الأحد، 29 يناير 2017

{ من وراء الصحيفة } بقلم الشاعر علاء الغريب / كاتب صحفي

{ من وراء الصحيفة }
قالت ... 
أغار عليك من الجُمل
أغار ان تلامس حروفك الزهور
فتعشقك وردة حمراء
عنقها يملأه الإغراء
تثيرك فتنثر على جوعه القُبل
أو أن تهيم بـ نثرك ملاك شقراء
من أجلك تركت مملكة الحكماء 
جاءت إليك وارتمت بين يديك
قادمة من كوكب زُحل
أو أن تلفح أوراقك
عاصفة هوجاء 
تنثر حروفك في الهواء
 فـ يعشقك بعد أن يقرأها القمر 
أو أن يتسلل شهب من السماء 
يبحث عن وهجه الضائع 
بين دفء حروفك 
فـ يطيب له البقاء
أو أن تتخلى العنقاء
عن رمادها من أجل حبورك
سوف أعترف لك هذا المساء
إني تعبت يا سيد النساء
من ملاحقة غيابك وحضورك
ومن ظنوني ...
فقد ذابت بـ مراقبتك زبدة عيوني 
وحُبك أوقعني في شباك الحيرة
وأصبحت تلازمني وتقتلني الغيرة
والشك في داخلي صهيل خيول 
يحطّم مرآة قلبي .... يصول ويجول
.......... وأنت تقول 
إن كان في الحب جنون .... فـ جني 
فلن أتخلى عن حرف من الحب سكنّي
فـ سوف أجن يا سيد القلب وأثور
فلن أدع قصائدك تأخذك عني
فأنا لك وأنت مني
وقد قتلني هذا الشعور
فـ إعترف وقل ... فإن الله غفور
لما تواعدك كل يوم الكلمات 
فهل تعشقها وتعشقك أكثر مني
....... من أجل هذا
أصبحت أنزع وجهي كل مساء 
أبدّله مع وجوه وأقنعة الغرباء
أطفئ النور
وأرتدي طاقية الإخفاء
أتغلغل بين السطور
وأمشي خلف ظلال قلمك وأدور
اقرأ ما تكتب .... فـ أجن وأثور
حروف عشق تفيض گ الأنهار
...... أشواق لا تسعها البحار 
....... شفاه وقبل من نار
......... أنفاس تقتلع الجدار
 فـ أدعي أن يصبح قلمك مبتور 
أو أن تصاب عيوني بـ الرمد
وأن لا يبقى من الشعراء أحد
أصبحت عاشقة يقتلها الفضول
الاحق الحروف المستعارة
والجُمل .... وحروف الإشارة
دثرتُ كتب الشعر في مغارة
دعوتُ أن يحرقوا ويغرغوا حروفك التاتارا
ومارست ضد حروفك جميع الطقوس
دعيتُ ألف دعوة على قدموس
حاولتُ أن أسجن جنون شعرك داخل فانوس
وأنت يا أنت كما أنت 
وأنا كما أنا
 أجن إن رأيت حرف بين أناملك دَنا 
من أجل حروفك .... تلبست دور مُخبِرة
وأرتديت الف قناع
ومارست عليك الخداع
تارة إصبحُ فتاة أجنبية لطيفة 
وطوراً أتنكّر بوجه إمرأة مخيفة
أجلس أمامك على الرصيف 
 وأراقبك من وراء الصحيفة 
وأرتدي معطف ونظّارة
أشك بكل حرف يمر ..... وأفتش كل عِبارة
أعتقل الجملة الجميلة 
وأضعها في النظارة
والفّقُ لها قضية
وأتهمها بـ الدعارة
أراقب اللقاء 
مع قهوتك السوداء
كي لا تضع على شفاهك
طبعة اوإشارة 
وأتلصلص على حروفك
من وراء المِحبرة 
فقل برب السماء 
ماذا تكتب كل مساء 
كي تلتف حولك النساء
هل حروفك من نور ؟!
كي تعشق الفراشات قنديلك
وحوله تلتف وتدور
فأنا بحبك امرأة متجبرة
لا أحب ان يشاركني بك أحد
فـ أنت لي الى الأبد
فـ أعذرني يا سيد القلب
إن كرهت الشعر والشعراء
وسببت لك بعض العناء
ولكن ... لم أضيع الدرب
فأنا فتاة شرقية
هكذا أعشق وهكذا أحب 
 أتنازل عن كبريائي من أجل القلب 
وإن لم أفعل هذا فـ أعلم
إني لم أعشقك يوما ولم أحب
فعد الى رشدك وأرمي حروفك
فـ نثرك وحروفك منقوشة هنا 
 على جدار القلب

علاء الغريب / كاتب صحفي
Image may contain: 1 person, text

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق