السبت، 3 مارس 2018

الـْقول الخـطَر في هـول الاتـجار بالبشر.. *** بقلمي عبد الحق توفيق البقالي

الـْقول الخـطَر في هـول الاتـجار بالبشر.... أو فتنة نسـرين وأبي العشرين 
نــصّ إبــداعـــي 
----------------------------------------------------------------------------------------------

لم تكن جمهورية "ظَالـْمُـونـْيـَا " لتعرف كل هذا التطوّر الهائل في بنياتها التحتية، لولا الاكتشاف الهائلة لذاك الخزّان المدهش للذهب والفضة، الممتدّ عبر تلك الجبال الصخرية الشاهقة المترامية جنوب الجمهورية. فضلا عن اكتشاف حجم هائل من نوع الأسماك الملكيّة الرّفيعة التي تعيش في أعماق بحار الجمهورية ذاتها ،وتحديداً بشماليها.... 
اكتشافات أسالت لعاب كبريات الدول الغربية، وأعتاها غطرسة .فدخلت جميعها على الخط تخطب وِدّ جمهورية "ظـالمـونْـيـا"، بغية اقتسام كعكعة وازنة وكبيرة. ...
ستتمكّن إذن الدولة المستعمـِرة،التي سبق لها أن استعمرت هذه الأرض لعشرات السنين خلال بدايةالقرن الماضي ،بمعية دولة العمّ سام من الظّفر بسبق الموافقة على حلب بقرة خيرات بلد "ظالمونيا".ضمن اشتراطات أساسية، تتمثل في منح حاكم الجمهورية وعائلته ربع الخيرات المتّفَق على استخراجها من تلك الأرض المعطاء، على أن تكون مدّة استفادة الدولتين الكبيرتين قرناً كاملا من الدّهر.... 
وبانطلاق العمل بالعقد وتفعيل مقتضياته، انتبه المسؤولون الأجانب أن هذا البلد الغني بخيراته، لا يتوفر على أدنى شروط التجهيز التي من شأنها أن تسمح باستغلال وتصدير أمثلين للمستخرَج من باطن الأرض وأعماق البحار، علاوة على كون جحافل الأطر الأجنبية التي ستتولى مهام القيام بجميع العمليات، وجدت نفسها في سقم وضيق وضيم ،جـرّاء التخلف العمراني والتعميري الرّهيب الذي توجد علبه مختلف مناطق جمهورية ظــالـْمـونْيا، ومن ثــمّ فقد تمّ التراجع عن العقد، وتعديله، بمايفيد تمكين العائلة الحاكمة فقط وفقط من نصف الرّبع الذي سبق الاتفاق حوله، وذلك حتي يتسنى إنفاق النّصف الآخر لفائدة التعمير وانجاز الطرقات ومختلف المرافق الضرورية التي تحتاجها أساساً الساكنة الجديدة والمُكونة من جيش الأطر الموكول لها تدبير مشاريع وأوراش التنقيب والاستخراج الكثيرة...... 
ستتحول إذن المدن الكبرى والساحلية لهذه الجمهورية إلى غير ماكانت عليه... وسيتحدث علماء الاقتصاد والاستراتيجيات عن تعزيز مداخيل الدولتين بما قدّروه أضعافاً مضاعفة من المداخيل الاعتيادية الوطنية للدولتين نفسيهما، بل إنهم قدروا كذلك الانعكاسات الاجتماعية والاقتصادية للخيرات ذاتها على البلدين بتطور يضاعف النمو الاعتيادي..... فيما أكدت تقارير استخباراتية دولية ،أن معدل الإنفاق الشهري للعائلة الحاكمة لجمهورية ظـالـْمونيا يفوق بكثير مايُخصص سنوياً لتسيير شؤون مدينة باريس الفرنسية.... 
يـُكَنـّى الـسيد "أمبودو" في تلك الجمهورية ب"صامبودوروكا" وتعني بحسب اللغة المحلية أبا العـِشرين... ومـِمّا يُـحكى بصدد الكـُنية ذاتها ،أنها تعود في الأصل لوالده :"أصطوروفو".واحد من كبار أعيان قبيلة "طروباطيكا".الذي كان متزوجاً من سبع نسوة، وأنجب معهنّ عشرين ولداً....ماعلينا... فقد عاد السيد أبو عشرين من بلاد بلجيكا حاصلا على شواهد عليا جدّاً في الصحافة والاقتصاد والعلوم السياسية... وبدعم من والد زوجته البلجيكية، زعيم حزب الخُـضر هناك، سيسمح له بتأسيس فرع حزبي مُلحق وتابع للقيادة الحزبية البلجيكية، وسيعمل لاحقاً على تأسيس شركة إعلامية ورقية والكترونية وبصرية وسمعية... تابعة هي الأخرى لواحدة من کـُبريات الشركات الإعلامية الغربية... وهو ماسيحدث لأول مرة في تاريخ تلك البلاد.... 
سيلقى الموقع الإعلامي التلفزي إقبالاً منقطع النظير، بسبب نجاحه الباهر في اعتماد برامج محلية متنوعة كثيراً،وغاية في الاحترافية.. بل إنه سيوسع كثيراً من مداخيل هذه المقاولة الإعلامية، بسبب ما أصبحت تذرّه حصص الإشهار من أموال طائلة.... لدرجة أن الرجل ذاته أصبح واحداً من الذين يحظون بمكانة شعبية مُنافـِسة جدّاً بسبب وضعه المالي الجديد، ووضعه الاعتباري، فضلاً عن أصوله القبلية الرائدة والوازنة... دون أن ننسى وهذا هو الأهمّ ،خطّه الإعلامي الغريب والجديد بالبلد، من حيث اختراقه عوالم سفلى ،وعوالم المال، والطابوهات السياسية.... 
وبسبب نشره وبثه لتحقيق مـُطوّل ،عن خيرات جمهورية ظـالـْمونـيا، الباطنية والظاهرة، وكذا الارتفاع المهول لمؤشرات الهشاشة والفقر والعوز، إذ أورد في تحقيقه هذا أن أزيد من تسعين في المائة من ساكنة الجمهورية يعيشون تحت عتبة الفقر المطلق، وأن أزيد من ثمانين في المائة من نسوة البلد يعشن من غير سراويل، ولم يسبق لهنّ ارتداء جوارب، وأن قرابة المائة في المائة منهنّ لايعرفن أحمر الشّفاه ....ونظراً لغلاء شفرات الحلاقة غلاءً مهولاً وخيالياً ؛فإن ثلثي النساء يعمدن فقط إلى نتــف شعر العانة والإبطين ....كماأن عمليات الختان التي تطلقها الدولة مرة في العام لذرّ الرّماد في العيون، لم تكف لتجاوز حتّى نسبة عشرين في المائة من المـُختّنين. ما جعل نسبة المقبلين على الزواج من غير خـِتان في تصاعد مـُخيف....وقد وقف التحقيق ذاته عن ارتفاع مـُهـول في نسب الحـُفاة أو الذين سمحت لهم ظروفهم بانتعال أحذية مرة واحدة فقط في العمر... دون إغفال التطوّر المخيف في ظهور الأمهات العازبات والولادات غير الشرعية، بسبب اتساع قاعدة بائعات الهوى، والغلاء الأسطوري للحبوب المانعة للحمل والعوازل الطبية ..... وحيث إن التحقيق السالف الذكر كان فاضحاً جدّاً فإنه لم يتوان عن فضح الاستغلال البشع لشباب الجمهورية في أفلام الخلاعة، أولائك الذين يتم انتقاؤهم اعتباراً لضخامة آلاتهم أو قـُضبانهم.....
وقد خـُصِّص الجزء الثاني من ذات التحقيق، لتسليط أضواء كاشفة، عن أسرة السيد رئيس جمهورية ظالمونيا السيد: "أبـيـدوكـالي سـْريطو "...ولعلّ المثير في هذا الشق من التحقيق هو أسطول الطائرات الذي تمتلكه العائلة الجمهورية، ذلك أن الرّضيع في العائلة ما أن يتجاوز سنّ الثمانية أشهر حتى يـُمـَلـّك طائرة من آخر طراز، مثلما يـمـلـّك لحظة فطامه باخرة فاهرة.... ومن أغرب ما كشف عنه التقرير أيضاً أن مقاعد المرافق الصحية ودورات المياه بقصر سيادة الرئيس كلها من ذهب خالص، كما أن سيادته أصبح يتوفر على خمسين زوجة :بمعدّل زوجتين من خمس وعشرين بلداً من البلدان المشهورة بحُسن نسائها وجمالهنّ الفاتن. ..... 
فيما خُـصّص الجزء الأخير من التحقيق المذكور لتناول الجانب الديني والعقائدي... مُستعرِضاً في تفصيل تاريخي ،سيادة الدين الإسلامي والمسيحية في الكثير من جهات البلاد الى حدود ماقبل الاكتشافات الخيراتية الحديثة، حيث دخل على الخطّ لوبي يهودي من المستثمرين والسياسيين، الذين أصبحوا من ذوي الحظوة والمواقع والجاه، فتنعّـم عليهم السيد :"أبـيدوكـاليً سْـريطو" بأوسمة جمهورية عالية، ومنحهم جنسية البلد، علاوة على تمكينهم من حسناوات وإهدائهنّ إليهم خليلات وزوجات إمتاع ومؤانسة. وأصدر في شأن ذلك مرسوماً رئاسياً جمهورياً مـُلزِماً ....في سياق ذلك إذن كشف التحقيق عن المرسوم الرئاسي الذي تمّ بموجبه تقليص عدد المساجد الإسلامية بنسبة تفوق الثـُّلثين ،فيما تمّ تحويل الكثير منها إلى أديرة ومعابد يهودية ومسيحية، وبمقتضى المرسوم الجمهوري الألف، أصبح تشجيع حفظ نصوص الإنجيل والتوراة مـُلزِماً ليتراجع بذلك بشكل لافت الإقبال على حفظ القرآن الكريم..... 
وتـِباعاً ستصدر الجريدة الورقية تحقيقات بـطابع تحريضي تدعو إلى مقاومة تهويد البلد، والاقتسام العادل لخيراته، والتعجيل برحيل المستعمرين الجدد، فضلاً عن المطالبة بحقّ الأحزاب والنقابات في حقها الكامل في نزع عباءات الـدّمى، وارتداء ملابس الاستقلالية والنزاهة والتجرّد ....
سيصبح صوت السيد" أمـْبـودو" صوتاً نشازاً ومزعجاً ،نتج عن حماقاته الخرقاء، بروز حركات احتجاجية، خاصّة في قبائل العــُراة. كانت حركات مـُحرجة ومتعبة.... ما حذا بالسيد "أبيدوكالـي سْرِيطوُ" رئيس الجمهورية وحاشيته وعونه ،وكبار جـُنده ثمّ كبار الحاخامات إلى الدعوة إلى اعتقال السيد"أمبودو" وحرق مقر شركته الإعلامية، ومتابعته بتهم : إهانة ديانات معتبرة ومعتمدة في البلد، معاداة السّامية، التحرّش بالنساء واغتصابهنّ وإتيانهنّ من حيث لاتجوز المـُواقعة، وبيع أفحال الرّجال لمواقع إعلامية إباحية من غير كشف طبّي ولا خِـتان.... فيما أُسْـقـِطت عنه بالمـُطلق تهم المسّ بأمن البلاد، عبر العمل الإعلامي؛ مراعاة وتقديساً للحق في التعبير، وحرية الصّحافة.... تهم أفضت إلى حكم قضائي قضى بمؤاخذته بثلاثين سنة حبساً نافذاً...
مضى عام كامل على الحكم، وكان السيد "أبيدوكالي سريطو " مرة في الشهر يزور خـِفية الصحفي "أمبودو" في السجن مـُتنكّراً ،ومحمّلاً بكل ّمايلزم السجين. وذلك نزولاً عند رغبة المرحومة والدته التي كثيرا ماجاءته ليلاً ،تضربه بعصاً على مؤخرة رأسه، وهي تصيح وتصرخ في وجهه: "كفاك ظـلماً وشططاً !! أطلق سراح الرجل فوالله ماقال إلاّ حقّاً.....سينالك غضبي وسخطي، وستلاحقك لعنتي!! هاأنت تقضّ مضجعي، وتـُتعبـني وأنا أتحمّل مشاقّ الرّحلة إليك من عالم البرزخ إلى عالمك السّفيل.... عدوّ صريح خير من منافق سفيه قبيح....... ""
في اللاحق من الأيام سُكتــشف وستنكشف زيارات الرئيس المتسترة ..وستتمّ دعوته رسمياًلحضور كرنفال الليمون ببلاد العمّ سام.... ليقع انقلاب على السلطة، وتـُسند رئاسة الجمهورية إلى خــادمه وأمــيــن سـرّ غــُرفــة نـومـه السيد : "أمـلـو بــاطـالو كـُولو"...وفي الأثناء كان الرئيس السّابق يـُحاكم في تلك البلاد بتهم ثقيلة منها :التآمر على خيرات بلده، والتـبوّل العـمد على تمثال كرنڤال الليمون، وإهانة أكلة يهودية......... 
فيما كانت زوجته المفضلة اللبنانية نسـريـن، تتأهب للزواج بالرئيس الجديد للبلد .......ليتحدّث الناس كثيراً عن استخدام السيدة نسرين في كل تطوّرات الأحداث.....

******** بقلمي عبد الحق توفيق البقالي *******

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق