بسم الله الرحمن الرحيم
قبس من نور(وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ )
تقديم الدكتور احمد محمد شديفات / الأردن
كنت كثير أسمع هذه الكلمة تتردد على الألسن وهي كلمة البال، ونمر بها في القرآن والسنة النبوية ولا نلقي لها بال!!!!!!
معنى كلمة أَصْلَحَ :- أَتَى بما هو صَالح نافعٌ،،،،،،،،،،،،
والبال :- هو من كان هادِئ النَّفس مُطْمَئِنّ الحال،،،،،،،،،
وعدت أتذكر الأيام الماضية عندما تجدك أمك مهموما مشغول بالك؟؟؟؟ تقول الله يريح بالك يا أبني،،،،،،،،
وعندما تشكو الدنيا أو يقلقك أحد الخلق،،،، يقول أبي الله يصلح بالك أو الله يهدي بالك يا بني، ولم يخطر على بالي ما هو البال،،،،،،،،،،
حتى عدت إلى القرآن الكريم قال الله تعالى :-
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ***
وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ****
وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ***
كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ ***
وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ }}}}}}}
فالذي يصلح البال جاء في القرآن مرتب ترتيبا عجيبا وتدرج في العلو والسمو
بدأ بالأيمان بالله والعمل الصالح معا فهما صنوان،،،،
ثم الأيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم ورسالته على أنها حق من الله،،،،،
ثم أعقبه تكفير السيئات،،،،، فكانت كل هذه المعطيات لكي يصلح بالهم،،،،
الآن عرفت البال والذي يجلب راحة البال هو التوحيد بالإيمان، والعمل الصالح، والتصديق برسالة الحق المبين الذي أنزل على خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم من رب العالمين
فإن كانوا ذلك كذلك(كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ)وبذلك أطمئنت قلوبهم بعد أن مُسحت ذنوبهم(وَأَصْلَحَ بَالَهُم)المولى عز وجل إلى حالة حسنة، وأَزال ما في القلوب من صدأ الشرك وفساد العقيدة وانحراف السبل وعيوب النفس ....فأصبحت قلوب طاهرة نظيفة بيضاء نقية،،،،،،،،
فالذي يصلح البال هو الله يدفع الْهَمُّ عن النفس وما ينتابها من قلق وما يرد عليها من أوهام الحَزْن والغَمُّ الذي تعجز عن حمله الأنفس، فمَنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يهدي لراحة البال لا أحد سواه(سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ }}}}}}}
فكلمة البال في منتهى الجمال، والدلالة على أن الهادي إلى الخير هو الله، الذي سيسلك بهم طريق الفوز والفلاح بعد أن هَيَّأَهم درجات وأصلح أحوالهم وشئونهم وقلوبهم للمكانة التي تليق بهم من أجل نقاء وصفاء بالهم ونفوسهم،،،،
فكان مآلهم ومكانهم (وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ)هذه هي الجائزة التي لا يكدر ولا يعكر فيها صفوهم نُزُل الجنة، قال عليه الصلاة والسلام والذي نفسي بيده ، إن أحدهم بمنزله في الجنة أهدى منه بمنزله الذي كان في الدنيا "
اللهم أجعلنا من أهلها والمسلمين جميعا براحة بالنا مما أهمنا وأغمنا،،،،
هاتان الآيتان وردتا في سورة محمد صلى الله عليه وسلم، وما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام فيه صلاح الحال والبال،،،،،، وزيادة في راحة البال ما علمنا إياه عليه الصلاة والسلام فعن أنس رضي الله عنه :-
قال: عطس رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فشمت أحدهما، ولم يشمت الآخر، فقال: شمت هذا ولم تشمّتني؟ قال: " إن هذا حمد الله، ولم تحمدَهُ " تعليم جميل الذي يحمد الله أثنى عليه صلى الله عليه وسلم والآخر سكت عليه الصلاة والسلام فأستغرب الرجل فذكر له السبب؟؟؟؟؟؟
والحديث الآخر عن أبي موسى رضي الله عنه:-
قال: كان اليهود يتعاطسون عند النبي صلى الله عليه وسلم يرجون أن يقول لهم: يرحمكم الله،
فيقول لهم: يهديكم الله ويصلح بالكم) كم لكلمة يرحمكم الله من قيمة ، فهمها هؤلاء اليهود وهم يرجونها، فعلمهم صلى الله درسا ،أن الهداية أولا ثم الإتباع ثم يأتي صلاح البال والله المستعان
وإذا نظرت الجانب الآخر الذي يمثل أهل الضلالة والبعد والحرمان!!!!!!!
قال الله تعالى عنهم :-
"وَالَّذِينَ كَفَرُوا***
فَتَعْسًا لَّهُمْ****
وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ }}}}
على النقيض من حال المؤمنين ،جاءت حال الكافرين، أولا " فتَعْساً لهم" أي بدل راحة البال عَاشَوا فِي تَعْسٍ وَشَّقَاءَ وَشَّرَّ وبلاء وبُؤْسٍ وعَنَاءٍ وَنَكَدٍ وهَلاَك! فحظهم عاثر وبالهم ساقط وهذا منتهى الضياع والخذلان ,,,,,
وثانيا :- "وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ" هنالك هداهم لسواء السبيل، وهنا أضل أعمالهم فعاشوا في ضلالة وبعد وحرمان وتعاسة واضطراب ،وهذا كله بسبب واحد صرح به المولى عز وجل ليفضح حالهم ويحير بالهم "ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ }}}}}
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق