الأحد، 1 يناير 2017

سجينة الجسد .... بقلم : هبــــه عبد الغــنـــي

سجينة الجسد ....
بقلم : هبــــه عبد الغــنـــي
ظلت تحملني .. تحملني .. كنا توأمًا خلقنا وولدنا وعشنا توأمًا .. شعرنا الذهبي خصلة واحدة .. عينانا الخضراوان ورقة شجر واحدة .. شفاهنا الرقيقة تخرج منها نغمة واحدة ... نفس النسيج نفس الأنامل .. لكن نسيج أحدنا لم يكن بالكامــــــل .. ظلت توأمي تحملُني لتعثر خطواتي .. ظلت تقترب وتبتعد وهي تحملني لتُنسيني تفردي في خَلقي بقدمين ضامرتين ... تدور وتدور تتناثر ضحكاتي .. تحملني .. تتــحملني .. تنسج من عبئي فرحة ومن آلامها حياة ... كبرنا توأماً .. ومازالت قدمي تُعثرني .. ومازال العجز يوحدُني .. يوحدُني في ظلام الليل ... فالليل له نجومٌ تؤنسه .. والله خلق لي توأمًا تحملني وتؤنسُني .. تداوي آهاتي المكبوتة المسجونة في هذا الليل ... رغم الشمس التي تلسعني لتذكرني بحنو الأخت .. فبداخلي ليـــــــــلٌ ليـــــــــل .. وحولي سجـــــنٌ سجـــــن .. تمزق أختي ظلام الليل وتخلق طاقات من نور الفجر .. تلفني بذراعيها تحملني تدور وتدور .. لتدور معها الأيام وتطوي صفحاتي معها ... ويتم الفصـــــــــــــــــل .. وإذا بنجمتي تسقط .. تضعف وتهوى .. ترحـــل وتتركني رقيدة وحيدة في ظلام الليل ... وهي التي كانت تحملني ... ها أنا أحمل كفنها ... والحزن والسجن والليل يمزقــــــــــــــــني .. أشلاء أشلاء أشلاء .....
Image may contain: one or more people

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق