مرة .... ومرة.... (( رساله لصديق قديم))
- صديقي العزيز .... بعد التحية والسلام .....
لاتصدق رجل أو امرأة لمجرد انهم كلموك بلطف ... تأمل عيونهم جيدا لوجدتها قلقة...القلق هذا لايعني انهم يفكرون بشيء خفي...ربما لايفكرون اصلا... هذا قد يفرحهم لكنه بنفس الوقت يتعبهم فالحياة صعبه والدنيا ضيقة بما رحبت...الإمام الشافعي يخبرنا أن الأرض واسعه ولكنها تضيق أن نزلت البلايا. .. البلية تأتيك مادمت تعيش بكوكب قذر منحرف شاذ كاذب عاهر جائع غبي محتال مثل كوكبنا ...كل هذا وأكثر يجعل من كوكبنا ضيق بما رحب... لاتهتم فأنت في النهاية ستعيش وربما تعمر كثيرا حينها أنصحك بأن تكون سافلا كي تعيش بسعادة .... سفلة البشر يذكرهم التاريخ دائما. ... حتى ملائكة السماء تذكرهم البعض يقول إنها تلعنهم. ...لابأس أيضا بهذا فهي تذكرهم أيضا على كل حال....لكن حتى هذه السفالة نسبيه فمن تعرفه سافلا قد يجده غيرك شهم ونبيل ...ماذا لو سمعت وجهة نظر ذالك الشخص السافل قد تؤمن حينها ان له الحق في تصرفاته وقد تؤمن انه شهم ونبيل وان كل أفعاله السافلة لها مبرر إنساني صادق ونبيل .... هنا ستشعر بالشك في كل أفكارك ... فهي بالتأكيد ليست كلها حقيقية... حين تشعر بالشك ستفكر أكثر وستعمل أكثر وستبدو للآخرين سافلا أكثر ... ستعرف هذا لكن لا تنزعج لست الوحيد الذي يشك قبلك كان ديكارت وطه حسين وغيرهم من العظماء...كانوا يشكوا أيضا ولا يثقوا باحد .... هم يعرفون أن الثقة كلمة طيبة لا تليق بالعظماء. ... وتذكر أن التاريخ لا يهتم كثيرا بالطيبين.....قدر اهتمامه بالسفلة.... وتذكر أيضا انك تشك كي تصبح إنسانا عقلانيا. ... استخدامك لعقلك سيغيظ الآخرين لأنهم ببساطة لايريدونك أن تستعمل عقلك مثلهم تماما ... عقلك الذي تستعمله سيتعبك لكنه سيبعدك عن الشهوة ...الآخرين لا يستخدموا عقولهم لذا ستجدهم شهوانين ...بل هم عبيد شهوتهم ونزقهم .... لهذا وضعوا لهم قانون التوبه كي يرضي غرورهم ونزقهم .... ويرفع عنهم غمة العذاب والويل بسبب شهوتهم....فحين تتغلب شهوتك عليك فلاتخف ولا تنزعج ولا تبتاس فالتوبه موجودة دوما للشهوانين عديمي العقل....أما من يستخدم عقله فلاتوبة له ولا مغفرة.... بعد كل هذا قد تبتعد عني يا صديقي لاني صارحتك بهذا الكلام ...لكني اكلمك بهذا لتكون عقلانيا شكاكا سافلا بكل الأمور. ...اعرف انك تريد أن تشملك التوبه والمغفرة لأنك ببساطه شهوانيا عبدا لشهواته كما وأنك لاتريد أن تدخل في قيل وقال لأن دماغك الصغير لايحتمل الكلام ولا يحتمل التفكير....هذا من حقك علي لأنك صديقي ويجب أن احترم فكرك مهما كان ....لكن من حقي عليك حينها ان تتحمل سفالتي قليلا حينها ساشك بك لأنك شهواني غبي تنتظر التوبه والمغفرة بعد أن تغدر بي أو ربما تسرقني أو حتى تقتلني. ... وقتها أيضا ساكون معك خبيث مرة وطفل بريء مرة أخرى واجعلك تشاهد الطموح مرة واشعرك باليأس مرة ....ادخلك جنتي مرة.... ثم اعذبك بناري مرة..... واصعد بك للسماء وانزلك للحضيض مرة....إريك الجمال والنور والأمان ثم احبسك في عتمة الخوف واليأس والظلام مرة....كل هذا سافعله بك ليس لأنك شهواني بلا عقل وتنتظر التوبه أو تنتظر مغفرة عجلى ....لكني أفعل كل هذا لاني شكاك سافل أفعل كل شيء فقط..... كي اتسلى ...
علي العطار ... 1998
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق