لكنها أصرت ...وهكذا ظلت تعطيه كل يوم مايخرج من كيسها والرجل لايريد أن يصرفه خشية الحرام ثم فكر بعد ذلك أن يعطي هذه الأموال لسيدة فقيرة تفترش الأرض وتلتحف السماء بجوار منزله 
وهكذا دارت الأيام ويتكرر المشهد حتى كان ذات يوم خرجت سونيا ولكن في هذه المرة كانت في وعيها وتتأبط ذراع رجل يبدو عليه الاناقة والهيبة في نفس الوقت ووجهه يكاد ينفجر احمرارا من العز .
وكان عم جميل قد وقف ينظر إليها ولمحه الرجل فلفت نظره فظل يتعقبه بنظراته حتي وصل إلى سيارته وهنا نادت سونيا على عم جميل كي تعطيه مااعتادت أن تهبه له...فتعجب ذلك الرجل المهيب منها فلما إقترب عم جميل منها إذا بالرجل ينهره ويصيح في وجهه
ذُعر عم جميل وابتعد مسرعاً مفزوعاً وظل هذا المشهد يعكر صفوه حتي جاء الغد وقد قرر أن لايقترب من سونيا مرة أخرى خشية الإهانة لكنها أتت إليه ولم تكن قد شربت الخمر في هذا اليوم ووقفت تنادي عليه
ذهب إليها على إستحياء وقد بدا عليه القلق فقالت له
_ ماتخافش ياعم جميل هو مش هنا وماتزعلش حقك علي...أصله علشان راجل مهم بيخاف حد يقرب منه
قال الرجل
_ وأنا هاعمله ايه ياست هانم ماانت شايفاني راجل غلبان
قالت :
#عصام_قابيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق