الأستاذ أحمد الجابري
الشاعر الإنسان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ربما لايستطيع إنسان مثلي أن يقدم البحر...
لكنهاا ألفة العمر بيني وبين قصائدة البالغة الحب والجمال المنمقة باكاليل الزهر والورد فواحة العطر وطيب المسك كنفس صاحبها الطيبة العطرة الزاخرة بالعطاء ..
وقد يسأل أحدهم عن علاقتي به فهى علاقة التلميذ بأستاذه وحبه له منذ وقت مبكر ..
ذلك الذي كتب الشعر بكل الوانه ، وكتب القصيدة والتزم ببحورها الخليلية ، وهو قاموس ومحيط واسع في الأدب والشعر والتاريخ،
ووقدم للشعر الغنائي أيضاً ماقدم،
كثيرون هم أولئك الأدباء الشعراء من الذين كتبوا للأغنية اليمنية وصاغوا كلماتها العذبة الندية حتى أزهرت ليأتي الفنانين اليمنيين والعرب لتذوق رحيقها وعزفة الحاناً تخالط النفس والوجدان ،
وشعرنا الغنائي أكثر إنتاجاً وتنوعاً وغزارة بفضل هولاء مما جعل الأغنية اليمنية تحتل الصدارة في مصاف كل الأغاني العربية خصوصاً في الجزيرة والخليج ،،
ويأتي من بين هولاء الشعراء المتميزين والمبدعين المتألقين الأديب و الشاعر الإنسان الأستاذ الكبير /
أحمد الجابــــــــري ذلك الشاعر اليمني الذي لايزال قلباً ينبض بالحياة والشعر .ونهر متدفق بالعطاء فقد قدم الكثير والكثير من الشعر الغنائي حتى غدا أحد وأهم وأبرز مشاهيره وغنى له الكثير من الفنانين اليمنيين الكبار وكذلك العرب .
يأتي من بين هولاء
الدكتور عبدالرب ادريس
وفنان العرب محمد عبده
الفنانين الفنان اليمني الكبير أيوب طارش العبسي ،،
والفنان محمد مرشد ناجي
والفنان أحمدبن أحمد قاسم
والفنان أحمد فتحي
والفنان عبد الباسط العبسي
والفنان محمدعبده زيدي
وكثير من الفنانين الذين لايتسع المقام لذكرهم هنا ...
ويعد أستاذنا الجابري أحد أبرز شعراء الأغنية اليمنية على الإطلاق من الذين أروت كلماتهم القلوب العطاش ..وحاكث الروح والوجدان ولوعة النفس ..
كمايعد ثاني إثنين كتبوا قصائدهم باللغة العربية ومعه الأستاذ محمد سعيد جرادة .وهذه ملاحظة مهمة كونه ضليع ببحور الشعرالخليلية وقوافيه ،
لم تكن القصائد الغنائية هي الحكر في رصيده وفي مكتبته بل قدم الكثير من القصائد الوطنية والحماسية فقد كان الوطن ولايزال همه وحلمه وحبه الأزلي إلى جانب معشوقته عدن ..
وأين نحن من قصيدته الوطنية الجميلة والرائعة لمن كل هذه القناديل ..وبصوت أيوب طارش والتي أثنى عليها كثير من الأدباء والكتاب اليمنيين والعرب .
فقد كانت قصيدة معبرة عن فرحة كبرى عبرت عما في خاطر ومشاعر كل أبناء الوطن.
وأتذكر كنا في دورة أعلامية بالمركز الثقافي بتعز عقب الوحدة اليمنية مباشرة فإذ بمكبرات الصوت بالقاعة تصدح بمواويل لمن كل هذه القناديل تضوي لمن
وهذه المواويل بالعرس
تشدوا لمن ... وبصوت الفنان أيوب طارش حتى علا تصفيقنا لها ولكلماتها عالياً...وكادت مدينة تعز الحالمة أن ترقص منها..وشعرنا حينها بأن الوطن يولد من رحم كلماتها الرائعة..
وله من القصائد الوطنية أيضاً عن طريق شقه ذو يزني وبصوت الفنان أيوب طارش وهي قمة في الروعة والجمال أيضاً. وقصائد لايتسع المقام لسردها في هذا الموقع الإفتراضي فهو يحتاج منا إلى مقام واسع ولن نفي الشاعر حقه لكن هذا أقل مايمكن عمله تجاه هامة بحجم شاعرنا الكبير والمخضرم الأستاذ الجابري
وكتب الشاعر الجابري للأرض والإنسان وللحب والجمال ، بكل أحاسيسه ومشاعره الفياضة المجنحة وغرد إيماتغريد وكم شنف أذاننا وأروى عطش قلوبنا بكلماته العذبة المكسوة بالجمال وكتب الشعر الغنائي بكل الوانه منها الحضرمي والصنعاني والتعزي والعدني وو
وحقيقة لست أدري كيف كان شعور تلك المدينة الرصاصية التي تقود بحر حقات لحظة ميلاد شاعرها الجابري هذه المدينة الولادة الرائعة مدينة الحب والجمال والطرب والبخور العدني المختلط بروائحها الزنبقية ..مدينة عدن ..
ثم لست أدري كيف كانت تستقبل هذا النتاج الشعري المتميز والغزير للأستاذ الجابري وكذلك الساحة اليمنية طولاً وعرضا..
وهاهى أغنية الأياطير يالخضر أين بلقاك الليلة
الا ماباك توعدني
وتنسى وعدي الليلة
من بواكير شعره في الزمن الجميل . ..
تُرقص شواطى البحر وتتمايل رمالها لعذوبتها ولحنها الراقص،.
ومن منا لم يرقص لها وعلى إيقاعها الجميل.
ومن قصائده الغنائية لا الحصر
- خذني معك بصوت الفنان أيوب طارش العبسي
- وفاض بي وجدي بصوت أيوب طارش.
- طائر الأشجان بصوت أيوب طارش
- وصبايا فوق بير الماء
- عاشق الليل بصوت أيوب وغناها أحمد فتحي
- وقسمة ونصيب بصوت أيوب طارش..
- وأشتي أسافر بلاد ماتعرف إلا الحب
بصوت الفنان عبد الباسط العبسي
- وقصيدة واعشي واصبح بصوت الفنان محمد مرشد ناجي.
- وقصيدة وغارة الله باللون الصنعاني غناها الفنان محمد مرشد ناجي.
- وغصب عني غناها الفنان أحمد بن أحمد قاسم والفنان محمد عبده زيدي.
كثيرة هى تلك القصائد الغنائية التي أنتجها شاعرنا الجابري والتي تمتلك من البوح والشجوى مايكفي لعالم، وبكل معانيها الساحرة التي تسبر في أغوار النفس وتتغلل في اعماقها..
ولم تكن القصائد الغنائية وحدها هى نتاج عمله طيلة مشواره المتقد ،بل هناك العديد والعديد من القصائد الأخرى والتي لاتعـــــد .
وله من الرباعيات مايفيض منه البحر ،وكذلك التوشيحات الجميلة والرائعة والتي كان حقاً على وزارة الثقافة جمع ديوانه الشعري وطبعه ،.ولانعفي مؤسسة السعيد الثقافية من ذلك أيضاً..
حيث بعد رحلة طويلة مع الحرف إكتشافاً ومعاناة لم يجد ديوان أستاذنا الجابري طريقه إلى المطبعة وبين يديه ومن حوله وفوقه تراكم عشرات بل مئات من القصائد مختلفة الأوزان والأبعاد والقوافي والألوان
ونحن هنا لا نريد من شاعرنا أن يترك ذلك للأيام، أو يقدم لنا جديد الأعمال ويهمل بواكير أعماله الشعرية الجميلة،
نحن نطلب منه وبإلحاح شديد، أن يجمع كل أعماله الشعرية ويؤثر القارئ والمثقف بها ،من أول قصيدة إلى آخر قصيدة ،،لما لها من أهمية وغزارة وكثافة في الإنتاج، والذي لايزال في أوجه. .
أعود وأشير هنا إلى أن الأستاذ الجابري لم يكتب قصائده في بلاط مجالس الخلفاء والملوك والسلاطين مبتغياً المال والشهرة ولكنه عاش رجلاً شريفاً عزيزاً رغم الظروف السيئة التي تكتنفه معظم الأحيان هكذا عرفناه
وكان على الدولة أن ترعاه جل رعايتها وهذا واجب لمثل هذه الهامة الوطنية التي قدمت وأنتجت الكثير للأدب والشعر والفن .
وساهمت في رفع مستوى الأغنية اليمنية إلى مصاف الأغاني العربية وذاع صيتها من خلاله أيضاً..
ستبقى قصائده تتردد على جنبات الشاطئ المديد ولن تستطيع أمواج البحر الصاخب مهما تعاظمت أن تمحو أو تبتلع شيئاً من تلك الأصداء الجميلة.
كما أنها ستبقى في قلوب كل أبناء الوطن وفي عبق التراب الأصيل لهذا الوطن...
ولم يتعب شاعرنا أن يواصل مشوار حبه وشعره وعتابه و..و..مهما تعبت قدماه وتعاظمت ظروف المعيشة فهو لايزال يغني مشاعرنا وعواطفنا ولايزال خصباً متجدد ومزن يروي عطاش قلوبنا وسهول الخضراء وروابيها بحصاد الرحلة كلما طالت وتعمقت المحيطات والأسفار..
أطال الله عمره وحفظه من كل مكروه..
وليعذرني القارئ الكريم عن أي ٍ من التقصير خارج عن الإرادة ...
فالمقام كبير ...والشاعر عميق ...ونهره فريد غزير متدفق ..تتدفق كلماته في الحنايا وشغاف القلب والوجدان وخلجات الروح ..راقصة في مثاليثها وتغريداتها ..حنينها وصداها يسكن القلب ولا يفارقه ..تتغلغل في الأعماق وتسبر في أغوار النفس...
محبتي له وكل تحايا القلب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأستاذ/ عارف الهجـــري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق