الاثنين، 2 أكتوبر 2017

طيش بقلم / عبدالله أيت أحمد

طيش
يطاردها بعيون متلهّفة، من داخل غرفة كان يتابع حركاتها عبر ثقب بالنّافذة، مضطربة تجيء ذهابا وإيّابا كأنّها أصيبت بعضّة أفعى، تحملق بالأسوار..ببديّهته تفطّن إلى ما يدور بخلدها..ذلك الصّباح زارته بحجّة السّؤال عن ابنها وللإطمئنان على مستقبله..تذكّر كلام زميله الحامل لكتاب الله، الّذي أخبره بكلّ صغيرة وكبيرة بشأنها بحكم أقدميّته..بكلّ تأكيد فهي أرملة شابّة مليئة بالأنوثة.. 
في تلك القرية النّائيّة البعيدة، تحدث قصصا غريبة بشتّى الألوان..لقد وجد في رفيقه الكهل نعم المؤنس الصّادق والمستشار، لا يبخل عليه بالنّصيحة والمشورة في كلّ صغيرة وكبيرة..ولكنّ حديثهما لا يخلو في بعض الأحيان من النكتة والفرجة..
في سنوات الثّمانينيّات وذات يوم خريفي معتدل الحرارة تتخلّله بعض قطرات مطر رقيقة وقليلة، تشجّع وربط جأشه وعزم على أن يطلعها بمكنون قلبه ورغبته الجامحة. 
في المساء باشر بتجهيز وجبة العشاء لأنه استطاع أن يقنعها، بكل بساطة أيقن من استضافتها مع زميلتها داخل البيت الّذي يتقاسم العيش فيه مع صديقه..
حضرتا في الوقت المناسب في أبهى حلّتهما وزينتهما وبكلّ دلال وعلى ضوء خافت للمصباح الغازي كانوا يتجاذبون أطراف الحديث..أنتبه الكهل إلى خطّة صاحبه ولذلك أومأ إليه بعدم الاكتراث في إشارة قال فيها ولك الجنّتان...أطفأ النّور، انتشر الظلام في كلّ أنحاء الغرفة وساد الصّمت إلّا من وشوشات واحتكاكات أغطيّة لا تكاد تسمع...قضى وطره والكهل في امتحان عسير، يقاوم مستعيذا بالله من الشيطان الرجيم، اعترت الآخر موجة من النّدم والخجل وخاصّة عند سماعه يردّد غفرانك غفرانك.
بقلم عبدالله أيت أحمد/ المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق