الأحد، 29 يناير 2017

عدالة الظالم والمظلوم ! بقلم / أحمد عبد اللطيف النجار أديب ومفكر مصرى

بسم الله الرحمن الرحيم
القصة القصيرة 
&&&&&&
عدالة الظالم والمظلوم !
بقلم / أحمد عبد اللطيف النجار
أديب ومفكر مصرى
&&& ليست مجرد قصة &&& 
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
&&& لحظة من فضلك &&&
 من يعتبر قصتي قصة فليعتبرها && من يعتبرها مقالة فليعتبرها &&من يعتبرها مجرد نص أدبي فليكن && ومن يعتبرها خطبة فليعتبرها &&&وحتى من يعتبرها لا شيء لا مانع عندي && المهم أن تصل رسالتي إلي الناس واضحة لا لبس فيها أو غموض !!!! && المؤلف &&
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
ماذا تساوي عدالة المخلوق أمام عدالة الخالق جل في علاه ؟!!
لماذا يقسو البعض من البشر علي بني جنسهم قسوة تفوق قسوة الحيوانات الضارية ؟!
لماذا تحجّرت قلوبنا ، فصارت كالحجارة أو أشد قسوة ؟!
ماذا تجني من ظلمك لأخيك الإنسان وامتهان كرامته ؟ !
ماذا تقول لرب العالمين يوم الحساب الأكبر ؟!
ماذا تستفيد أيها المخلوق الذي نزل من مجرى البول مرتين من ظلم الآخرين ؟!!
أتستفيد راحة البال ؟.... لا !!
أتستفيد قوة النفوذ والسلطان ؟ .... لا !!
ثق وتأكد أيها الإنسان إنك لن تجني من ظلمك لأخيك الإنسان سوى 
الشقاء وعذاب الضمير !
هناك في هذا الكون الفسيح الواسع قوم من بني البشر تعرضوا لظلم أخيهم الإنسان بما لا يحتمله بشر !
صاحبي عمر رجل شهم نبيل ، كافح في حياته كفاح الأبطال بشرف وكرامة ، جاءني ذات ليلة  حزيناً ، حائراً يقول :
 منذ سنوات بعيدة جئت إلي القاهرة مع صديق طفولتي وصباي أبو بكر كي نلتحق بجامعة القاهرة ، كان صديقي يتيم الأب ، يرعاه شقيقه الأكبر ويقسو عليه بلا مبرر ، وكنت أنا يتيم الأبوين وأعيش في كفالة عم حُرم من الأبناء ، فلم يعرف حنان الآباء ولا عطفهم .
 كانت الدراسة الثانوية بعيداً عن أهلنا في الريف قد جمعت بيني وبين صديق عمري أبو بكر في سكن مشترك بمدينة الزقازيق بدلتا مصر ، فتآلفت روحانا ووجد كل منا لدى الآخر ما يعوضه عن قسوة الحياة .
عندما حصلنا علي الشهادة الثانوية العامة  والتحقنا بالجامعة ، لم نفكر في الإقامة بالمدينة الجامعية ، وإنما بحثنا عن شقة صغيرة لنقيم فيها معاً كما اعتدنا أيام الدراسة الثانوية ، ووفقنا الله في العثور علي شقة صغيرة إيجارها أربعة جنيهات مع دفع ( خلو رجل ) مائة جنيه ، كان ذلك منتصف ثمانينات القرن الماضي ، كان علي كل منا أن يتحمل نصفها ، فتنازل صديقي أبوبكر لشقيقه القاسي عن قطعة أرض من ميراثه الضئيل مقابل الحصول علي المبلغ ، وفعلت أنا نفس الشيء مع عمي وحصلنا علي الشقة وأثثناها بأثاثنا الفقير ، واستقبلنا حياتنا الجامعية بتفاؤل واستبشار ، ولم يؤثر فينا ما تحملناه من أهلنا مقابل بيع الأرض ودفع قيمة خلو الرجل .
التحقنا معاً بكلية الزراعة مقبلين علي دراستنا ، نعيش أيامنا كما 
اعتدناها بجنيهات قليلة يرسلها الشقيق الأكبر لصديقي أبو بكر ويستكتبه إيصالات بها ، وكلما استكمل  مبلغاً معيناً استمضاه علي عقد بيع قيراطين من الأرض ، وكان عمي يرسل جنيهات معدودة بنفس الطريقة !
 لم يكن ذلك يؤرقنا في شيء بقدر ما كانت المعاملة الجافة والقسوة علينا بما يفعلانه هو الذي يعذبنا ، حتى أصبحنا نتجنب زيارة بلدتنا في المناسبات تجنياً لهذا العناء ، هذا فضلاً عن توبيخهم الدائم لنا بكلماتهم القاسية بلا ذنب جنيناه سوى أن أبوينا قد اختصرا رحلة الحياة وتركانا لرعاية الغير ، فنحن بحمد الله متدينين ، لم نعرف طيش الشباب ولا لهوه ، ونعيش في تقشف شديد، حتى كان أحدنا في بعض الأيام لا يجد ما يستر جسمه في ليالي الشتاء والبرد القارص ولا ما يكفيه لشراء ما يحتاج إليه من كتب !
 رغم ذلك كثيراً ما ظلمنا الأهل وجرحوا مشاعرنا ، حتي أنه لينعقد لسان الواحد منا أمامهم وتسيل دموعه صامتة ، وما أدراك بدموع شاب صامتة لا يقدر أن يرد الإساءة إليه فهو كالطير الأخرس تماماً حتي أصبحنا لا نستنكف البكاء في الشقة الصغيرة حين تضيق بنا الصدور في بعض الليالي أو حين تصل إلينا رسالة تقريع جديدة !
 علي هذا الحال يا صاحبي مضت سنوات الدراسة بخيرها وشرها ، ثم تخرجا وأكرمنا الله بالتعيين في موقعين مختلفين ، وقبضنا أول مرتب لنا ، فكان أول ما فعله صديقي أبو بكر هو شراء قطعة قماش صوف لشقيقه الأكبر وفعلت نفس الشيء مع عمي ،و كتبنا لهما خطابين نعترف فيه بالجميل ونشكرهم علي ما قدماه لنا .
 كانت الأحزان وقسوة الأيام قد علمتنا ألا نعتمد علي غيرنا ، فوضعنا لأنفسنا خطة خماسية لتدبير ما نحتاج إليه للزواج ، ونفذناها بحرص شديد ، فلم نسمح لنفسنا بأية لمحة رفاهية بعد 
 التعيين سوى سريران فقط اشتريناهما لنريح جسدينا اللذان لم يعرفا النوم المريح لأكثر من عشر سنوات متصلة !!
والحمد لله حققت الخطة أهدافها وأصبح مع كل منا ما يستطيع أن يتقدم به لأسرة كريمة .
 تشاورنا فيما بيننا ، فتقدم صديقي أبو بكر لأسرة من أقاربه ، وتقدمت أنا لأسرة من أقاربي ، وتمكن كل منا من الحصول علي شقة واسعة في حي جديد ، لا يفصل بيننا سوى شارع واحد ، وتنازلنا عن الشقة التي شهدت كفاحنا لصاحب العمارة .
 أقبل كل منا علي حياته الزوجية ، صديقي أبو بكر مع زوجته حنان ، وأنا مع زوجتي صفية ، واستمرت صداقتنا العتيدة قوية كما كانت طوال رحلة العمر ، وحاولنا أن نقرّب بين زوجتينا لتكتمل أواصر الصداقة والمؤاخاة .
 أصبحنا نمضي ليلة الأجازة معا واستضيف صديق طفولتي أبو بكر وزوجته الفاضلة حنان يوم الجمعة ويستضيفنا هو في الأسبوع التالي ونلبي دعوات الأهل معاً .
 والحمد لله عوضنا الله عن حرماننا الطويل خيراً ، فتقدم صديقي في عمله وتقدمت أنا أيضاً ، وبعد شهور من الزواج حملت زوجة أبو بكر ، ففرحنا كثيراً بحملها .، وجاء موعد ولادتها فاستقبلنا وليدها الصغير بسعادة بالغة وطفرت دموعي فرحاً ، وكانت زوجتي صفية حاملاً في شهورها الأخيرة ، وبعد فترة جاء موعد ولادتها ، فذهب معها صاحبي المخلص وزوجته إلي المستشفي وعجزت أنا عن تحّمل الموقف ، فجلست في البيت قلقاً انتظر عودة أبو بكر بالبشارة ... مضت لحظات ثقيلة علي قلبي حتى جاء من يخبرني أن زوجتي صفية وضعت طفلاً فاقد الحياة !!... وأن صديقي أبو بكر قام بالإجراءات اللازمة وحمل طفلنا المفقود وسافر به إلي بلدتنا كفر 
 الأكرمين ليودعه الثرى ، وتحاملت أنا علي نفسي وذهبت للمستشفي مواسياً زوجتي ، جلست بجانبها إلي أن خرجت.
 في البيت روت لي صفية من بين دموعها أن نحيب صاحبي الحبيب أبو بكر حين علم بالنبأ قد أثار دهشة الطبيب فاعتقد إنه زوجها وراح يطالبه بالصبر والثبات !
 تجاوزت الأزمة بإيماني بالله وبوقوف صديقي إلي جانبي ، وبعد عام حملت زوجتي مرة أخرى وإذ بالمأساة تتكرر ويهبط المولود من العدم إلي العدم !
 والله يا صاحبي لقد رأيت بعيني صديقي أبو بكر يبكي وكأن المولود ولده هو ... وتكررت المأساة مرة ثالثة ، فحزمت أمري ألا أكررها من جديد وأن أرضي بما قسمه الله لي ، وأـبلغت زوجتي بذلك وواصلت حياتي راضياً بالمقدر والمسوم ، لكني لاحظت بعد فترة أن زوجتي صفية قد بدأت تضيق بزيارتنا لبيت صديقي أبو بكر وتضيق كذلك بزيارته مع أسرته لنا ، وتجاوزت ذلك علي افتعال خلاف لا مبرر لها مع زوجته حنان ، ثم تقاطعها وتصرّ علي عدم زيارتها ، ورغم قسوة الأمر علي نفوسنا ، فقد تقبله أبو بكر بروح رياضية وتفهمنا الموقف علي أنه بسبب عدم الإنجاب وأنها حالة نفسية طارئة !
 أما عن حياتي الشخصية ، فقد ساءت معاملة زوجتي لي يوماً بعد يوم وزادت عصبيتها ، فحولت حياتي إلي جحيم بشكها في كل الناس ومحاولتها إبعادي عنهم ، خاصة عن أي صاحب له أولاد !
 تدهورت الأمور بيننا حتي فوجئت بها تطلب الطلاق بحجة إني لا أحبها وأنني أتطلع إلي زوجة أخرى تنجب لي ولداً ، فأقسمت لها صادقاً إني قد رضيت بقدري وسعيد بما اختاره الله لي ، لكنها أصرت علي طلبها وغادرت البيت إلي بيت أهلها ، وتركتني وحيداً 
 عدة شهور وأنا أرفض الصلح عسى أن تعود إلي رشدها ، وفشلت وساطة صديقي أبو بكر للصلح بيننا، حتي جاء يوم طالباً مني أن أسرّحها بإحسان ، فطلقتها مستسلماً وأصبح صاحبي يزورني كل يوم ويحمل ملابسي لغسلها في بيته ، ويأتيني بالطعام الساخن في أيام كثيرة ، وعرفت منه أن زوجته حنان قد عادت للاتصال بطليقتي صفية وتحملت إهانتها عسي أن تنجح في الجمع بيننا مرة أخرى ، لكنني وجدت نفسي فجأة تعاف التفكير في العودة إليها بعد أن ظلمتني وهجرتني بلا سبب ، فأخبرته ؟أنني لن أعيش معها مرة أخرى ، وشغلت نفسي بالعمل في الشركة والمشروع التجارى وعلاقاتي الاجتماعية .
 ذات مساء كنت في شقتي حين دق جرس الهاتف وسمعت صوت حنان زوجة صاحبي أبو بكر تدعوني للحضور فوراً ، فارتديت ملابسي علي عجل وأسرعت إليها ، وفوجئت بصديق عمري مريضاً وفي حالة سيئة ، فأسرعت استدعي الطبيب الذي أمر بضرورة نقله فوراً إلي غرفة الإنعاش ، وظللت واقفاً ببابها ثلاثة أيام متواصلة حتي فاضت روحه الطاهرة إلي خالقها !
 ساعتها سقطت علي الأرض من هول الصدمة ، وافقت بعد قليل لأجد زوجة صديقي الراحل وابنه عمر وأقاربها من حولي ، فتحاملت علي نفسي إمامهم وخرجت لتأدية واجبي الأخير تجاه أعز الناس وأغلي الرجال ، وأديت الواجب وأنا تائه استعيد شريط كفاحنا معاً وأتذكر ليالي الجوع والحرمان ، وليالي البكاء من قسوة الأهل والدنيا ، فتنفجر الدموع من عيني !
مرت مراسم الدفن والعزاء حزينة  كئيبة ونهضت من أحزاني لأقوم بواجبي تجاه أسرة صاحبي يرحمه الله ، فقمت بإجراءات المعاش وصرف مكافأة نهاية الخدمة ، واستدعيت ابنه الذي يحمل اسمي 
 وقلت له أمام والدته : لقد كنت الابن الوحيد الذي له أبوان في الدنيا ، والآن أصبح لح لك عند الله أب وفي الدنيا أي آخر هو أنا واحتضنته وقبّلته ودموعي تنهمر من عيني .
 نظمت حياتي بعد ذلك بحيث اشرف علي تعليم عمر وأراقب تحصيله الدراسي وألبي طلبات أرملة صديقي الراحل ، وقدّر لي أهلها ذلك وشكروني كثيراً .
في هذه الفترة فوجئت بطليقتي تتصل بي تليفونياً في العمل وتسأل  عن أحوالي برقة ونعومة ، بعد يومان فوجئت بها تتصل بي طالبة مقابلتي لأمر هام ، وذهبت للقائها معتقداً أنها تريد خدمة في العمل ، ففوجئت برغبتها في العودة إليّ لأنها شعرت أنها ظلمتني بعد أن مرت ثلاث سنوات ولم أتزوج .
 كان طلبها مفاجئة كبيرة أربكتني كثيراً ، خاصة وأنني عزمت بيني وبين نفسي علي عدم العودة إليها نهائياً ، وعندما أخبرتها بقراري ، انفجرت فيّ كالبركان الثائر متهمة إياي أنني علي علاقة بأرملة صديقي الراحل أبو بكر ، وأني أحبها ولا أريد العودة لهذا السبب !
 كانت الصدمة قاسية عليّ ، إذ لم يخطر علي بالي ما قالته ، وأقسم علي ذلك صادقاً ، لكن ما أعجب ما تفعل بنا الحياة وعدالة البشر ، فبسبب هذه الاتهامات الباطلة وتفكيري المستمر فيها لعدة أسابيع ، وجدت نفسي تميل إلي أرملة صاحبي كامرأة ، ووجدتها سيدة محترمة علي خلق ، رقيقة ومجاملة وهادئة ، من النوع الذي يدخل قلب كل إنسان يتعامل معها وتنال احترامه ، وإذا بحبها يتسلل إلي قلبي رويداً رويداً حتى تملكني !!
إذا بي أشعر تجاهها بخجل غريب لم أشعر به حيالها من قبل ، وبدأت أتجنب النظر إليها خجلاً وحياء .
مضت الأيام والشهور ولم تتركني طليقتي في حالي ، فانطلقت 
تطوف بيوت أقارب زوجة صديقي الراحل ، تلوث سمعتها وسمعتي ، حتي أنني اضطررت  للامتناع عن زيارة حنان وابنها الحبيب عمر بسبب تلك الافتراءات الباطلة .
وعلمت حنان بما تشيعه طليقتي ، فإذا بها تشعر حيالى بنفس الخجل  الذي أحسست به تجاهها وتحزن لتلك الافتراءات الباطلة .... بعد عامان من رحيل صديق عمري تجرأت وفاتحت أرملته برغبتي في الزواج منها ، فجلست صامتة لا تقوى علي الكلام ، وأجابت عنها أمها بأنها تقّدرني وتحترمني وترّحب بي ، لكنها تستشعر الحرج مما أثارته زوجتي السابقة ، فم أيأس وحاولت تأكيد رغبتي لها مراراً، خاصة وأن عمرى يقترب من الخمسين .
 وبعد طول إلحاح مني ، طلبت حنان مهلة للتفكير ، وطالت المهلة وأراها ما زالت مترددة ،،، ماذا تقول لها ..؟!!
 && تلك كانت قصة صاحبي عمر ، وقد رأينا فيها كيف أن عدالة البشر عدالة ظالمة منقوصة دائماً وأبدا ، عدالة تجد لها كل المبررات وكل الأعذار وكل الحجج القانونية وغير القانونية !
أما مسألة زواج عمر من أرملة صديقه الراحل أبو بكر ، فماذا يمنع من حدوث ذلك ؟!
هل زواج الرجل من أرملة صديقه ينقص من وفائه لصاحبه شيئاً ؟!
 لا والله ، فالرجل لم يفكر بها مطلقاً كزوجة إلا بعد عامان من رحيل صديق عمره أبو بكر وبعد أن نبهته لذلك طليقته ، ألم يكن الباعث لتفكيره فيها كزوجة سببه تلك الاتهامات الظالمة التي كثيراً ما تنبه المرء منا إلي ما لم يرتكبه ولم يفكر فيه ، وكأنما يقول الإنسان لنفسه : ما دام الآخرين قد دمغوني به زوراً وأنا من براء فلم لا أفكر فيه فعلاً وفكرة الآخرين لم تتغير بشأنه !
وتلك هي أهمية ألا يلقي الإنسان بالاتهامات جزافاً علي الغير وأن
 يحترس فيما يقول ويردد عنهم حتي لا يحرّضهم علي ارتكاب ما يعيبه عليهم !

فما المانع أن يكون عمر هو الأب البديل لابن صديقه المحروم من حنان أبيه ، لم لا وهو رفيقه في رحلة الآلام والحرمان وخله الوفي الذي ذاق مرارة اليُتم وعرف أكثر من غيره كم يحتاج الابن المحروم إلي العطف والحب والحنان .
ماذا يمنع أن يستخدم الرجل نفس رخصة الأخ الذي تسوغ له الزواج من أرملة أخيه ، وعمر كان بالفعل  أكثر من أخ لصديقه الراحل ابو بكر ، والأقربون أولي بالمعروف .
أما أرملة العزيز الراحا أبو بكر ، فأقول لها : لا داعي للتردد سيدتي الفاضلة ، لا داعي للحرج من الإشاعات الظالمة التي أطلقتها عليك طليقة صديق زوجك الراحل ، واعلمي أنه من الحكمة ألا يسمح الإنسان لثرثرة الآخرين الظالمة بأن تحرمه من حقه المشروع في السعادة ما لم تخالف طرق الوصول إليها القيم الدينية والأخلاقية ، ذلك أن ثرثرة الحاقدين لن تتوقف سواء اختار الإنسان سعادته أو عزف عنها اتقاء ألسنة الناس ، وليفعل بعد ذلك ما يرضي ربه وضميره في تصرفاته وأعماله كلها ، فإن لم تسعه عدالة الظالم ، فسوف تسعه عدالة خالق البشر أجمعين ، وسوف تُكتب له السعادة لأنه لم يخالف دينه ولم يك من الظالمين .
 ندعو الله سبحانه وتعالي أن يرحم الصديق الوفي الراحل أبو بكر وأن يلهم زوجته الفاضلة وولده وصديق عمره الصبر والسلوان ، فقد كان معني الصداقة في حياتهم رطباً جنياً ندياً كالطير المغرد في نسمات فجر الوجود ، وتجسيداً حي وواقعي لقول الشاعر العربي القديم :
صديقك الحق من كان معك 
من سبقت دموعه أدمعك 
ومن إذا ريب الزمان صدعك 
شتت فيك شمله ليجمعك ...!
شتت فيك شمله ليجمعك ...!
*****************************************
# إقرار علي مسئوليتي الشخصية والأدبية والمهنية .......
جميع الأسماء والأماكن الواردة بقصصي من بنات أفكاري ( يعني من وحي خيالي ) وإن 
كانت الأحداث والوقائع حدثت بالفعل وحقيقية 100% ــ هدفي هو نشر نوع جديد و
مبتكر من الأدب الإسلامي والإنساني الواقعي يسمو بالروح إلي آفاق رحبة من الرقي والحب 
والتسامح ونشر الوعي الإسلامي بين كل الفئات بأسلوب سهل بسيط لا تعقيد فيه ولا غموض 
شباب هذا العصر لا يقرءون ولا يهتمون مطلقاً بالقراءة لانشغالهم بالانترنت والفيس بوك ذلك العالم السحري الذي لا حدود ولا أوطان له ‘ فصار العالم كله قرية صغيرة ،، فكان و لابد من التفكير في إبداع أدب إنساني جديد يناسب تفكير شباب وفتيات القرن الحادي والعشرين ، وقد أخذت على عاتقي التفكير بجدية في ابتكار ذلك الأدب الهادف في سطور قليلة سريعة القراءة وفي نفس الوقت سريعة التأثير في النفس ، وقد وفقني المولي عز وجل في تأليف أكثر من 2500 قصة قصيرة أو ممكن تسميتها نصوص أدبية من الأدب الواقعي الذي يعالج نقائص النفس البشرية ويداوي جراحها !! وما زال التأليف مستمراً !!
أحمد عبد اللطيف النجار / أديب مصري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق